تقف صربيا على أعتاب فرصة رائعة للتأهل للدور الثاني في أول مونديال عالمي لكرة القدم تخوضها كدولة مستقلة بعدما تخلصت من اللعنة التي لازمتها في مواجهة الفرق الكبرى وخرجت منتصرة على ألمانيا بهدف نظيف أمس الأول.
وستلعب صربيا ضد أستراليا في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة يوم الأربعاء المقبل وسيمنحها الفوز على الأرجح بطاقة الصعود. وقال فلاديمير ستويكوفيتش حارس صربيا الذي أنقذ ركلة جزاء واختير كأفضل لاعب في المباراة ضد ألمانيا في بورت اليزابيث “أنا سعيد بالفوز لكن يجب أن نتحلى بالواقعية لأن أمامنا مباراة صعبة أخرى.” وغيرت صربيا طريقة اللعب إلى 4-3-2-1 بوجود نيكولا زيجيتش كمهاجم وحيد لتتصدى لخط الوسط الألماني وشكلت خطورة دائمة في الهجمات المرتدة حيث سبب ميلوش كراسيتش وميلان يوفانوفيتش مشاكل للمنافسين من على الأجناب. لكن المنتخب الصربي كشف عن نقاط ضعفه بعد هدف يوفانوفيتش إذ تراجع للدفاع على الرغم من أنه كان يلعب بتشكيلة كاملة ضد عشرة لاعبين ألمان بعد طرد ميروسلاف كلوسه في الشوط الأول واحتاج إلى تألق ستويكوفيتش ليخرج فائزاً.
ويندر أن يجري رادومير انتيتش مدرب صربيا تغييرات على فريق حقق الفوز لكن الآن يرجح أن يشرك تشكيلة أكثر جرأة من تلك التي لعبت ضد ألمانيا. وقد يظهر دانكو لازوفيتش وماركو بانتليتش في الصورة إلى جانب زيجيتش في الهجوم في حين ينتظر أن يحتفظ نيفن سوبوتيتش بموقعه في قلب الدفاع بعدما حل محل الكسندر لوكوفيتش الموقوف.
وقال المدافع الصربي نيمانيا فيديتش الذي تسبب في ركلة الجزاء التي احتسبت لألمانيا إن على ستويكوفيتش تقديم الشكر له لأنه ساهم في حصوله على جائزة أفضل لاعب في المباراة.
وأضاف فيديتش للصحفيين “أنا مرتاح لأنه كان خطأ مروعاً.. لم أكن في المكان الصحيح واصطدمت الكرة بذراعي.” وأضاف “ذهبنا جميعاً لنحتضن ستويكوفيتش في غرفة تغيير الملابس وأعتقد أن عليه أن يشكرني لأني منحته فرصة ليصبح بطلاً.. إنه الآن موضع الاهتمام وهو يستحق ذلك.”
ومن ناحية أخرى، احتفل الإعلام الصربي وجماهير البلاد على حد سواء أمس بالفوز
وعلقت صحيفة “بوليتيكا” اليومية في سعادة على الفوز، قائلة: “لقد فرحت يوغوسلافيا السابقة كثيرا بالفوز على ألمانيا 1- صفر في بطولة كأس العالم 1962 بشيلي، واليوم أصبح لدى صربيا كل الأسباب لنقل فوزها 1- صفر من جيل إلى جيل”.
وأضافت الصحيفة: “لم يكن فريقنا يلعب من أجل الأداء المشرف وإنما لتحقيق الفوز”.
وأعربت الجماهير التي ظلت تحتفل حتى الساعات الأولى من صباح أمس في الشوارع والحانات والملاهي المنتشرة عبر صربيا، عن سعادتها البالغة بالفوز على ألمانيا على وجه التحديد باعتبارها الفريق المرشح لصدارة المجموعة الرابعة بعد فوزها 4 - صفر في مباراتها الافتتاحية بالمونديال أمام أستراليا.
وكتبت الجماهير الصربية بالمواقع المختلفة على الإنترنت تقول: “هذه هي صربيا! هكذا تلعب المباريات”، وكتب مشجع يدعى ماير بأحد المواقع الإلكترونية يقول: “يجب أن يعلن الرئيس بوريس تاديتش هذا اليوم عطلة قومية.. فلتلعبوا بهذا المستوى حتى الدور النهائي”. وتزايدت فرص صربيا بقوة في البقاء بمنافسات كأس العالم بعد فوزها على ألمانيا، مما عزز الآمال بتأهل الفريق إلى الدور قبل النهائي للمونديال أو حتى النهائي.
وكتبت صحيفة “بليتش” اليومية تقول: “هكذا يكون اللعب: فاز النسور على الألمان”، مشيرة إلى أنه بهذا الفوز “أثبتت صربيا أنها لا نية لديها للعودة إلى ديارها الآن”.
وكتبت صحيفة “برس” اليومية باللغة الألمانية تقول: “وداعا ألمانيا!” موضحة أنه بعد فوز اقتربت صربيا خطوة أخرى من المرحلة الثانية لكأس العالم.
وأضافت الصحيفة: “صربيا رائعة وفلاديمير ستويكوفيتش رائع. أصبحت أمام الصرب الآن فرصة حقيقية لتمديد فترة إقامتهم بجنوب أفريقيا، ربما يحتاجون الآن لهزيمة أستراليا ولكن هذه المهمة لن تكون بالغة الصعوبة لأن فريق رادومير أنتيتش أثبت أنه لا يخشى شيئا”.
وتلتقي صربيا مع أستراليا، التي تلعب مع غانا في 23 يونيو الجاري.
ووسط سيل التهاني والإشادة أشارت قلة من المشجعين الغاضبين إلى وقوع اللاعبين الصرب دائما في مخالفة لمسة اليد في مباريات كرة القدم بعدما احتسبت ضربتا جزاء ضد نيمانيا فيديتش وزدرافكو كوزمانوفيتش في مباراتي ألمانيا وغانا.
وصرح مشجع غاضب لوسائل الإعلام الصربية، قائلا: “هلا تبرع أحدكم بإخبار هؤلاء الأغبياء أن هذه اللعبة تدعى كرة قدم وليست كرة يد.. كنا محظوظين هذه المرة ولكن إذا استمروا على هذا السلوك فهذا الأمر بوسعه أن ينقلب ضدنا تماما”.
كلوزه: الحكم تسرع في إنذاراته وتعجل بطردي
بورت إليزابيث (د ب أ)- أعرب ميروسلاف كلوزه مهاجم المنتخب الألماني لكرة القدم عن حزنه الشديد لهزيمة فريقه صفر-1 أمام نظيره الصربي ضمن منافسات بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وسقط المنتخب الألماني في فخ الهزيمة صفر - 1 أمام نظيره الصربي على استاد “نيلسون مانديلا باي” بمدينة بورت إليزابيث في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة بالدور الأول للبطولة.
وأنعش المنتخب الصربي بهذا الفوز آماله في بلوغ الدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة بعدما استغل النقص العددي في صفوف المنتخب الألماني إثر طرد المهاجم ميروسلاف كلوزه في الدقيقة 37 وحقق عليه الفوز بهدف سجله ميلان يوفانوفيتش في الدقيقة 38 .
وأهدر لوكاس بودولسكي المهاجم الآخر للمنتخب الألماني فرصة تحقيق التعادل بعدما أضاع ضربة جزاء في الدقيقة 60 حيث تصدى لها الحارس الصربي فلاديمير ستويكوفيتش. وقال كلوزه “أشعر بالحزن الشديد. أردت فقط مساعدة الفريق، حاولت لعب الكرة، لم يكن خطأ كبيرا لهذا الحد”.
وأوضح كلوزه “أعتقد أن الحكم كان يجب أن يتحدث إلي ويبلغني بأن أهدأ.. وكان يجب ألا يمنحني الإنذار الثاني، كرة القدم لعبة التحامات ويجب التفريق بين الالتحام السيء وهذا الالتحام”.
وأوضح المدافع الصربي نيفين سابوتيتش أيضاً أن الحكم الإسباني ألبرتو أونديانو الذي أدار اللقاء تسرع وأشهر البطاقات الصفراء في وقت مبكر للغاية.
وقال اللاعب “كان هناك الكثير من الأخطــــاء التي لا تستحق بطاقات صفراء لست معتادا على أن ينـــال اللاعب بطاقــات صفراء على مثل هذه الأخطاء غير المؤذية”.
«ليلة الجنون» في صربيا
بلجراد (د ب أ) - لم تمنع الأمطار أو العاصفة الوشيكة، المئات من عشاق كرة القدم من التجمع في بلجراد للاحتفال بالفوز التاريخي لصربيا على ألمانيا بهدف في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بجنوب أفريقيا. اجتاحت مجموعات تضم المئات من الشباب شوارع بلجراد يهتفون لصربيا ويلوحون بالأعلام، وخلال المباراة عم الصمت أرجاء المدينة مع امتلاء الحانات والملاهي بالرجال، وأحيانا البنات لمشاهدة المباراة. وعقب انتهاء المباراة بدأت الشوارع تمتلىء بأبواق السيارات مع غناء المشجعين وتلويح بالأعلام، وتم سماع بوق سيارة المطافئ أيضاً. وكتب أحد المشجعين على موقع الكتروني “لا يمكنني تصديق ذلك، فيما قال مشجع آخر أسمه سانيا ماريك، في إشارة إلي رجل المباراة، الحارس فلاديمير ستويكوفيتش، الذي تصدى لضربة جزاء سددها لوكاس بودولسكي في الدقيقة 60 . وقال أحد المشجعين “صربيا حققت فوزاً تاريخياً على الألمان..إنه انتصار مذهل لصربيا”. وأوضحت محطة “بي92” التليفزيونية “حتى برغم تهديد ألمانيا للمرمى الصربي، فإن الفريق الصربي أدى المطلوب منه وشن العديد من الهجمات عن طريق كراسيتش وزيجيتش ويوفانوفيتش.
وأسفرت المباراة عن تغير أراء الغالبية العظمى من الجماهير الذين انتقدوا أداء الفريق خلال مباراة غانا، ولكن في غضون ساعة ونصف الساعة وصلت الأماني إلى عنان السماء وبدأ الحديث عن إمكانية الفوز بلقب كأس العالم.
بودولسكي: أتحمل مسؤولية «الضربة الضائعة»
بورت إليزابيث (د ب أ) - يشتهر المهاجم الإنجليزي جاري لينكر بإحراز العديد من الأهداف، وقد أدلى بتعليق لا ينسى، حيث قال “كرة القدم لعبة يشارك بها 22 لاعباً، يركضون في الملعب ويلعبون الكرة، وفي النهاية تفوز ألمانيا دائماً، وربما يكون قد حان الوقت لتحديث تلك الحقيقة البديهية، بعدما أهدر لوكاس بودولسكي ضربة جزاء للمنتخب الألماني في المباراة التي خسرها الفريق أمام نظيره الصربي صفر - 1 في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة بالدور الأول من كأس العالم 2010 المقامة حاليا بجنوب أفريقيا.
وتصدى حارس المرمى السلوفاكي فلاديمير ستويكوفيتش للكرة التي سددها بودولسكي من ضربة الجزاء ليحصل الحارس بعدها على جائزة “رجل المباراة” (أفضل لاعب) وأصبح بطلاً لدى الجماهير الصربية.
ولم يكن لدى بودولسكي الذي أهدر فرصاً عدة لإدراك التعادل لبلاده، أي تفسير لإضاعة ضربة الجزاء.
وقال بودولسكي “لم تسدد بشكل سيئ ولكن الحارس توقعها في الزاوية اليمنى، إنه شيء مخيب للآمال لكنني أتحمل المسؤولية.
وكانت آخر ضربة جزاء يهدرها لاعب ألماني دولي من خلال الوقت الأصلي لمباراة منذ فترة طويلة ولا يستطيع أي صحفي ألماني من بين المئات أن يتذكر متى كانت، وبعد العودة إلى سجلات المحفوظات، تبين أن أولي هوينيس أهدر ضربة جزاء في مباراة أمام بولندا عام 1974.
عدد اليوم
