الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات 2016.. كيف كسر أوباما القالب؟

7 أغسطس 2016 22:59
كسرت انتخابات 2016 الرئاسية القالب بطرق عديدة، بداية من كونها الانتخابات التي شهدت ترشيح أول امرأة لمنصب الرئاسة من أحد الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة، وانتهاء بكونها الانتخابات التي شهدت ترشيح رجل بمواصفات وتصرفات دونالد ترامب. ويمكن لنا أن نضيف لهذا، الدور الذي يلعبه أوباما الآن، من خلال الدفاع عن هيلاري، ومهاجمة منتقديها بضراوة. وخلال الأسبوع الحالي، أصبح أوباما أكثر حدة من ذي قبل، عندما قال: «أعتقد أن المرشح الجمهوري غير صالح لتولي منصب الرئيس». بالنسبة للبعض، كانت تعليقات أوباما إضافة مرحباً بها للضجة الحالية، واستخدام ملائم للمنبر الإعلامي الرئاسي، في التحذير من احتمال حدوث نتيجة غير متوقعة في نوفمبر المقبل، تتمثل في احتمال انتخاب شخص يمكن أن يمثل تهديداً للديمقراطية الأميركية. وبالنسبة للبعض الآخر، كانت تصريحات أوباما غير لائقة، وتقلل من قدر الرئاسة. سواء كان الأمر على هذا النحو أو ذاك، فإن أوباما من خلال ذلك الهجوم، قدم نموذجاً فريداً في العصر الحديث، مقارنة بنماذج الرؤساء الأميركيين السابقين، وما كانوا يفعلونه في السباق من أجل خلافتهم. من الذين يرون ذلك البروفيسور «كال جيلسون» أستاذ العلوم السياسة في جامعة ساوثرن ميثوديست في دلاس الذي يقول «إنه بالتأكيد شيء غير مسبوق في التاريخ الأميركي». والمؤرخون لا يرون أن الكثيرين من الرؤساء الأميركيين المغادرين لمنصبهم في التاريخ الأميركي، قد عملوا بقوة من أجل انتخاب مرشح بعينه من حزبهم أو هزيمة مرشح الحزب الآخر، على نحو ما يفعل أوباما. فالأستاذة «باربارة بيري»، مديرة الدراسات الرئاسية في مركز ميلر التابع لجامعة فرجينيا، راجعت كل خطب المؤتمرات الحزبية للرؤساء الذين حكموا لفترتين منذ عهد الرئيس دوايت أيزنهاور، لمعرفة ما قالوا عن مرشح الحزب المعارض، ولم تجد شيئاً شبيهاً بالهجوم الذي يشنه أوباما على ترامب. ودعم أوباما الحماسي لهيلاري، يعتبر استثناءً في التاريخ الرئاسي الحديث. عن هذه النقطة يقول المؤرخ «ديفيد بايتراسا»: «الشيء الغريب هو أن الظروف كانت تحول بين الرئيس الموجود على رأس عمله في البيت الأبيض، وبين المساهمة بنشاط في الحملة من أجل الترويج لخليفته في المنصب». لكن الملاحظ أن هجمات أوباما على ترامب، وليس امتداحه لهيلاري، هي التي تصدرت المانشيتات الرئيسية للصحف الأميركية. وينقسم الخبراء حول مدى ملاءمة النهج الذي اتبعه أوباما في ذلك. يقول «بايتراسا» الذي يقدم هو ذاته تقييماً لا يقل صرامة لترامب عن ذلك الخاص بأوباما: «إن كرامة الرئاسة لم تعد كما كانت من قبل، بعد أن دفع أوباما التعصب الحزبي إلى مستويات جديدة». وتقول بيري بمركز ميلر، إنه في حين أن هجمات أوباما غير مسبوقة، فإن ترشيح ترامب أيضاً غير مسبوق، باعتباره رجلاً لا يتمتع بأي خبرة في الحكم، علاوة على كونه «ديماجوجياً أصيلا» لكن خطاب أوباما الحاد، يمكن أن يخفق، عندما يثبط من همة الناخبين الذين لا يحبونه، والذين كان من الممكن أن يفكروا في دعم هيلاري لو لم يكن الرئيس قد تبناها. وأوباما لديه من الأسباب ما يدعوه للتراجع عن الخطاب المناوئ لترامب، وهو أنه قد بقي طافياً بالكاد، في استطلاعات الرأي المتعلقة بمدى الرضا عن طريقة أدائه لوظيفته، وأنه يمكن أن يخاطر بفقدان شعبيته النسبية هذه، إذا ما جرى النظر إليه على أنه بالغ في تسييس المسألة، من خلال قيامه بالتهجم على ترامب عند الإجابة عن الأسئلة التي تقدم إليه في المؤتمرات الصحفية. وشعبية أوباما النسبية يمكن أن تكون مفيدة له في الأشهر المتبقية له في البيت الأبيض، سواء لجهة استكمال المهام غير المنجزة أو للسعي لتلميع إرثه. وأوباما يستطيع توظيف نفوذه السياسي بطرق عديدة في حملة 2016 الرئاسية، منها حشد مجتمعات الأقلية المخلصة له باعتباره أول رئيس أسود، وجمع الأموال للجان الحزب الديمقراطي، والمشاركة في الحملات التي تتم في مختلف أنحاء البلاد لمصلحة مجلس الشيوخ الديمقراطي، ولمرشحي الحزب لعضوية مجلس النواب. فالديمقراطيون، كما تشير التوقعات، لديهم فرصة ممتازة لاسترداد مجلس الشيوخ من خلال أغلبية ستكون ذات أهمية بالغة للرئيسة هيلاري، وهناك احتمال بعيد لكسبهم مجلس النواب مجدداً، فيما لو أخفق ترشيح ترامب. *كاتبة متخصصة في تغطية أنشطة البيت الأبيض ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©