الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جنوب أفريقيا.. أفول «حزب المؤتمر»؟

7 أغسطس 2016 22:58
منيَ حزب المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب أفريقيا، وهو الحزب الذي ساعد على تحرير السود في جنوب أفريقيا من حكم الأقلية البيضاء، بأسوأ نتيجة انتخابات منذ توليه السلطة بعد انتهاء الفصل العنصري، بحسب النتائج المعلنة الصادرة يوم الجمعة. وكان حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي كان أول رئيس له نيلسون مانديلا، يعتمد عادة ما على ولاء لا يتزعزع من قبل عشرات الملايين من السود في جنوب أفريقيا الذين ما زالوا يتذكرون معاناة عهد الفصل العنصري. بيد أن الغضب المنتشر على نطاق واسع بسبب الاقتصاد الراكد وتهم الفساد التي توجه لبعض أعضاء حزب المؤتمر قد أدى إلى تآكل موقف الحزب بصورة سيئة، وتقليل قدرته تدريجياً على تحقيق انتصارات في الانتخابات اعتماداً على تاريخه النضالي وحده. وفي أكبر هزة للنظام السياسي في مرحلة ما بعد الفصل العنصري، فقد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي السلطة على الأقل في واحدة من أكبر المدن ذات الأغلبية السوداء، مدينة نيلسون مانديلا باي، وذلك لأول مرة. وكان المستفيد الرئيس من هذه الحالة من عدم الرضا هو التحالف الديمقراطي، وهو الحزب السياسي الذي تقوده عادة أقلية من البيض في جنوب أفريقيا، ممن كانوا يعارضون الفصل العنصري، ويضم الآن العديد من القادة الشباب السود. وخلال الحملة، هاجم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي التحالف الديمقراطي باعتباره حصان طروادة بالنسبة لمصالح البيض. وفي ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة، احتدم سباق النتائج في جوهانسبرج، العاصمة التجارية، وبريتوريا، مقر الحكومة -فيما يعد ورطة لا يمكن تصورها بالنسبة لحزب كان زعيمه، الرئيس جاكوب زوما، واثقاً من تحقيق انتصارات لا نهاية لها إلى درجة أنه قال إن حزبه سيحكم «حتى يأتي المسيح»! وعلى الصعيد الوطني، ومع فرز 98% من الأصوات في الانتخابات البلدية هذا الأسبوع، حصل حزب المؤتمر الوطني على 54% من الأصوات -وهو أدنى مستوى له في الانتخابات منذ عام 1994، عندما أصبح مانديلا رئيساً، وصار الحزب هو القوة السياسية المهيمنة في جنوب أفر يقيا. وكان التراجع في التأييد لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي حاداً على الأخص في ثماني مدن رئيسة في البلاد، حيث تحول عدد متزايد من الناخبين السود من الطبقة المتوسطة ضد سياسة المحسوبية التي يجسدها بعض قادة الحزب، وباتوا يقاومون على نحو متزايد انجذاب الحزب العاطفي لماضيه البطولي. وفي هذا السياق قال «ويليام جوميدي»، أستاذ العلوم السياسية في جامعة «ويتووترزراند» في جوهانسبرج: «إننا نستيقظ على مشهد سياسي جديد في جنوب أفريقيا. ومن الواضح أن الناخبين لن يصوتوا مرة أخرى على أساس الماضي. إنهم الآن يصوتون على أساس الواقع الحاضر الحالي من سوء الخدمات، ورئاسة زوما». ويقل أداء الحزب هذا الأسبوع في الانتخابات المحلية كثيراً عن نسبة الـ60% التي حددها الأمين العام للحزب «جويدي مانتاشي» في تقرير في شهر أكتوبر باعتبارها «نقطة التحول النفسي والسياسي التي من الممكن تفسيرها كإشارة إلى نهاية المرحلة». وكذلك قال «سيريل رامافوز»، نائب الرئيس ونائب زعيم الحزب، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة إن المنظمة «سنقوم بإلقاء نظرة استقراء على أنفسنا». وأضاف «إننا حزب لن ينفصل على الجسد السياسي لهذه البلاد. إننا سنحدد نقاط ضعفنا، ونحسّن من أدائنا. نحن نتعلم من أخطائنا». وبدا «رامافوز»، وهو من أبرز المنافسين على خلافة زوما كمرشح لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، نادماً، في إشارة محتملة للطريقة التي سيحاول بها الحزب تجميع صفوفه من جديد. وأضاف «إنهم يقولون إننا متغطرسون»، في إشارة إلى الناخبين، «ويعتقدون أننا نخدم مصالحنا وأننا أنانيون، ولكنني أحب أن أفند كل هذا وأن أقول إننا منظمة تجيد الإنصات». وقد شهد عهد الرئيس زوما على مدار سبع سنوات سلسلة من الفضائح، بما في ذلك استخدام ملايين الدولارات لتجديد منزله الخاص، واتهامات بأن رجال أعمال هنوداً مقربون منه عرضوا عليه إعادة توزيع بعض المناصب الحكومية في مقابل الحصول على معاملة تفضيلية، وتعيين زوما لحلفاء يفتقرون إلى الخبرة في مناصب مهمة في الحكومة والشركات المملوكة للدولة. وأظهر ضعف أداء الحزب هذا الأسبوع أيضاً مدى الإحباط من واقع الاقتصاد، الذي ازداد سوءاً بسبب قرارات الحكومة الخاطئة أحياناً، والغضب بشأن وجود واحد من أعلى المستويات في العالم من عدم المساواة في الدخل. بيد أن قبضة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي المستمرة على المناطق الريفية التي تعتمد على شبكة المحسوبية المتجذرة للحزب ستضمن على الأرجح هيمنته على الساحة الوطنية لعقد آخر، بحسب ما ذكر خبراء وحتى بعض المسؤولين في المعارضة. وربما تكون هناك ضغوط متزايدة على الحزب لاستبدال زوما قبل نهاية فترة ولايته الثانية والأخيرة في عام 2019. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©