الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجندة حاكمة آلاسكا

1 سبتمبر 2008 00:17
لا شك أن اختيار المرشح الجمهوري ''جون ماكين'' لحاكمة آلاسكا، ''سارة بالين''، نائبة له سيعيد القضايا الاجتماعية إلى الواجهة ويسلط عليها الأضواء الكاشفة في حملة انتخابية هيمنت عليها إلى حد الآن الانشغالات الاقتصادية وحربا العراق وأفغانستان؛ ويبدو للوهلة الأولى أن اختيار ''بالين'' -44 عاماً- جاء كمحاولة لاستمالة النساء المستاءات من المعسكر الديمقراطي اللاتي لم يتقبلن بعد فكرة ترشيح ''أوباما''، أو اللاتي شعرن بالإهانة عندما رفض اختيار ''هيلاري'' كنائبة له؛ والحقيقة أن ''بالين'' لم تفوت الفرصة -يوم الجمعة الماضي بولاية ''أوهايو''- للإشارة إلى ''هيلاري'' باعتبارها شخصية بارزة سبقتها إلى عالم السياسة؛ ومع أن بعض النساء في المعسكر الديمقراطي قد لا يستجبن إلى مطالب ''هيلاري'' بالالتزام باختيارات الحزب والحفاظ على وحدته، إلا أنه من غير المرجح أن تصوت أعداد كبيرة من النساء في الحزب لصالح ''ماكين'' حتى لو اختار امرأة نائبة له· فالمتعاطفون مع ''هيلاري'' والمعجبون بها فعلوا ذلك ليس فقط لأنها امرأة، بل لأنها نوع خاص من النساء استحق التقدير والتأييد؛ والأكيد أن ''بالين'' ليست تلك النوع الفريد من النساء ولا تشبه ''هيلاري'' في شيء، بل هي النوع التي تلهب حماس اليمين المتدين في الولايات المتحدة والجناح المحافظ اجتماعياً داخل الحزب الجمهوري؛ وهنا تبرز أهميتها كنائبة للمرشح ''ماكين'' وقدرتها على مساعدته في حملته الانتخابية، إذ معروف أن القاعدة المحافظة للحزب الجمهوري تلقت ترشيح ''ماكين'' بفتور كبير؛ وكما نقل مراسل إحدى القنوات التلفزيونية التابعة للمحافظين قفز الزعماء الإنجيليون مرحاً عندما سمعوا بترشيح ''بالين'' نائبة ''لماكين''؛ والسبب واضح يتمثل في انتماء ''بالين'' إلى المسيحيين الإنجيليين، ومعارضتها للإجهاض والزواج المثلي، وهي تؤمن أيضاً بنظرية الخلق، فضلا عن أنها إحدى عضوات جمعية السلاح الأميركية ومن مناصري حمل السلاح والصيد· وتنحدر ''بالين'' من ولاية تمارس فيها السياسة على نطاق محدود، ومن غير المعروف كيف ستتعامل مع القضايا الوطنية والدولية، لكن في حال صعودها إلى السلطة ستكون إحدى أشد المدافعات عن الأجندة الاجتماعية للمحافظين المتدينين، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالإجهاض؛ فقد غادر الديمقراطيون مؤتمرهم في ''دينفر'' دون أن يلامسوا موضوع الإجهاض الذي ظل خافتاً حتى في المعالجة الإعلامية؛ كما أثارت محاولة ''نانسي بيلوسي -رئيس الأغلبية الديمقراطية في الكونجرس- في أحد البرامج التلفزيونية الأسبوع الماضي التوفيق بين معتقداتها الكاثوليكية وبين الحق في الاختيار بالنسبة للمرأة سيلا من الانتقادات العارمة؛ ولا شك أن هذه الانتقادات التي أطلقها بعض رجال الدين الكاثوليك سيتردد صداها بين الكاثوليك البيض في معاقلهم الرئيسية مثل ولايتي أوهايو وبينسلفانيا؛ وإذا عرفت استغلال الفرصة يمكن لـ''بالين'' أن تثير موضوع الإجهاض بمصداقية تنقص العديد من السياسيين، لا سيما وأنها أنجبت في شهر أبريل الماضي آخر أبنائها رغم تشخيص مرض لديه· فقد صرحت لوكالة ''أسوشيتد بريس'' أنها ناقشت الموضوع مطولا مع زوجها وقررا في النهاية الاحتفاظ بالجنين قائلة ''نحن من المدافعين عن الحق في الحياة''· لكن رغم مبادئها المحافظة وأجندتها الاجتماعية الواضحة التي توافق التيار المسيحي الإنجيلي في الولايات المتحدة، فهي لا ترى مانعاً من تدريس نظرية النشوء والارتقاء في المدارس إلى جانب نظرية الخلق؛ وقد عبرت عن موقفها في هذا الشأن قائلة: ''من المهم السماح بالنقاش داخل مدارسنا وأنا شخصياً أوافق على تدريس النظريتين معا''؛ والأكثر من ذلك أنها رغم معارضتها المبدئية للزواج المثلي، إلا أنها رفضت حرمان المثليين العاملين في الهيئات الحكومية من امتيازاتهم الاجتماعية؛ ولو استطاعت ''بالين'' تخطي عقبات الحملة الانتخابية وإسماع صوتها للرأي العام فستكون المتحدث الرسمي باسم الأجندة الاجتماعية المحافظة لليمين الجمهوري· تيم روتين محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©