الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أبوشكير يستحضر مبدعين عالميين في قصصه

أبوشكير يستحضر مبدعين عالميين في قصصه
17 ابريل 2011 17:41
صدر مؤخراً للقاص السوري المقيم في دولة الإمارات إسلام أبو شكير مجموعته القصصية الثانية بعنوان “استحواذ.. كيمياء نصوص، سرد”، شملت أربع عشرة قصة قصيرة توزعت على مئة وخمسين صفحة من القطع المتوسط. في هذه المجموعة الصادرة عن دار الحوار للنشر والتوزيع اللاذقانية، ينزع ابوشكير إلى ما يمكن وصفه بأنه “تفتيت” متن النص القصصي أو بعثرته على نصوص متقابلة ومتناظرة لكنها غالبا متوازية. سواء من خلال توزيع النص على بياض الصفحة في أغلب الأحيان ثم خلال استهلالات القصص فاستهلال الكتاب وخاتمته بدرجة أخرى. إلى حدّ أن الحدس الظن بذهاب إسلام أبو شكير إلى نزعة تجريبية أمر ما لا تخيِّبه القراءة. لكن هذه النزعة التجريبية لا تخلو من العبث، على نحو ما يعنيه هذا المصطلح بالإنجليزية: Absurd، ليس لأنه يحاور عدداً من الشخصيات الإبداعية العربية والأجنبية من الذين حقق أصحابها حضوراً عالمياً وعربياً بوصفه مؤلفاً أو راوياً أو الاثنين معا، إنما لأن واقعيته، التي لا تنتمي إلى الواقعية السحرية أبدا، من غير الممكن تحققها أو حدوثها على نحو ما حدثت عليه في القص إلا في حلم أو في تخييل حلمي بالأحرى، وذلك بالإضافة إلى أن هؤلاء المبدعين قد رحلوا: محمود درويش، وفرانز كافكا، وسلفادور دالي، ونجيب محفوظ، وابن سيرين. إنه اللعب مع الكبار وجها لوجه بامتياز. وهنا يكون الحلم بلقاء هذه الشخصيات والتفاعل معها ضمن بنية سردية متبلورة هو تعبير عن توق القاص أبو شكير إلى جعل كل حادثة أو حوار يمرّ به أثناء قراءته لمنجز كل واحد منهم ذريعة قصصية يقدم من خلالها فانتازيا تبلغ حدّ إطلاق الرصاص على شخصية من بينهم. أهي الرغبة في كتابة المختلف غير المتصالح مع السائد في طرائق السرد الشائعة؟ من الممكن أن ذلك صحيح بالفعل، لكن هذا الأمر حقٌّ، فلأي كاتب أن يلبّي نداء خفياً في أعماقه يدفعه دائماً باتجاه البحث عن خصوصيته في داخله هو، كما يفعل القاص اسلام أبو شكير. مع ذلك تبدو القصص متقشفة لجهة عدد الشخصيات قياساً بما هو مطروح في القصة العربية التي من شروطها أصلا التقشف في عدد الشخصيات، لكن المؤلف هنا متقشف في السرد أيضا، إذ إنه يذهب مباشرة إلى ما يريد قوله دون ثرثرة في التوصيف أو ميل إلى “شعرية” تجعل النص مبهماً وعصياً على المخيلة القرائية كما هي حال الفانتازيا في القص الرائج إجمالا، ويسرد وقائعه بوصفه بطلها غالباً والمتحكم بمصائر شخصياتها فيبدو بالنسبة إليهم ندّا وأكثر حتى لو كان قاتلاً. مع ذلك فنصوص “استحواذ” هي من نوع النصوص المركّبة التي يسير فيها السرد أفقيا وعموديا؛ أي أن هنا معنى للنص بصيغته المباشرة ثم هناك ما وراء هذا المعنى، والأمثلة على ذلك ترد تقريبا في أغلب قصص الكتاب وليس في جزئه الأول فحسب. يُشار إلى أن اسلام ابوشكير قد فاز بجائزة غانم غباش للقصة القصيرة التي يمنحها اتحاد كتّاب وآدباء الإمارات.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©