خروج «الـبافانا بافانا» المتوقع يصيب اللجنة المنظمة بالصداع

تواجه بطولة كأس العالم التي تقام في جنوب أفريقيا هذه الأيام التحدي الأكبر بعد أن اقتربت نهاية علاقة منتخب “البافانا بافانا” مع البطولة حيث أصبح المنتخب المضيف بحاجة إلى معجزة حقيقية لكي يتأهل إلى الدور الثاني، وبات مطالباً بالفوز على المنتخب الفرنسي بخمسة أهداف نظيفة، وفي المقابل يجب أن تنتهي مباراة المكسيك والأورجواي بفوز أحد الفريقين، وفي حال لم يتحقق أي من الشرطين فهذا يعني أن منتخب جنوب أفريقيا سيكون أول منتخب مضيف يودع البطولة من الدور الأول. وشكلت خسارة “البافانا بافانا” أمام الأورجواي صدمة حقيقية للجنة المنظمة التي تخشى أن يحجم جمهور البلد المضيف عن متابعة البطولة بالحماس نفسه وهو ما عبرت عنه بأكثر من بيان تطالب فيه الجماهير بالتعامل مع البطولة بالطريقة نفسها التي كانوا عليها، وألا تؤثر خسارة المنتخب في معنوياتهم وأكدت أن الفرصة لا تزال باقية من أجل الحصول على بطاقة التأهل. ولكن بعد المستجدات الأخيرة بات خروج المنتخب من الدور الأول أمراً متوقعاً وهو الذي يقول عنه أحد الصحفيين من البلد المضيف أنه سعيد للغاية أن تحسم الأمور قبل اللجوء إلى الجولة الأخيرة، وأضاف أنه لا يريد أن يتعرض الجمهور إلى صدمة مماثلة في المباراة الأخيرة ولذا فهو يعتقد أن الأمور بهذه الصورة تمنح الجماهير فرصة لتهيئة أنفسها للخروج بدلا من التعويل على الأمل الذي يعتبر معدوماً بطبيعة الحال. ولليوم الثاني على التوالي لم نعد نسمع أصوات “الفوفوزيلا” في كل مكان كما كان عليه الحال في الأسبوع الأول من البطولة عندما لم تكن تمر دقيقة من دون أن ينطلق ذلك الصوت الذي اعتادت أذني على سماعه، وربما هذا هو الذي يبعث القلق في نفوس أعضاء اللجنة المنظمة فبطبيعة الحال لا يمكن مطالبة الجمهور بالتفاعل مع كل المنتخبات بالطريقة نفسها التي يتفاعلون بها مع منتخب بلادهم. وقال المتحدث باسم الحكومة عبر بيان تم توزيعه على وسائل الإعلام إن نجاح البطولة يعتمد على قدرة الشعب في البقاء كمضيفين للحدث، وأضاف أن البطولة لا تزال في مراحلها الأولى وأن هذا ليس الوقت المناسب للانسحاب. وأكد أنه بصرف النظر عن خيبة الأمل التي يشعر بها الجميع بعد الخسارة التي تعرض إليها المنتخب ولكن تبقى هذه البطولة في عهدة جنوب أفريقيا وأن نجاحها هو مسؤولية الجميع. وعلق مذيع تلفزيوني في إحدى القنوات المحلية على الإحباط الذي يعاني منه الجميع في البلد قائلاً: “ما زال باستطاعاتنا تحقيق الفوز وذلك بالنجاح في تنظيمنا للبطولة ومهما حدث يجب أن نبقي رؤوسنا مرفوعة”. وقال أحد المشجعين إن جنوب أفريقيا طالما مرت بأوقات صعبة وأنها كانت تنهض أقوى مما كانت في كل مرة مضيفاً أنهم كشعب مثلما فعلوها في السابق فهم قادرون على القيام بالدور نفسه الآن. ومع ذلك لابد أن تمر البطولة بالعديد من الأوقات الصعبة حيث خلت الحدائق المخصصة للمشجعين خلال اليومين الماضيين من العديد من روادها وباتت شبه خالية ولم يحضر بعد خسارة جنوب أفريقيا أمام الأورجواي سوى بعض مئات من المشجعين معظمهم من الزوار الأجانب وهو ما عزاه ريتش مكوندو المتحدث باسم اللجنة المنظمة إلى الصدمة التي تلقتها الجماهير بعد الخسارة الثقيلة وأكد أن هذه المناطق المخصصة للمشجعين سيعود إليها زوارها عن قريب. تبدو استضافة البطولة التي تحقق النجاح حتى الآن في اختبار شديد القوة وبعد أن نجحت في اجتياز أكثر من مطب في الفترة الماضية حيث نجحت في اختبار تقليص الجريمة ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تقل معدلات الجرائم إلى الحد الذي تصبح فيه المحاكم التي أقيمت على هامش البطولة من دون زبائن، كما نجحت في اختبار المواصلات وهي قامت بالدور المطلوب عندما منعت سائقي السيارات الخاصة من الذهاب إلى الملاعب بسياراتهم وأجبرتهم على ارتياد المواصلات العامة، وكذلك اختبار إضراب رجال الأمن وتولت الشرطة العملية بنجاح معقول إلى حد الآن كما أن اللجنة المنظمة تقلل من تهديدات عمال الطاقة، ويبدو أنها أعدت خطة بديلة في حال أقدم العمال على تنفيذ التهديد، ويبقى اختبار الجمهور قاسياً بعض الشيء خصوصاً مع حالة الإحباط التي تسللت في نفوس السكان المحليين الذين وإن لم يضعوا في اعتبارهم أن ينافس المنتخب على اللقب المونديالي ولكنهم أيضاً لم يتوقعوا أن يدخل هذا المنتخب التاريخ من الأبواب الخلفية ليصبح مرشحاً وبقوة أن يكون أول منتخب دولة مستضيفة يودع كأس العالم من الدور الأول. ولأن اللجنة المنظمة اعتادت على العمل تحت الضغط وتجاوزت العديد من التحديات في السابق ولذا يبدو أنها ستواجه هذا التحدي أيضاً وستسعى بكل الطرق أن تحافظ على جماهيرية هذه البطولة وإن خرج “البافانا بافانا” من الدور الأول.