ميدفيديف: قرار الاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية لا عودة عنه

أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس أن اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية ''قرار لا عودة عنه''، مؤكدا عشية انعقاد القمة الاستثنائية للاتحاد الأوروبي التي تبحث الأزمة الجورجية، أن روسيا لا تريد التعرض للعزلة وترفض عالما تسيطر عليه الولايات المتحدة· في نفس الوقت ظهرت بوادر انقسام بين الدول الأوروبية حول الأزمة مع موسكو فقد أيدت فرنسا وألمانيا حوارا حازما بينما هددت بريطانيا بمراجعة شاملة للعلاقات مع روسيا· وقال ميدفيديف في مقابلة مع ثلاث قنوات تلفزيونية روسية أمس ان اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية ''قرار لا عودة عنه''، مضيفا ان بلاده ستقدم دعما عسكريا للجمهوريتين، مؤكدا ''سنساعدهما بطبيعة الحال''· وتابع انه يجري اعداد اتفاقيات مع اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وقال ''ستتقرر في هذه الاتفاقيات الدولية كل التزاماتنا بتقديم الدعم اقتصاديا واجتماعيا وانسانيا وعسكريا''· وأكد أن روسيا لا تريد ان تتعرض للعزلة وستسعى لتطوير علاقاتها مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي وغيرها من الدول، لكنه أردف قائلا إن بلاده ''لا يمكنها القبول بنظام عالمي تقتصر فيه سلطة اتخاذ القرارات'' على الولايات المتحدة حصرا· واشار الى أن موسكو يمكنها ايضا ان تفرض العقوبات اذا لزم الأمر · من جانبه أكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان تحرك روسيا في جورجيا كان من حقها واتهم من جديد الاوروبيين بالتحرك لمصلحتهم فحسب، لا بل لمصلحة الولايات المتحدة· وقال بوتين في تصريحات نقلها تلفزيون فيستي-24 ''مهما حصل ومهما قيل فالحقيقة الى جانبنا، نحن نتصرف بطريقة اخلاقية تماما وبما يتفق مع القانون الدولي الساري''، وفي أوروبا ظهرت بوادر انشقاق في المواقف حيال العقوبات ضد روسيا في الأزمة الجورجية، فقد نقلت أوساط مقربة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن الأخير سيعلن اليوم في قمة الاتحاد الاوروبي ببروكسل، نيته اعطاء الاولوية لـ''حوار حازم'' مع روسيا· وحرص ساركوزي على القول عشية القمة الطارئة ان ''وقت العقوبات لم يحن بعد''· وبحسب اوساط ساركوزي، فان القمة ستكتفي اليوم بتذكير روسيا ''بشكل حازم'' بـ''وجوب تطبيق'' اتفاق وقف اطلاق النار ذي النقاط الست الذي تفاوض في شأنه الرئيس الفرنسي في منتصف اغسطس خلال زيارته لموسكو وتبليسي ''بكامل بنوده''· وقال قصر الاليزيه ''ما دام الوضع ليس على هذا النحو فان علاقتنا مع روسيا ستظل قيد المراقبة''، مضيفا ''نحن لا نزال في مرحلة الحوار الحازم، ولكن ليس في مرحلة العقوبات''· لكن الاولوية التي اعطاها الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي للتفاوض منذ اندلاع الأزمة لا تحظى باجماع لدى اعضاء الاتحاد الـ،27 رغم أنها تلتقي مع أولوية المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل التي بحثت هاتفيا مع الرئيس البولندي ليش كاتزينسكي الازمة في جورجيا· وعارضت ميركل التي تزور غدا استونيا وليتوانيا، وقف الحوار، وقالت ''نحن بحاجة للتحدث مع الروس، فلا يمكن حل المشكلات سوى بالتحادث معا''· وذكرت وكالة الانباء البولندية أن الاثنين اتفقا على التعاون اثناء القمة بغية تحضير ''خطة للخروج من الازمة في جورجيا''· ونقلت عن رئيس مكتب الشؤون الخارجية في الرئاسة ماريوس هاندزليك قوله ان هذه الخطة ''ستدعم سيادة جورجيا ووحدة اراضيها''· كما اتفق الرئيس البولندي والمستشارة الالمانية على ضرورة دعم الخطة الفرنسية· وتوافق الاثنان ايضا على ضرورة انسحاب القوات الروسية من جورجيا وادانة اعتراف موسكو باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا· كما بحث المسؤولان ضرورة ارسال بعثة انسانية الى جورجيا وامكانية ارسال قوات سلام· ورأت بولندا مع دول البلطيق الثلاث أن المطالبة بفرض عقوبات على روسيا قد لاتحظى بالإجماع، لذلك قررت الدول الأربع التركيز على تقديم مساعدة مباشرة لجورجيا تشتمل على اعانات انسانية اولا ثم مساعدة على اعادة بناء الاقتصاد· وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي ''يجب عدم التركيز على كيفية الإساءة الى روسيا بل على كيفية مساعدة جورجيا''· من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني أمس في مقال نشرته مجلة ''ذي اوبزرفر'' البريطانية إنه سيدفع باتجاه مراجعة ''شاملة'' للعلاقات مع روسيا غدا في القمة الطارئة· ولوح بالشراكة في مجموعة الثماني فأعلن ان رسالته الى روسيا بسيطة وهي ''اذا اردتم ان يتم قبولكم في منظمات مثل مجموعة الثماني ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومنظمة التجارة العالمية، عليكم ان تقبلوا بأن الحقوق تترتب عليها مسؤوليات''· واضاف ان ما فعلته روسيا في جورجيا اكد على ضرورة ان تتحرك اوروبا بصورة عاجلة للعثور على مصادر بديلة للنفط والغاز· وأكد انه سيدافع في بروكسل عن ضرورة ان تقر روسيا بوحدة اراضي جورجيا وان تسحب قواتها الى المواقع التي كانت تشغلها قبل مهاجمة جورجيا لاوسيتيا الجنوبية· وكشف انه لفت انتباه ميدفيديف أمس الأول الى أن عليه ان يتوقع ''ردا اوروبيا حاسما'' بشأن القضية الجورجية·