الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مكافحة الإرهاب.. وتمويل «القوة الأفريقية»

17 يونيو 2017 23:09
ذكر مسؤولون أميركيون ودبلوماسيون في الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة وفرنسا تندفعان تجاه نزاع محتمل، حيث تنظر إدارة ترامب في استخدام حق «الفيتو» ضد اقتراح قدمته فرنسا لمجلس الأمن الدولي بخصوص السماح بتمكين قوة عسكرية أفريقية لمكافحة الإرهاب. ويتوقف النزاع على مسألة من الذي سيساعد في تمويل قوة قوامها 5000 جندي وشرطي أفريقي في منطقة الساحل، وهو سهل شبه جاف يمتد من السنغال إلى السودان، وما إذا كان المخططون العسكريون الفرنسيون قد وضعوا استراتيجية عملية. وكانت فرنسا قد قادت الجهود الرامية إلى جمع قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب تضم خمس دول والمعروفة باسم مجموعة الـ5، بيد أن الدول المشاركة تتطلع إلى الولايات المتحدة وحلفائها والأمم المتحدة لتقاسم أعباء التمويل ودعم العمليات عبر الحدود. وقد برزت المفاوضات باعتبارها اختبارا للإرادة بين رئيس فرنسا المنتخب حديثاً «إيمانويل ماكرون»، الذي سافر إلى مالي بعد أيام من أدائه اليمين للتأكيد على التزام فرنسا بمحاربة الإرهابيين الإسلاميين، وأيضاً اختباراً للرئيس دونالد ترامب الذي يتطلع إلى تقليص التمويل الأميركي للعمليات متعددة الأطراف. ومن شأن هذا التصدع بشأن قوة «الساحل» أن يضع ضغوطاً جديدة على العلاقات الأميركية مع فرنسا والحكومات الأخرى بعد أسابيع من إعلان ترامب عن خططه للانسحاب من اتفاقية باريس بشأن المناخ. ومن حيث المبدأ تؤيد الولايات المتحدة، بدعم من بريطانيا، الالتزام الفرنسي والأفريقي بمكافحة الإرهابيين. بيد أنهم اعترضوا على مباركة العملية بختم موافقة الأمم المتحدة، قائلين إن القوات من بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر لديها بالفعل سلطة قانونية للقيام بمهام. «من غير الضروري من الناحية القانونية أن يأذن مجلس الأمن بهذه القوة»، بحسب ما ذكر مسؤول أميركي، قائلا إن مخاوف الإدارة تتجاوز التكاليف المالية. وأضاف «إن التاريخ الحديث لاستخدام قرارات مجلس الأمن لتطبيق تصريح الأمم المتحدة على التفويضات التي وضعت على عجل دون رقابة ومساءلة على الأرض ليس مضيئا». وقال مسؤول أميركي آخر إن دبلوماسيين أميركيين في نيويورك ما زالوا يحاولون إقناع الفرنسيين بالتراجع، لكن باريس تبدو عازمة على «تجاوز كل الاعتراضات». وأشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة تفكر في استخدام حق «الفيتو» إذا لم تعدل فرنسا مبادرتها لمعالجة هذه المخاوف. بيد أن فرنسا تراهن على أن الولايات المتحدة ستغض الطرف إذا واجهت قرارا لمكافحة الإرهاب يحظى بدعم واسع من مجلس الأمن الدولي. على مدى السنوات الأربع الماضية، كانت فرنسا تقود الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في «منطقة الساحل»، سعياً لملء الفراغ الأمني في المنطقة بعد انهيار حكومة معمر القذافي عام 2011. وبشكل عام، كانت الولايات المتحدة تؤيد هذا الجهد، وتقدم الدعم المالي والسياسي والاستخباراتي للجهود الفرنسية لمكافحة الإرهاب في المنطقة. بيد أن واشنطن لديها تحفظات طويلة بشأن قدرة الجيوش الأفريقية في المنطقة على مباشرة حرب فعالة على الإرهاب. وفي عام 2012، اقترحت فرنسا تجميع جيش من 15 دولة أفريقية لمواجهة الإرهابيين في مالي، وهي الفكرة التي رفضتها سوزان رايس، السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة في ذلك الوقت، باعتبارها «حماقة». وبالنسبة لفرنسا، تقدم المبادرة نموذجا لمساعدة القوات المحلية للسيطرة على الإرهابيين، لا سيما في الوقت الذي تتطلع فيه الولايات المتحدة والأمم المتحدة للدول الأفريقية لحل مشاكلها الأمنية. ومن جانبهم، قال دبلوماسيون فرنسيون إنه من المنطقي أن مجلس الأمن الدولي الذي وافق على مئات الملايين من الدولارات لدعم قوة أميركية أفريقية لمكافحة الإرهاب في الصومال، يجب أن يؤيد أيضا المهمة التي تدعمها أفريقيا في مالي. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©