الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فلور مونتاناو: الرواية عمقت معرفتي بالثقافة العربية

فلور مونتاناو: الرواية عمقت معرفتي بالثقافة العربية
25 ابريل 2014 23:32
شهيرة أحمد (أبوظبي) لا تمنع لكنتها الأجنبية البادية في كلامها من القول، إنها تتحدث العربية أفضل من بعض أهلها. على شفتيها ترتسم ابتسامة دافئة، وهي ترحب بك، وتدلك على الطريق التي ينبغي أن تسلكها لكي تصل إلى موقع الحدث، وإذ تشرع في الحديث معها تكتشف أنها شغوفة بالثقافة العربية؛ تتابع ما يجري في ساحتها، تقرأ الرواية العربية كما لا يقرؤها بعض العرب. فلور مونتاناو، المنسقة العامة للجائزة العالمية للرواية العربية، أتيحت لي فرصة لقائها أثناء انعقاد ورشة التدريب على الكتابة الروائية التي نظمتها الجائزة في شهر أكتوبر الماضي، وعلى الهامش كانت ثمة فرصة للحديث عن بعض التفاصيل المتعلقة بالجائزة وورشتها. الطريق الى الثقافة العربية بالنسبة إلى فلور لم يبدأ من تلك الصورة النمطية التي يحملها الكثير من الغربيين عن الشرق، ولم تنشأ من جهل بل كان لديها، كما تقول، «فكرة عن الثقافة العربية والناس»، بيد أن الروايات التي قرأتها عمقت معرفتها بالعالم العربي، وكشفت لها أشياء لم تكن تعرفها، تقول: «صرت أعرف أن الناس في المجتمعات العربية ليسوا واحداً، بل يختلفون في التفاصيل الدقيقة، مثل اللهجة المحلية في هذه الدولة العربية أو تلك، كما أدركت أن السياسة شيء منفصل عن الناس، لقد عرضت الروايات قصصاً مختلفة، وتتباين من مجتمع عربي إلى آخر. عرفت أيضاً أن الأدب العربي نفسه ليس كتلة واحدة، بل هو متنوع ومتعدد، وهو الأمر الذي كنت أجهله سابقا». وحول الدور الذي تقوم به (البوكر) للتعريف بالثقافة العربية تضيف: «الجائزة العالمية للرواية العربية باتت واحدة من الجوائز المهمة الخاصة بالرواية، وهي تعرف بالأدب العربي بشكل خاص والثقافة العربية بشكل عام، كما أنها، بشكل غير مباشر، ومن خلال الروايات التي ترشحها لقوائمها الطويلة والقصيرة، تلقي الضوء على المجتمعات العربية وتراثها وعاداتها والقضايا التي تشغلها». وباعتبار الترجمة نافذة تطل منها الثقافات على بعضها بعضاً جاء السؤال عن ترجمة الروايات التي تفوز بالجائزة، أو تصل إلى القائمة القصيرة إلى لغات أجنبية، قالت: «طبعاً نتمنى ذلك». ولما أوضحت لها أنني أسأل عن وجود خطة لترجمة هذه الروايات قالت: «ننتظر عروضاً من الناشرين. هذه واحدة من أهداف الجائزة الرئيسية، والفائز دائماً يترجم إلى لغات أخرى». مونتاناور التي تقرأ الرواية العربية بشغف لا تخفيه، ترى أن الجائزة أصبحت نافذة إبداعية يطل من شرفتها المبدعون الشباب أيضاً على الساحة الثقافية العربية، من خلال وضع أفكار جنينية لمشاريع إبداعية تختمر في أذهانهم، وسرعان ما تستحيل إلى مشاريع واقعية وملموسة، يشارك بعضها في جوائز ثقافية معروفة. وضربت مثالاً على ذلك بالروائية منصورة عز الدين والروائي محمد حسن علوان الذي فاز بالجائزة عن روايته «القندس» 2012 التي بدأ كتابتها في ورشة نظمتها الرواية عام 2009». وحول ما إذا كانت للجائزة يد في ترشيح بعض الروايات إلى جوائز أخرى، قالت: «لا... هذه ليست مهمتنا، لكن هذا يحدث تلقائياً، فرواية عزازيل مثلاً فازت بجائزة بريطانية للقراء، ورواية محمد الأشعري رشحت لجائزة زرياتور، ربما أصبحت الجائزة مؤشراً للناشرين الغربيين الذين لا يعرفون الكثير عن الأدب العربي يهتدون من خلاله إلى الروايات المهمة، وهذا دليل على نجاح الجائزة. كما تعلمين، الرواية التي تحصل على جائزة ما تجذب الأنظار عادة، ويهتم بها الإعلام وحتى الجوائز الأخرى المشابهة». وفي إجابة لها على سؤال يتعلق بالجهة التي تختار الكتاب المرشحين للورش التي تقيمها، قالت إن لجنة التحكيم تأتي في المقام الأول، فهي التي ترشح بناء على نصوص تشارك في الجائزة، وأحياناً يقوم بعض أعضاء اللجنة بترشيح من يرونه مبدعاً، ويقترحون الأسماء. وتؤكد فلور مونتاناو أن هناك معايير لهذا الاختيار، من بينها أن يكون الكاتب قد أصدر كتابين أو ثلاثة، وحقق بعض الشهرة في الأوساط الثقافية، وربما يكون بعضهم غير معروف في العالم العربي، لكنه معروف في بلده، بمعنى، أنهم ليسوا مبتدئين، بل واعدين. وفيما إذا لمست اختلافاً بين الروايات التي قرأتها لروائيين وروائيات على صعيد ما يقال عن «خصوصية نسوية» في الكتابة، علقت بتواضع جم: « لا أعتبر نفسي خبيرة ولا متخصصة في الرواية العربية. كقارئة ومتابعة لما يكتب يمكنني الحديث عن «حساسية أنثوية في السرد»، عند الحديث عن قضايا المرأة. لا أقصد الأسلوب، ولا التكنيك الذي لا تقوم المفاضلة فيهما على جنس الكاتب، بل على قدرته الإبداعية وحرفيته وتمكنه من أدواته الفنية. ما أعنيه بالضبط، أنني بعد قراءة بعض الروايات قلت لنفسي أشك في أن الرجل يمكن أن يكتب هذه الرواية بهذه الطريقة، المرأة أقرب إلى عالمها وتفاصيله، وأقدر على التعبير عن مشاعر النساء وحياتهن اليومية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©