الباقة الزرقاء أحلام كابوسية من رؤى مؤلمة

أصدرت مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب العدد الخامس من كتابها الدوري ترجمات، والذي خصصته لنشر الترجمة العربية لمجموعة من القصص القصيرة الخيالية التي أبدعها عمالقة هذا الفن في أمريكا اللاتينية بعنوان ''الباقة الزرقاء ·· قصص فانتاستيكية من امريكا اللاتينية'' من إعداد وترجمة سعيد بنعبد الواحد وحسن بوتكى· جاء هذا الكتاب الشبه أنطولوجي بعدد كبير من القصص التي تعتبر أعمدة هذا الفن الذي أبدع في تلك المنطقة من العالم· ينتسب الفانتاستيك ''الخيال'' القصصي الذي يطالعنا في هذه المختارات إلى اعرق سلالة سارية في الأدب العالمي، فمنها ما يمنح من التخييلات القائمة على فكرة ''الازدواج'' ذي الطابع السيكولوجي، ومنها ما يطور فانتاستيك الفكرة الميتافيزيقية ذات الطابع الفلسفي أو الغنوصي، ومنها ما يمتد من جماليات قصص ''الرعب''، حيث ينبثق الأثر من الأحلام الكابوسية ومن رؤى مؤلمة، ومنها - رابعا - الفانتاستيك المنطبع بخصوصيات فن الكروتيسك والاستيهامات حول الجسد وانزياحاته عن الإرادة الإنسانية، راسما مصائر جديدة· يجد القارئ-كما ورد في التقديم - في قصص هذه الباقة الفانتاستيكية تلك النبرة الأمريكولاتينية التي لا تخطئها حواس القراءة· وربما تكمل لنا هذه الباقة صورتنا عن ''الذكاء القصصي'' الأمريكولاتيني· نقف في هذه القصص، من جهة، على أجواء وفضاءات عهدناها في قصة الكتاب الأمريكولاتينيين، وعلى تحقق معادلة فنية هي ربما جوهر الفانتاستيك القصصي، فلا تسقط في العجيب العتيق، عجيب الحكاية من جهة، كما تتفادى السقوط في الأليغوريا أو القصة المثلية المحملة بالأخلاقية المباشرة، وهي بتلك المعادلة تمثل مستويات فنية عالية من ''الواقعية'' القصصية· عمدت مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب إلى اختيار قصص تحترم طابع الفانتاستيك الذي هو معنى عام متداول يحيل على دلالات الغريب والعجيب والمدهش، ومعنى فني خاص أو معنى فني قصصي· قامت مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب بإقصاء بعض النصوص من المتن العام الذي أتاحه المترجمان، وذلك في ضوء تصور فني للفانتاستيك القصصي يميزه من أنواع أخرى من الفانتاستيك والعجيب· يقتضي هذا التصور الفني: واقعية الفضاء ونسبه الصريح للفضاء الواقعي زمانا ومكانا، فضاءات مثل السماء والكواكب والأراضي المتخيلة، مما يطالعنا في القصص الخرافي أو الأسطوري أو قصص الخيال العلمي··· لا مجال لها في القصة الفانتاستيكية·بحسب مجموعة البحث في القصة القصيرة من القصص التي يقترحها علينا المترجمان في ''الباقة الزرقاء'': قصة ''سليمان الأسود'' لروبين داريو من نيكاراغوا، قصة ''القرد إثور'' لليوبولدو لوغونيس من الأروغواي، ''القرع الذي أصبح كونا'' لماثيدونيو فرنانديث من الارجنتين، ''الرجل الميت'' لهوراثيو كيروغا من الأروغواي، ''يوطوبيا رجل أصابه الملل'' لخورخي لويس بورخيس من الأرجنتين، ''أثاث ''كناري'' '' لفلسبيرطو هونانديث من الأروغواي، ''الحبل'' لليفينا أوكامبو من الأرجنتين، ''الموت'' لأنريكي أندرسون أمبرت من الأرجنتين، ''اللحم'' لبرخيليو بنييرا من كوبا، ''الباقة الزرقاء'' لأوكتافيو باث من المكسيك، قصة ''البيت المحتل لخوليو كورتاثار من الأرجنتين، ''محول السكة'' لخوان خوصي أريولا من المكسيك، ''الأنا الآخر'' لماريو بينيديتي من الأروغواي، ''المستر تايلور'' لأوغوستو مونتيروسو من غواتيمالا، قصة ''سيدة'' لخوسي دونوسو من الشيلي، ''تشاك مول'' لكارلوس فوينتس من المكسيك، ''الضيف'' لأمبارو دابيلا من المكسيك، ''الرجل الذي كبرت أذنه'' لإغناسيو دي لويولا برانداو من البرازيل، ''حكاية الرجل الذي عشق نجمة في أعالي السماء وتخلت عنه'' لإدواردو غاليانو من الأروغواي، ''صور عائلية'' لإدنوديو كينتيرو من فينزويلا، ''المجموعة'' لخوليو سيزار مونطيرو مارتينس من البرازيل· تصدر مجموعة البحث التي أصدرت ''الباقة الزرقاء'' بالاضافة الى مجاميع قصصية لكتاب من المغرب مجلة ''قاف صاد'' التي تعنى بالقصة القصيرة·