الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

شبان عراقيون ينبذون القاعدة ويحلمون بمستقبل أفضل

1 سبتمبر 2008 00:28
في شهر يوليو الماضي، قرر كل من الشابين ''عبدالرحمن'' و''أحمد'' إلقاء السلاح تمهيداً للعودة إلى الحياة الطبيعية بعد 4 سنوات من الانضواء في صفوف تنظيم ''القاعدة'' لمحاربة الجيش الأميركي في محافظة صلاح الدين العراقية شمال بغداد· وعلى غرار أكثر من 1500 مسلح للتنظيم أو تنظيمات عراقية متشددة تابعة له في المحافظة ذاتها، فضَّلا اغتنام مبادرة عفو أعلنتها القوات الأميركية والسلطات العراقية لبدء حياة جديدة· وبدا ''عبد الرحمن'' (22 عاماً) هادئاً تماماً، بينما كان في منزل أحد أصدقائه في الضلوعية وهو يروي لوكالة ''فرانس برس'' نشاطاته المسلحة خلال سن المراهقة ضد القوات الأميركية، وقال، موضحاً أن هذا ليس اسمه الحقيقي، ''لا أتذكر عدد الاشتباكات التي خضناها ضد القوات الأميركية، كما أنني لا أتذكر عدد العربات الأميركية التي فجرناها''· وأضاف: ''كانت الدماء تغلي في عروقي بمجرد رؤية جندي أميركي، لا يمكن أن أقبل باحتلال بلادي لذا انضممت في عام 2004 الى الجيش الإسلامي''، وذكر أن القوات الأميركية اعتقلته لمدة ستة أشهر في سجن ''بوكا'' العسكري التابع لها قرب ميناء أم قصر في أقصى جنوب العراق عام 2006 وكان ذلك سبب تجنيده لإي ''القاعدة· وأوضح ''التقيت في المعتقل عناصر من القاعدة أكثر حماسة وأشد بأساً من غيرهم، لقد أذهلني خطابهم المعادي بقوة للأميركيين فانضممت الى صفوفهم فور إطلاق سراحي''· وقال ''أحمد''، متحدثاً باسم وهمي أيضاً لأسباب أمنية: ''إن الضلوعية كانت معقلاً لتنظيم القاعدة، حيث لم يحتمل وجود أي تنظيم آخر فيها وكنت أنا ضمن خلية من 200 مقاتل، لقد شكلت قدرات الجهاديين على شن الهجمات بعدما يخططون لها بشكل جيد، عنواناً جاذباً لنا''· وتدخل عبدالرحمن قائلاً: ''بإمكاني التأكيد أن كل شاحنة أميركية عبرت الطريق تعرضت للهجوم''· لكن فظاظة الهجمات والكراهية المتزايدة لدى الأهالي العرب السنة تجاه ''القاعدة'' والإعياء الذي أصابهم جراء ممارساته، دفعت بالشابين إلى الابتعاد بشكل تدريجي عن ''رفاق السلاح''· وأوضح عبدالرحمن: ''كان قادتنا غرباء من سوريا أو إيران وغير مهتمين بأمر العراقيين، بل كانوا يقتلونهم بدم بارد، وفضلاً عن ذلك، فإن هذه الحرب لم تسفر عن أي نتيجة''· ويضيف أحمد: ''إن عائلاتنا والأصدقاء ضاقوا ذرعاً بالعنف وتوقفوا عن مساندتنا، كما أن العيش لأربع سنوات في الصحراء لم يكن أمراً سهلاً''· من جهته، قال قائد ''مجلس الصحوة'' في الضلوعية أحمد حمود: ''إن القطيعة ''الفعلية كانت في عام 2007 عندما قتل مسلحو ''القاعدة'' أكثر من 10 شبان أرادوا الانخراط في قوات الأمن العراقية، وأوضح: ''لقد قتلوهم من دون سبب· وفي تلك اللحظة أدار فيها السكان ظهورهم للمتمردين وبدأت فكرة مجلس الصحوة في التبلور''· والآن يحلم الشابان بمستقبل أفضل· ويؤكد ''عبدالرحمن'' أنه نجا 4 مرات من محاولات اغتيال منذ أن قطع علاقاته مع تنظيم اسامة بن لادن، وقال: ''لم أقتل أي عراقي ومن السهل أن يقبلني السكان بينهم مجدداً''· أما ''أحمد''، فيبدو أمره أكثر تعقيداً، ويقول بنزق واضح: ''لا مؤهلات لدي وأنا بحاجة إلى العمل ربما في صفوف قوات الأمن لأنني أشكل هدفاً لتنظيم القاعدة في جميع الأحوال''· ورغم ذلك، ما زالت رؤية العربات العسكرية الأميركية تثير استياءهما، ويوضح الأخير ''أشعر بالحزن لدى مشاهدتي القوافل الأميركية، إنه احتلال لا يحترم أحداً''·
المصدر: الضلوعية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©