الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العربية» بين الشائع والبديل

«العربية» بين الشائع والبديل
14 ابريل 2015 23:43
تتربّع على عرشها ملكة متوجة بين قريناتها، ربيع دائم، وجمال آخاذ، تأسرك بحسن جمالها ومنطقها، صوتها عذب، تطرب الآذان لسماعها، غنية، راقية، واسعة، تحار في وصفها، كلما اقتربت منها ازددت عشقاً وحباً تطلب ودها، تغزل بها الأدباء والشعراء.. إنها سيدة اللغات «العربية» فلا تجاريها وتعادلها أي لغة في العالم دقة... وروعة.... وجمالاً. لغتنا الجميلة هويتنا وتراثنا ومصدر فخرنا وعزنا، إنها لغة الحياة، لغة «القرآن الكريم»، فقد اصطفاها عز وجل لتكون لغة كتابه الكريم الذي خاطب بها البشرية جمعاء على لسان نبيه محمد، صلى الله عليه وسلم، ولا يتم فهم القرآن وتعلم الدين إلا بها، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. تطالعنا وللأسف كل يوم ألفاظ «عامية» في مختلف وسائل الإعلام، متذرعين بحجة انتشارها وغلبتها على الألسن والأقلام، منطلقين من مقولة «خطأ مشهور خير من صواب مهجور»، وهذه كارثة بحد ذاتها تؤدي إلى وأد لغتنا في ربيع شبابها … وتشجع على زوالها واندثارها، وهي أي «الضاد» التي وسعت كتاب الله لفظاً وغاية وتصلح لكل زمان ومكان، غنية بمفرداتها، كلما غصت في أعماقها اكتشفت كنوزاً ودرراً عظيمة... وفيها قال الشاعر: أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ فَهَلْ سَأَلُوا الغَـوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتـي مازالت قضية «الأخطاء الشائعة» في لغتنا العربية تقض مضاجع المهتمين بسلامتها، ولو تركنا الحبل على الغارب لأصبحت «العربية» مشوهة …لا هوية لها، وبما أننا نعيش اليوم عصر الاختصاص والاقتصاد، فإذا ما استطعنا أن نقلل من قبول ما لا حاجة لنا به، ولا بلغتنا نكون قد أحسنّا. إن تفصيح المفردات إن لم تكن «فصيحة» أصلاً، وكان في لغتنا بديل عنها لا حاجة بنا إليها، ولو شاعت وانتشرت على الألسن والأقلام، وكذلك الكلمات الأجنبية التي لها بديل مقابل في «العربية»، فالعرب لم يكونوا يوماً مجرد مترجمين، بل أخرجوا ما تمثلوه ونقلوه بثوب جديد شكلاً ومضموناً. إن مسؤولية الحفاظ على «الضاد» تقع على عاتق أهل اللغة والمختصين والكتاب، وإن علمهم يفرض عليهم أن يكونوا متبوعين لا تابعين، وإذا تبعوا فلا يتبعون إلا الحق. محمد جاسم - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©