الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خديجة النعيمي: العمل الخيري غيّر حياتي

خديجة النعيمي: العمل الخيري غيّر حياتي
19 يونيو 2017 12:42
نسرين درزي (أبوظبي) نشأت الدكتورة خديجة النعيمي على شغف العمل الإنساني منذ كانت طفلة صغيرة تمعن النظر إلى أبويها اللذين يسخران وقتهما لخدمة الناس ومساعدة المحتاجين، ووسط هذه الأجواء ترعرعت في بيت يرفع شعار التضحية والتعامل بإنسانية، مما دفعها إلى التخصص في مجال الطب، وتعتبر أن العمل الخيري غيّر حياتها. وهي اليوم طبيبة أسرة في الخدمات العلاجية بمدينة العين تسخر وقت فراغها في العمل التطوعي، الذي أوصلها إلى بؤر الاحتياج في اليونان وزنجيبار، وتؤمن أن مهنة الإنسان يجب أن تتوافق مع شخصيته حتى يبذل فيها كل جهد يُشعره بالسعادة ويُشعر الآخرين بالرضا، وهذا ما تلمسه يومياً في خلال تأديتها لواجبها المهني عندما تكشف على المرضى وترشدهم للعلاج اللازم. مخيم اللاجئين تحدثت الدكتورة خديجة النعيمي خريجة كلية الطب في دبي عام 2010 عن المهام التطوعية الوطنية، التي ساهمت في إنجاحها، وأهمهما رحلة التدخل الطبي لإنشاء مخيم «لاريسيا» للاجئين السوريين في اليونان بتنظيم من هيئة الهلال الأحمر، ورحلة إلى زنجيبار لإنشاء المستشفى الميداني للمعاينات المجانية بتنظيم من مبادرة «زايد العطاء». وقالت: إن التجربتين كان لهما بالغ الأثر في شخصيتها واكتسابها لخبرات جديدة حول كيفية بناء العيادات المتجولة لخدمة الحالات الطارئة، والاطلاع على الملفات الطبية للمرضى من الفئات المحتاجة والمتضررة.. وفي مهمة «لاريسيا» كانت ضمن الفريق الأول من 5 متطوعين إماراتيين سافروا لإنشاء المخيم الذي يعد الرابع من نوعه في اليونان.. وكان سبقهم إلى العمل التطوعي في خدمة اللاجئين السوريين ثلاث فرق لثلاث مخيمات أقيمت سابقاً، وشارك في تمويلها متخصصون في مجالهم من هيئة الهلال الأحمر.. وهناك تعرفت إلى المعنى الحقيقي للإيثار والخدمات الإنسانية الفعلية، ولاسيما أن المخيم يقع في قرية ريفية نائية ويبعد 5 ساعات عن العاصمة. مستشفى متنقل وفي حديثها عن مهمة السفر إلى زنجيبار، حيث ساهمت مع فريق طبي متكامل في تأسيس مستشفى عيادي متنقل لعلاج الأطفال والمسنين، ذكرت أن التحديات كانت كبيرة وعصيبة، ومما واجهته هناك مع زملائها الأطباء والممرضين المتطوعين، التقلبات المناخية مع طقس حار ومشمس طوال النهار، إلى رطوبة عالية، وسيول مائية نتيجة للأمطار المتفاوتة وغير المتوقعة على امتداد ساعات اليوم، وأوضحت أن العمل هناك كان يتطلب فحصاً طبياً شاملاً للمراجعين وتحويل الحالات المعقدة إلى المستشفى الحكومي في البلاد. وقالت: «بالرغم من ظروف العمل القاسية من الصباح الباكر حتى المساء، فإننا كنا سعداء بما نقدمه من مساعدات إنسانية. ويكفي تلمس ملامح الرضا في عيون المراجعين للشعور بفخر العطاء»، وذكرت أن التواصل مع المرضى للدلالة على مواقع الألم لديهم لم يكن سهلاً؛ لأنهم لا يدركون أي لغة أجنبية، وكانت المعلومات الضرورية عن حال كل مريض تصل إلى الطبيب المعاين بواسطة أكثر من مترجم. التجهيز من الصفر وعدا عن الرسالة الإنسانية التي حققتها خلال سفرها إلى اليونان وزنجيبار لأهداف خيرية، ذكرت الدكتورة خديجة النعيمي أن المهمتين زادتاها إصراراً على تعلم مهارات جديدة، وكان أهمها النزول إلى الأرض والمشاركة الفعلية في تأسيس العيادة المتجولة والمستشفى الميداني.. وقالت: «لولا مشاركتي في هاتين المهمتين خارج الدولة لما تعرفت إلى كيفية التجهيز من الصفر للوازم الطبية واللوجستية التي تحتاجها المواقع الطبية والعلاجية». ومن هنا تدعو طبيبة الأسرة المتطوعة في الأعمال الخيرية أصحاب الاختصاص إلى عدم التردد في ترجمة معارفهم إلى حقائق ملموسة للتأكد من قدرتهم على النجاح بالفعل لا بالقول وحسب.. وبرأيها فإن النجاح في العمل ينبع من تراكم الخبرات الحسية والحصول على إجابات فعلية قبل الاضطرار إلى طرح الأسئلة. وعن نفسها تكن الدكتورة خديجة النعيمي كل الامتنان إلى التطوع في قطاع الخدمات الطبية المجانية الذي فتح أمامها باباً للمعرفة والاعتزاز بقدراتها المهنية والإنسانية في آنٍ. الشعور بالفخر وعن اختيارها لمهنة الطب التي تتطلب بذاتها تضحيات كثيرة لفتاة في سنها، اعتبرت الدكتورة خديجة أنها في كل مرة تنزل إلى العيادة تشعر بالفخر لكونها طبيبة. والسبب أنه عند تخصصها في طب الأسرة كانت تعلم أن معرفتها ستصل إلى كل مرضاها من مختلف الأعمار ومختلف الجنسيات والأديان.. وهذا ما شجعها على خوض التحدي الذي وإن يعتبره البعض خياراً صعباً، فإنها تجده ضرورة محقة في الدولة.. وقالت: «أنا أشجع دائماً شباب الإمارات على دراسة الطب لأننا نحتاج إلى أطباء مواطنين». وأشارت إلى الفرحة التي تقرأها في عيون مرضاها من أبناء الوطن الذين يرتاحون لإرشاداتها ومعاينتها كطبيبة مواطنة يشعرون معها بالمزيد من الأمان. ولهذه الأسباب كلها تحث طلبة الثانوية على الاجتهاد لدخول كليات الطب وعدم التردد أبداً لخوض واحدة من أنبل المهن الإنسانية على الإطلاق. التزامات أخلاقية وتواصل الدكتورة خديجة النعيمي مهامها التطوعية في هيئة الهلال الأحمر ومبادرة «زايد للعطاء» وهي على أهبة الاستعداد للمشاركة في أي مهمة طبية إنسانية. وذكرت أن حلمها في مساعدة الناس يتحقق يوماً بعد يوم، وهذا أكثر ما يسعدها، لأنه يمنحها الشعور بنجاحها في المسؤولية الملقاة على عاتقها. وقالت: «إن اختياري للطب لا يعني أن أمارس المهنة وأستمتع باللقب وبنظرة الاحترام في عيون الأقارب والأصدقاء وأبناء بلدي. إن الأمر أعمق من ذلك بكثير ويتوجب عليه التزامات أخلاقية وإنسانية يجب مراعاتها للآخر». وبرأيها فإن أفضل الطرق التي تخدم من خلالها وطنها الإمارات فعلاً وقولاً أن تضع يدها بيد سعاة الخير لتقدم العناية الصحية والطمأنينة التي يبحث عنها كثيرون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©