السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيارة البشير إلى جنوب السودان

زيارة البشير إلى جنوب السودان
13 ابريل 2013 23:38
فريديريك نزويلي كينبا أدى الرئيس السوداني يوم الجمعة الماضي أول زيارة له إلى دولة جنوب السودان، بعد مرور سنتين على تحول الجنوب إلى دولة مستقلة، تعهد البشير بربط علاقات طبيعية معها وتعميق التعاون بين البلدين. وما إن وصل البشير إلى جوبا، عاصمة الجنوب، حتى بدا حريصاً على تأكيد تعهده، قائلاً إن البلدين أصبحا ناضجين للسلام، موجهاً تعليماته بفتح الحدود أمام «الإخوة في جنوب السودان»، وذلك بحسب ما نقلته وسائل الإعلام المحلية التي غطت الزيارة. وأضاف الرئيس السوداني وبجواره سيلفا كير، رئيس جنوب السودان، أن «إعادة استئناف ضخ النفط تعد نموذجاً للتعاون المشترك.. وتم الاتفاق والتعاون على كافة الترتيبات اللازمة حتى تضخ الدماء في شرايين الاقتصاد بالبلدين من أجل رفاهية شعبينا». يشار إلى أنه منذ الإعلان عن انفصال جنوب السودان في 9 يوليو 2011 انخرط البلدان اللذان خاضا حرباً أهلية استمرت 21 عاماً في نزاعات مستمرة حول صادرات النفط، وترسيم الحدود والحقوق التجارية في الشركات والصناعة. وقد وصلت درجة التدهور بين البلدين إلى حافة الحرب خلال السنة الماضية، عندما حشد كل طرف قواته على جانبي الحدود على خلفية النزاع في منطقة «هجليج» الغنية بالنفط والواقعة على الحدود بين البلدين. وبمناسبة الزيارة شدد رئيس دولة جنوب السودان، سيلفا كير، على أن قائدي البلدين عازمان على تنفيذ اتفاقيات التعاون التي وقعت في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، خلال شهر سبتمبر من العام الماضي. وهذه الاتفاقات تشمل تسعة تفاهمات، وتخص عدداً من القضايا الشائكة بين الجارين التي تركت مفتوحة بعد انفصال جنوب السودان. ويسعى القائدان أيضاً إلى معالجة الخلافات الحدودية المشتركة بينهما التي تمتد على مسافة 1200 ميل، ولاسيما في ظل نزوح الآلاف من المواطنين خلال السنتين الماضيتين بسبب الخلافات والمعارك. وفي تعليق على زيارة رئيس السودان إلى الجنوب قال «بارنابا ماريال بنجامين»، وزير المعلومات في دولة جنوب السودان، إنها تمثل مدى استعداد البلدين لنسج علاقات ودية بعد شهور من التوتر الناجم عن القضايا الخلافية التي لم تعرف بعد طريقها إلى الحل. وأعرب الرئيسان في البيان الذي بثته وكالة السودان للأنباء عن «رضاهما التام على التقدم في تنفيذ كافة بنود الاتفاقيات»، كما أشادا بالتقدم في «تنفيذ اتفاقيات الترتيبات الأمنية والنفط». وكانت الزيارة قد سبقتها تعزيزات أمنية مشددة منذ مساء الخميس الماضي في جوبا لتستمر حتى يوم الجمعة، وباستثناء السيارات الرسمية لم يسمح لأي سيارة بالسير في شوارع العاصمة التي انتشر فيها عدد كبير من رجال الشرطة، كما خضع المارة أيضاً لعمليات تفتيش. وعن هذا التقارب الذي تحمله الزيارة بعد فترة طغى عليها التوتر والاحتقان قال «فريد نيابيرا»، الخبير في حل النزاعات الذي شارك في عملية السلام بين البلدين «إن ما يحدث اليوم من تطور يمثل إدراكاً وصلت إليه الدولتان بأنه لا غنى لإحداهما عن الأخرى، وبأنهما تحتاجان بعضهما بعضاً، فوقف تصدير النفط على سبيل المثال أضر بالطرفين، وإذا كانت الزيارة الحالية تذهب في اتجاه تطبيع كلي للعلاقات فذلك سيخدم مصلحتهما المشتركة». وهذا الشعور الإيجابي عكسه أيضاً «جوزيف آتيم بول»، الطالب السوداني بنيروبي قائلاً «آمل أن يبني البلدان الثقة المفقودة بينهما». وحتى بعد استقلال جنوب السودان استمرت بواعث الخلافات في تسميم العلاقات بين العدوين السابقين، ولاسيما قضايا رسم الحدود المشتركة في منطقة أبيي المتنازع عليها ومسألة النفط. وفيما ورثت جوبا ثلاثة أرباع الاحتياطي النفطي في السودان قبل تقسيمه، إلا أن البلدين لم يتوصلا حتى الآن إلى اتفاق حول ما يجب أن تسدده جوبا للخرطوم مقابل نقلها النفط وتصديره، حيث أدى هذا الخلاف النفطي في يناير 2012 إلى توقف جنوب السودان عن التصدير، بعدما أبدى استياءه من اقتطاع السودان جزءاً منه لدى نقله عبر أنابيبه، وهو ما كان له انعكاس سلبي على اقتصاد البلدين. وأكثر من ذلك شهدت حدود البلدين مواجهات عسكرية في ربيع 2012 بين الجيشين في منطقة هجليج. وما كان لهذه الزيارة أن تتحقق لولا الاتفاق الذي وقعته الدولتان في أديس أبابا خلال مارس الماضي الذي سمح بتحديد جدول زمني لتحريك العلاقات الثنائية واستئناف إنتاج النفط في جنوب السودان. وتوقعت وسائل إعلام سودانية أن يشرع في تصدير النفط مجدداً من ميناء بورسودان على البحر الأحمر بحلول نهاية مايو المقبل. ومع أن البلدين وقعا على اتفاق سابق في سبتمبر الماضي يعالج عدداً من النقاط الخلافية بينهما، إلا أنه ظل حبراً على ورق بسبب مطالبة الخرطوم لجوبا بضمانات حول موضوع دعم جنوب السودان لمتمردين سودانيين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق التابعتين للخرطوم. وبعد التوقيع على الاتفاق في العاصمة الإثيوبية خلال شهر مارس الماضي اتصل سيلفا كير هاتفياً بالبشير، ودعاه إلى زيارة جوبا، حيث قال وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان، لوكالة سونا إن «الزيارة تأتي في لحظة سياسية مواتية» وستساعد على تجاوز «نقص الثقة» بين الطرفين. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©