الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد عبدالله.. الحنين الثاني لعاشق المسرح

محمد عبدالله.. الحنين الثاني لعاشق المسرح
8 أغسطس 2016 10:34
محمود عبدالله (أبوظبي) في 17 أغسطس الجاري، تحلّ الذكرى الثانية لرحيل المسرحي الإماراتي محمد عبدالله آل علي، الذي كرمته الهيئة العربية للمسرح في الشارقة قبيل وفاته بأشهر قليلة، حيث قامت يوم 10 يناير 2014، باختياره الشخصية المسرحية العربية المكرّمة للنسخة السادسة لمهرجان المسرح العربي، وذلك تتويجاً لمسيرته الطويلة في التأسيس والريادة، إذ يعتبر الراحل «1955 – 2014»، الذي ارتبط اسمه بتاريخ المسرح الإماراتي، أنموذجاً استثنائياً في المسرح والثقافة الوطنية حيث أعطى مفهوم هذه الثقافة حيّزها في أواخر السبعينيات، كما انفرد بالتأسيس لثقافة خاصة في المسرح والارتقاء بها من خلال مساهمته في تأسيس مهرجان أيام الشارقة المسرحية منذ عام 1984 وحتى العام 2006، كما ساهم عام 1977 مع عدد من المبدعين في تأسيس «فرقة مسرح الشارقة الوطني». «الاتحاد» تستعيد ذكرى رحيله التي ستحل بعد أيام، مع عدد من المثقفين والمسرحيين الإماراتيين، الذين أكّدوا أن «الأستاذ»، هذا هو اللقب الذي أطلقه عليه زملاؤه في المهنة، وبعد غياب عامين ما زال الرقم الصعب وصاحب المقعد الشاغر في كثير من مجالات فنون المسرح، وهو من فرسان التأسيس والريادة، ومن جيل سبق عصره في التعبير المسرحي واحترام المهنة، ومن العسير أن يتلاشى من الذاكرة لأنه كان صاحب مشروع ثقافي وطني سعى لهوية واضحة لمسرح الإمارات. في العين والقلب قال الممثل والمخرج والمستشار في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الدكتور حبيب غلوم: «الراحل ما زال قريباً من العين والقلب، وبالإضافة إلى أنه من أبرز المؤسسين لمسرح الإمارات، فقد خدم جيلاً مسرحياً بأكمله، ودفعهم إلى حالة الإبداع، وأنا واحد منهم، وقد تعلّمت منه طريقة استخدام لغة عربية سليمة رصينة في المسرح، حيث كان أستاذاً في اللغة، كما تعلّمت منه الإخلاص والوفاء والاجتهاد بدرجة عالية نحو تقديم فن جاد ملتزم، واليوم أفتقد أستاذي ومعلّمي وفخر كل مسرحي». ووصف الكاتب المسرحي وأمين عام الهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله، الفنان الراحل بـ«رائد المسرح الاستثنائي»، والذي يعتبر نموذجاً مثالياً للفنان الملتزم الأصيل، وسيبقى على الدوام المتفرّد في كل المجالات المسرحية التي شغلها وأتقنها في مسيرته الريادية مع مسرح الإمارات، و«ما زلنا نتذكر مشهد تكريمه في مقر الهيئة، ومدى سعادته وفرحه وهو يرى ثمار نجاحه في تقديم كوكبة من نخبة الممثلين والكتّاب والمخرجين الذين فتحوا لنا الطريق نحو الحراك المسرحي المتعاظم». من ناحيته قال الفنان مرعي الحليان: «ما زال الفراغ الذي تركه الراحل في المسرح حاضراً، ليس فقط على مستوى المسرح في الإمارات، بل على مستوى منطقة الخليج، فقد كان الراحل موسوعة ثقافية متحركة، ومؤرخاً ومعاصراً لأهم مفاصل ومرتكزات الحركة المسرحية وأعمالها، وجميع ما أنتج في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي». وبيّن الكاتب والمخرج صالح كرامة أن «الأستاذ» كان صاحب فضل كبير على مشروعه في تأسيس فرقة مسرح أبوظبي في السبعينيات، ووقف بجواره في إنجاز أول عروض الفرقة ومنها: «عيناها، في المقهى، السّدادة»، وكان رحمه الله ودوداً، عاشقاً للمسرح، وحتى في فترة مرضه ظل على عهده وفياً ومخلصاً للمهنة، وأستاذاً للجميع، ويصيف: لقد كُتبت شهادة ميلادي في المسرح على يديه، ولا أنسى كلماته الجميلة التي قالها بعد ختام عرض مسرحية «السدادة» من كتابتي للمخرج محمود أبو العباس عام 2004 في أيام الشارقة «ختامها مسك لكاتب كبير، ومخرج كبير». دور تأسيسي وقال الفنان ناجي الحاي: «الفقيد، إضافة إلى أنه كان رجل مسرح وإعلام من طراز خاص، فقد كان من رواد تأسيس المشهد الثقافي الإماراتي بمساهمته في تأسيس مجلتي الرولة والرافد، كما كان أباً وأستاذاً وموجهاً، ولديه قدرة هائلة على الاستماع للآخرين، وهذا أجمل ما نفتقده اليوم من جمال حوار التجارب الذي يحتاج دائماً إلى الموجهين الكبار». ووصف الكاتب ماجد بوشليبي الراحل بـ«الشراع الأبيض»، مضيفاً: إنه الشخص الذي يقبل القسمة على كل ما هو مسرحي، بل القاسم المشترك الأكبر لمسرح الشارقة الوطني وأعماله، ولم يغب يوماً قبل رحيله عن جميع دورات أيام الشارقة المسرحية، ونشرتها الأولى التي أصدر مسرح الشارقة الوطني عددها الأول، فإذا كان مسرح الشارقة الوطني، ولا يزال، سردال الحركة المسرحية وسفينها القائد في الإمارات، فإن «بو عبدالله» شراع سفينة المسرح الكبير. وقالت الفنانة ملاك الخالدي: «لقد خسرنا رجل مسرح نادراً في ثقافته وأخلاقه الرفيعة، كما خسرنا أباً وصديقاً في تعامله مع الجميع، تمتع أستاذنا الراحل بصفات قلّ أن تجدها اليوم. وبرحيله قبل عامين حزنت خشبة المسرح لفقدها رجلاً شجاعاً مثله، وأحزن أنا بشكل شخصي كلما تذكرته في أيامه الأخيرة وصراعه مع المرض». وأشار الفنان إبراهيم سالم إلى أن رحيل الكبار لا تجسده الكلمات، بل ما هو في داخلنا، من كل فعل جميل لهم، وربما أهم ما يحضرني اليوم في ذكرى الراحل أنه كان معلمنا لفن الإلقاء على خشبة المسرح، كيف ننطق الجملة، ونعتقد أن هذا أهم سلاح لنجاح الممثل، وقال: «لقد كان صاحب مبدأ في المسرح مبدأ يقوم على الحب والصبر والتفاني والإخلاص للمهنة وأهلها، لم يبحث يوماً عن الشهرة والنجومية، بل هي التي كانت تبحث عنه، لأنه كان الزاهد في كل شيء». بطاقة حياة *محمد عبد الله آل علي مواليد 1955. * تخرج من كلية الآداب/‏ قسم اللغة العربية بجامعة الكويت عام 1977. * عمل باحثا في بلدية الشارقة من 1977- 1980، كما عمل بإذاعة الشارقة معداً ومقدم برامج. * شارك في تأسيس مسرح الشارقة الوطني عام 1977. * قام بالتمثيل في ثلاث مسرحيات هي: دياية وطيروها، السلطان، حكاية الرجل الذي صار كلبا. * تمتد مسيرته المسرحية إلى أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، قام أثناءها بمهام الإدارة المسرحية والمتابعة الإعلامية والإشرافية لجميع الأعمال المسرحية التي أخرجها مبدعون عرب ومحليون في الشارقة. * من مؤسسي مجلة الرولة المسرحية، وتسلم مسؤولية سكرتير تحريرها 1979. * 1980 - 1989 عمل في وزارة الثقافة والإعلام مسؤولا لقسم العلاقات العامة. * ساهم في 1980 بتأسيس النادي الثقافي العربي بالشارقة. * 1989 - 1991 عمل معدا ومقدم برامج بتلفزيون الشارقة، ثم أصبح مسؤولا للمذيعين، ثم مراقبا للبرامج الثقافية. * 1991 - 2006 عمل مديرا لإدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة. * عضو تحرير مجلة الرافد الثقافية الشهرية حتى عام 2006. * منسق عام دورات أيام الشارقة المسرحية، منذ انطلاقتها الأولى عام 1984 وحتى عام 2006. * قدم الكثير من البرامج الفكرية والثقافية في كل من تلفزيون أبوظبي والشارقة. * مثل في المسلسل الإذاعي المحلي «مملكة الثعابين» وفي سهرة تلفزيونية بعنوان «العناد». * كرم في المهرجان المسرحي العاشر للفرق الأهلية بدول مجلس التعاون بالكويت 2009.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©