الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناع السيارات الأميركيون يختبرون استراتيجيات جديدة

صناع السيارات الأميركيون يختبرون استراتيجيات جديدة
1 سبتمبر 2008 23:23
بدأت تلوح في الأفق بوادر تغيّرات كبيرة في استراتيجيات الأداء في الشركات الثلاث المصنّعة للسيارات في الولايات المتحدة جنرال موتورز وفورد وكرايسلر والتي تتخذ من مدينة ديترويت بولاية ميتشيجن مقراً لها· ويأتي هذا التحول بعد تراجع المبيعات وخاصة في السوق المحلية وظهور مؤشرات قوية بأن واحدة على الأقل من هذه الشركات بدأت بإعداد ملف الحماية ضد الإفلاس· وفي إطار هذه الاستراتيجيات الجديدة، سوف يقوم بوب نارديللي المدير العام التنفيذي لشركة كرايسلر بزيارة إلى اليابان خلال شهر سبتمبر المقبل لاستعراض الظروف التي تمر بها الشركة مع خبراء يابانيين من أجل معرفة ما إذا كان في وسعها أن تعوم من جديد أو أن تبقى غارقة في مشاكلها· وسوف يصطحب نارديللي في جولته هذه اثنين من كبار مستشاريه وهما جيم بريس وتوم لاسوردا، وسوف يبدأ جولته بزيارة استديوهات قسم التصميم التابعة لشركة نيسان لتوقيع صفقة لشراء حقوق البيع الحصرية لسيارة صغيرة تصنعها نيسان لصالح كرايسلر ويتم توزيعها في العالم وهي تحمل علامتها· ومن المقرر أن يبدأ بيع السيارة التي لم يتم الإعلان عن اسمها ومواصفاتها في الولايات المتحدة وكندا ثم في بقية أنحاء العالم بحلول عام ·2010 وقبل ثلاث سنوات فحسب، كانت فكرة لجوء إحدى شركات ديترويت الثلاث إلى شركات يابانية منافسة لكي تقرر مصيرها أمراً غير قابل للتصديق، إلا أن الضغوط القوية التي تفرضها الأسواق كانت كافية لتغيير هذه المقاييس· وكان لهذه الضغوط أن تطرح أمام المحللين التساؤل حول ما إذا كان في وسع جنرال موتورز وفورد وكرايسلر أن تواصل مسيرتها الصناعية في ظل الأوضاع الراهنة· وصدرت عن خبراء مختصين في إعداد ملفات الإفلاس إيحاءات خطيرة تتعلق بشركة جنرال موتورز، كما انخفض سعر سهمها في شهر يوليو الماضي إلى أدنى قيمة له خلال أكثر من نصف قرن· وتعاني الشركات الأميركية الثلاث من انخفاض مستويات تصنيفها خلال الصيف الجاري ومن خسائرها المتواصلة· وارتفعت تكاليف الحماية ضد الإفلاس لشركتي جنرال موتورز وفورد إلى أعلى مستوياتها خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأصبحت الأوضاع الراهنة لشركة جنرال موتورز توحي بأن احتمال إفلاس الشركة خلال السنوات الخمس المقبلة تقدر بـ80%· ولا شك أن لجوء إحدى هذه الشركات العملاقة الثلاث لطلب الحماية من الدائنين سيكون أمراً خطيراً، وذلك لأن الشركات الثلاث تشغّل الآن ما يزيد عن نصف مليون موظف عبر العالم فيما يقدّر عدد العاملين في الصناعات التكميليلة للسيارات الذي يعتمدون على صناعة السيارات في ديترويت بمئات الألوف· ومن الجدير بالذكر أيضاً أنه بالرغم من أن الشركات الثلاث عمدت مؤخراً إلى إغلاق العديد من مصانعها وصرفت أعداداً كبيرة من عمالها وموظفيها، إلا أنها لا زالت تمثل الأعمدة التي تقوم عليها الاقتصادات المحلية لمجموعات بشرية كبيرة العدد وتنتشر في صلب المجتمع الأميركي· وكانت السحب العاصفية السوداء قد بدأت بالتجمع فوق سماء ديترويت منذ أكثر من عقد من الزمان عندما بدأت شركات آسيوية لصناعة السيارات تقودها تويوتا وهوندا بربح معركة الريادة في (سوق الخبز والزبدة) الذي يتميز بشراهته العالية لاستهلاك السيارات الصغيرة والمتوسطة ذات الاستهلاك القليل من الوقود· وبسبب ارتفاع أجور اليد العاملة ونقص عدد مصانع التجميع، بدأت جنرال موتورز وفورد وكرايسلر تفقد حصتها في الأسواق العالمية بشكل متواصل ومتدرّج لصالح شركات منافسة جديدة كانت تزداد قوّة وقدرة على اقتناص الفرص· وبقيت هذه المشاكل التي تعاني منها صناعة السيارات الأميركية خلال السنوات القليلة الماضية وكأنها نار تحت الرماد لأن الأميركيين كانوا يعشقون قيادة سيارات الاستخدامات الرياضية والشاحنات الخفيفة (البيك آب) ذات الوظائف المتنوعة· ومع حلول عام 2006 وصلت مبيعات البيك آب الشهير (فورد إف 150) إلى ضعف مبيعات السيارة السيدان تويوتا كامري التي كانت تعد السيارة الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة خلال العقد الماضي، وأدى ذلك إلى تشجيع شركات ديترويت الثلاث على صناعة السيارات الضخمة· ومع الارتفاع السريع في أسعار النفط الذي شهده العالم خلال الأشهر الماضية، بدأ المستهلكون يغيرون سلوكاتهم بشكل مفاجىء وزاد الطلب على السيارات الصغيرة التي يصنعها اليابانيون مقابل تراجع الطلب على السيارات الضخمة التي يصنعها الأميركيون· وخلال شهر أبريل الماضي، وبالرغم من أن تويوتا رفعت أسعار سياراتها ذات الفعالية الكبيرة في حرق الوقود مثل كورولا وكامري، فيما عمدت هوندا إلى رفع أسعار سياراتها من طراز سيفيك وأكورد، إلى أنهما حققتا زيادة كبيرة وغير متوقعة من المبيعات في الأسواق الأميركية والعالمية على حد سواء· وفي مقابل ذلك، باعت شركة كرايسلر خلال شهر يونيو في السوق الأميركية 384 وحدة فقط من سيارة الاستخدامات الرياضية ديورانجو، وهو رقم يقل عن سدس المبيعات منها في الشهر ذاته من عام ·2007 ومما عقّد الأمور أكثر وأكثر أن المبيعات الكلية من السيارات الخفيفة في السوق الأميركية كلها هبطت من 16 مليون وحدة سنوياً في شهر يناير الماضي إلى 14,3 مليون وحدة سنوياً في شهر مايو ثم إلى 13,6 مليون وحدة في يونيو وإلى 12,6 مليون وحدة في يوليو، وهذا التراجع الأخير في المبيعات يكافىء ما يتم إنتاجه 12 مصنعاً للتجميع· وكان لا بد لشركات ديترويت الثلاث من تصحيح مساراتها عن طريق بناء سيارات صغيرة ذات استهلاك قليل من الوقود بالرغم من أن البعض يرى بأن هذا الإجراء جاء متأخراً جداً· ولم تكن شركات صناعة السيارات الأجنبية بما فيها الأوروبية واليابانية والكورية، محصّنة ضد الركود الذي يعاني منه الاقتصاد العالمي، إلا أنها بقيت على أقل تقدير قادرة على اقتناص حصص من الأسواق تكفيها لمواصلة مسيرتها التطورية· عن صحيفة ''فاينانشيال تايمز''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©