هانوفر (وام) - نجحت شركات عاملة في قطاع الصناعة بالدولة في إبرام شراكات واتفاقات مع عدد من كبريات الشركات الألمانية والدولية؛ بهدف التعاون في المجالين الصناعي والتكنولوجي، وذلك خلال مشاركتها في معرض هانوفر الصناعي الدولي 2013، الذي اختتم أعماله أمس.
واحتضنت دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي مشاركة 24 جهة إماراتية من القطاعين الحكومي والخاص من الشركات الصناعية والمصدرين، بالتعاون مع وزارة الاقتصاد، وذلك ضمن مشاركتها في هذا المعرض العالمي للمرة السادسة على التوالي.
وعقدت الجهات المشاركة ضمن جناح دولة الإمارات العديد من الصفقات التجارية.
واستقطب الجناح، على مدى أيام المعرض، أكثر من 2800 زائر، غالبيتهم من ممثلي كبرى شركات الصناعة الألمانية والعالمية ورجال الأعمال والمستثمرين الأجانب.
وقال عبدالله آل صالح ممثل معالي وزير الاقتصاد، إن معرض هانوفر الصناعي يعد من أهم المعارض التي تنظم على مستوى العالم ويمثل منصة مثالية للاطلاع على كل جديد في عالم التكنولوجيا والتقنية العلمية الرقمية في مجال الصناعة والتكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة في ظل ما يشهده العالم من تطور كبير في هذا المجال.
وأضاف أن تطوير القطاع الصناعي أصبح حاجة ملحة لدى جميع الدول في العالم، وذلك للمكانة الكبيرة التي تحتلها الصناعة في مجال دعم الاقتصاد المحلي للدول، وبالتالي فإن المعارض التي تهتم بالمجالات الصناعية أصبحت تشهد حضوراً من جميع الدول في العالم التي تحرص على استقطاب كل ما هو جديد في المجال الصناعي، وبما يسهم في تحقيق التطور الملحوظ لمجتمعاتها.
وأكد آل صالح أن مشاركة الدولة في هذا المعرض الصناعي المهم ينسجم مع توجهاتها وأهدافها المستقبلية حول التنويع الاقتصادي والاعتماد التدريجي علي قطاع الصناعة كرافد أساسي للاقتصاد الوطني بما يساهم في استدامة نموه وتنافسيته وفقاً لرؤية الإمارات 2021.
كما أكد آل صالح حرص وزارة الاقتصاد على المشاركة في هذه الفعالية، وغيرها من الفعاليات والأنشطة العالمية التي تنظم في مناطق مختلفة من العالم للاستفادة من المعارف والخبرات التي تقدم في هذه الفعاليات الدولية.
من جانبه، قال محمد عمر عبدالله وكيل دائرة التنمية الاقتصادية إن معرض هانوفر 2013 وفر منصة مثالية للمسئولين الحكوميين ورجال الأعمال والمستثمرين في القطاع الصناعي والمجالات المرتبطة به للتعارف ونسج علاقات وثيقة ومستدامة، وبناء شراكات استراتيجية من خلال تنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة تعود بالفائدة على الجميع.
وأشار إلى أن الدائرة وحرصاً منها على تحقيق الجهات المشاركة في المعرض أهدافها في استقطاب وجذب الاستثمارات إلى الدولة وخاصة المرتبطة بتنمية وتطوير قطاع الصناعة، فإن مشاركتها هذا العام كانت ناجحة وكبيرة ضمن جناح بلغت مساحته 650 متراً مربعاً، يتوسط مركز المعرض الذي شارك فيه أكثر من 6000 جهة عارضة من جميع أنحاء العالم، وزاره حوالي 200 ألف شخص خلال أيامه الخمسة.
وذكر أن مشاركة الدائرة في هذا المعرض سنوياً تأتي من منطلق حرص حكومة إمارة أبوظبي واهتمامها الكبير في تنمية وتطوير القطاع الصناعي، وتحقيق استراتيجيتها الرامية إلى تعزيز مكانة الشركات المصدرة والمصانع العاملة في الإمارة، وأن تؤدي دوراً أكبر من أجل تحقيق أهداف رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030.
ودعا عبدالله الشركات والمصانع المشاركة في المعرض إلى الاستفادة من الخبرات والتكنولوجيا المتطورة التي تقدمها الجهات المشاركة في المعرض خاصة من الدول الكبرى المتطورة في قطاع الصناعة، وذلك بهدف نقل المعرفة وإكساب مصانع أبوظبي قدرات تنافسية من شأنها أن تعزز من مكانتها في السوق العالمية.
وأشار إلى إن مشاركة الإمارات في هذا المعرض تأتي في وقت تشهد فيه الصادرات الألمانية إلى الدولة ارتفاعاً بنسبة 30% العام الماضي مقارنة مع زيادة قدرها 8?16% في الصادرات الألمانية إلى العالم العربي، مما يؤكد من جديد قوة مكانة الإمارات وتحولها كوجهة رئيسة للصادرات والمنتجات الألمانية في العالم العربي في السنوات القليلة الماضية، تليها المملكة العربية السعودية ومصر.
وأضاف إن إجمالي التجارة غير النفطية بين إمارة أبوظبي وألمانيا قد نما بنسبة 6?8% خلال الفترة 2010 - 2012، حيث أن الصادرات الألمانية إلى أبوظبي ارتفعت بنسبة 5?7% خلال الفترة نفسها، بينما ازداد إجمالي صادرات أبوظبي إلى ألمانيا بنسبة 36% عام 2012.
من جانبه، وصف محمد النعيمي المدير التنفيذي لقطاع الاتصال والأعمال بغرفة أبوظبي، مشاركة الغرفة في هذا المعرض بـ«المثمرة جداً»، مشيراً إلى أن الغرفة اجتمعت مع ممثلين من مختلف الدول مثل السويد وتركيا والولايات الأميركية المتحدة، وأبدوا اهتماماً ورغبة في زيارة وفود لها إلى إمارة أبوظبي.
وأضاف أن ممثلي هذه الدول أبدوا رغبتهم في زيارة وكلاء أعمال متخصصين في عدد من المجالات والقطاعات الاقتصادية إلى أبوظبي والتنسيق لعقد لقاءات مع مسؤولين حكوميين وأصحاب الأعمال من القطاع الخاص بالإمارة.
بدوره، أكد ممثل مجلس تنمية المنطقة الغربية المشارك في المعرض للمرة الرابعة على التوالي حرص المجلس على المشاركة في هذا الحدث الكبير، بهدف إبراز الإمكانيات الكبيرة للمنطقة الغربية كمنطقة جاذبة للاستثمارات في ظل حزمة المشاريع التنموية التي تعتزم حكومة إمارة أبوظبي تنفيذها بالغربية.
وقال إن مجلس تنمية المنطقة الغربية قدم لزوار جناح دولة الإمارات دليل المستثمرين في الغربية، والذي تم إصداره حديثاً، لتزويدهم بمعلومات وبيانات شاملة حول البيئة الاستثمارية في الغربية والفرص المتاحة فيها من مشاريع تنموية واعدة.
وعن مشاركة حكومة رأس الخيمة ضمن جناح الدولة، فقد ذكر ممثلوها أن المعرض كان فرصة هامة لعرض المناخ الاستثماري الذي تتمتع به إمارة رأس الخيمة، والمزايا التي تقدمها لجذب الصناعات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة.
وبشأن مشاركة مجموعة أبوظبي الوطنية للمشاريع الاقتصادية، فقد أبرزت خلال مشاركتها بالمعرض براءة اختراع عالمية للإبرة ذات التعطيل الذاتي، حيث يتم تحويل الإبر الاعتيادية إلى إبر ذات تعطيل ذاتي سيتم البدء بإنتاجها قريبا وتعد إحدى الإبداعات التي ابتكرتها المجموعة.
وحول منطقة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، قال ممثلها أحمد عبيد القصير «لقد أجرينا اتصالات مع مشاركين وشركات أوروبية أخرى تم خلالها تقديم عروض لعدة شركات ألمانية للاستفادة منها».
وأضاف أنه بالمقابل تم الاطلاع على العديد من فرص العمل المشترك مع الجهات المشاركة بهدف تشجيع وجذب الاستثمارات إلى إمارة الشارقة وخاصة في قطاع الصناعة.
بدوره، قال راشد علي حمد الزعابي مدير العلاقات العامة في أدنوك، إن الشركة حرصت على التواجد في معرض هانوفر 2013 في جميع المؤتمرات والفعاليات العالمية المصاحبة لهذا المعرض، باعتبارها نافذة لتعريف قادة قطاع الصناعات وكبار المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم بالفرص الاستثمارية في مختلف مجالات عمل أدنوك ومجموعة شركاتها.
وأضاف أن هذه التجمعات العالمية تمثل فرصة للاطلاع على أحدث التقنيات والابتكارات التي من شانها مساعدة أدنوك في تنفيذ مشاريعها التوسعية وجهودها ومبادراتها لحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
من جانبها، أعلنت شركة فجولز الإماراتية للحلول التفاعلية الخضراء، وهي إحدى المشاريع الصغيرة لصندوق خليفة لتطوير المشاريع، أنها وقعت اتفاقاً مع شركتي استثمار من ألمانيا سيتم الإعلان عنهما قريباً، بهدف التعاون في تنفيذ وتطوير اختراعها «حاويات تدوير النفايات المضاءة بالطاقة الشمسية»، وهو اختراع إماراتي 100%.
وأكد القائمون على الشركة أن هذا الاتفاق سيدعم تواجد فجولز في السوق الألماني، وسيسهم أيضاً في فتح آفاق أوسع في المستقبل البعيد نحو أسواق أوروبية أخرى عبر بوابة ألمانيا، مشيرين إلى أن منتج الشركة يلقي اهتماماً كبيراً من قبل الشركات الأوروبية، لاسيما الألمانية العريقة في ثقافة الاستدامة وتبني مشاريع إعادة التدوير.
وبالنسبة لشركة نيكزيس، التي شاركت بمعرض هانوفر الصناعي الدولي، قال ممثلها إنها تمكنت من الاجتماع مع أكثر من 100 مستثمر وشركة تطمح في استكشاف الفرص التي تقدمها دولة الإمارات.
وأوضح أن المعرض أتاح لنيكزس اكتشاف قطاعات جديدة ومبدعة يمكن تسويقها في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.
عدد اليوم
