الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أعمال فنية شابة تحاكي أصل الجمال وأرض المسرة

أعمال فنية شابة تحاكي أصل الجمال وأرض المسرة
26 ابريل 2014 18:21
محمد وردي (دبي) افتتح سعيد النابودة المدير العام بالإنابة في «هيئة دبي للثقافة والفنون» معرض «نون النسوة» في «مرسم مطر بن لاحج» بدبي مساء أمس الأول، ويستمر المعرض حتى الأول من أيار (مايو) المقبل. وتشارك بالمعرض 16 فنانة شابة من الإمارات والمقيمات العرب والأجانب، بنحو مئة لوحة مابين الكولاج والتجريد والبورتريه والحروفيات. ومن أبرزها لوحة الفنانة الإماراتية فاطمة جوري، التي تشارك بلوحة واحدة هي «السلام» وتقوم على الزخرفة الهندسية، أي دمج جميع الأشكال الهندسية، بأسلوب تتوازى مع كلمة «السلام»، حيث تمتد حروفها إلى الداخل من ثماني زوايا، فتتقاطع مع بعضها بعضاً ضمن مربعين. والفكرة مستوحاة من القصب، الذي يستخدم في التدوين أو الخط، لأن خارجه يتشكل من قشرة صلبة، وبداخله خيوط مشدودة إلى بعضها البعض، كما تقول الفنانة جوري. ومن أبرز المواهب الشبابية المشاركة في المعرض، فريق «الحرف وأنا» بعضوية مريم البلوشي وهبا الكتبي وندى المازمي. وتقول البلوشي عن فكرة تشكيل الفريق، إنها نواة لفنانات الخط الإماراتيات، وهدفها تشجيع الفتيات اللواتي بدأن بمزاولة فن الخط وانقطعن عنه، على العودة لممارسة هذا الفن الجميل، وهي في الوقت عينه دعوة للفتيات بشكل عام، كي يركزن اهتمامهن على الفنون. وسبق للفريق المشاركة في معرض للخط العربي في جنيف نظمه نادي الكتاب العربي بالأمم المتحدة، كما شاركن في بينالي الشارقة الأخير. ومن الأعمال اللافتة للنظر ثماني لوحات للفنانة سارة صراوي تحمل عناوين «السلام» و«المحبة» و«التسامح» و«الربيع» و«الرقص» و«الحياة» و«عرس». تحاكي سارة في لوحاتها المناخات الشرقية، وكأنها تطل على المشهد المعاصر بنساء «ألف ليلة ليلة»، وهي قريبة بمعنى من المعاني من الفنون الأصفهانية ، التي تنزع إلى البعد الصوفي. فالمرأة لديها هي أصل الجمال وأرض المسرة في الحياة بكل زخمها. كذلك من ضمن الأعمال اللافتة لوحات الفنانة ليزا راموس برادو، حيث تشارك بأربع لوحات«يوم1» و«يوم2» و«يوم3» و«يوم4»، التي تحاكي فيها تحولات المرأة، أو تمظهراتها اليومية، وهي مشغولة بالرصاص والألوان البنية الحالمةعلى الخشب، من القياس كبير، بحيث تبدو المرأة وكأنها في حالة انسجام مع طبيعتها الأنثوية، وفي الوقت عينه مشغولة بهموم كبيرة مثل التفكير العميق، والتأمل بالواقع وحركة الوجودج، والإبداع التشكيلي المتماهي مع الطبيعة بالمعنى التعبيري، وفي كل الأحوال هي تعيش يومياتها كما الآخرين. أيضاً من الأعمال المميزة خمس لوحات للفنانة جنان موسى “شغف الروح” و”انعكاس1” و”انعكاس2” و”مابين عالمين” و”حوار”. وتتمحور جميعها على فكرة محاكاة الذات الأنثوية، لجهة تقديم همومها وأفكارها وأحلامها وتطلعاتها للآخر بجلاء ووضوح كاملين، دون أدنى لَبْس، أي تصديرها ككينونة متكاملة، أو غير مجزأة. وتقول جنان موسى لـ«الاتحاد»: إن الفنان بقدر ما يحاول تقديم رسالته الفنية، هو يسعى لتقديم ذاته، القادرة على القيام بما يليق به كإنسان بالدرجة الأولى، بغض النظر عن جنسه. وفي ذلك محاولة ضمنية ليقول إنه يستطيع حماية ذاته وكينونته على كل المستويات، سواء أكانتا شخصية أم جماعية، وفي كل الظروف. ولدى سؤالها حول العلاقة بين الكولاج واللون والظل كما هو في لوحاتها الخمس، وبشكل خاص في “شغف الروح”، التي تبدو فيها المرأة بثلاثة مستويات، تبدأ تدريجياً من خلال التشبث بجذع شجرة، بلهفة وعزيمة حارقة، تتمظهر بملامح وجهها المشدودة على بعضها البعض مع إغماضة العينين، وكأنها متماهية معها إلى حد التلاشي، كتعبير نهائي عن الانتماء. في حين تبدو الثانية بلحظة تأمل أو شجن، مسندة رأسها على جذع الشجرة ذاتها باستراحة تبدو وكأنها بحالة استرسال طويل في حوار مع الذات أو مع الحياة والواقع بكل مفرداته. في حين تبدو المرأة بالمستوى الثالث وكأنها في حالة غياب ذاتي عن سواها، لكنها ليست خارج المشهد، وإنما مشدوة إلى الدائرة ضمن المشهد العام ، الذي أرادت أن تقوله فكرة اللوحة. وتعلو اللوحة خطوط تدل على عمران ما، يؤشر على مدى مفتوح، يبرز من خلاله مطلع شعري صوفي شفيف: حبيب ليس يعدله حبيب وما لسواه في قلبي نصيب تقول الفنان جنان موسى: إنه أسلوبها الخاص، بحيث تجعل “الكولاج” أو التركيب محور اللوحة، أو بنيتها الفنية، القائمة على المزج بين موادها المتعددة مثل الكرتون المقوى وورق التنعيم والأقمشة المختلفة، مع الألوان من الفحم والرصاص، لدرجة يصعب التمييز فيما بينها، باعتبارها كلاً متكاملاً في تقديم مضمون الفكرة كشكل أو صورة، وليست كتعبير لغوي، أو كلمات مؤطرة بمعاني محددة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©