الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

10 سنوات على غياب صاحب «عامل الميناء الأسود»

10 سنوات على غياب صاحب «عامل الميناء الأسود»
17 يونيو 2017 22:56
أحمد عثمان (باريس) عشر سنوات مضت على غياب سينمائي أفريقيا «عثمان صمبين»، الذي سعى من أجل أن يجعل «فنه يمتلك وظيفة اجتماعية». بعد مرض لم يمهله سوى أشهر قليلة، غاب السينمائي الأفريقي السنغالي عثمان صمبين في التاسع من يونيو 2017 بمسكنه بيولف، ووارى جثمانه التراب بمقبرة المدينة نفسها. ولد عثمان صمبين في الأول من يناير عام 1923 بزينجشور، إحدى مدن كازامانس. بدءاً من سبع سنوات، أصبح يتردد على «الكُتاب القرآني»، متعلماً الفرنسية والعربية في آن معاً، بينما كانت لغته المحلية الأم هي الفولف. في 1942، أدى الخدمة العسكرية كجندي في الجيش الفرنسي، وبالتحديد في الفيلق السنغالي الشهير. وفي 1946، بعد التحرير، استقر في فرنسا، وراح يتسكع في شوارع وأحياء مارسيليا، حيث عمل في بعض الأعمال البسيطة، مثل عامل رصيف وحمال في مينائها الشهير، غير أنه في الوقت نفسه، تنامى وعيه إزاء العديد من القضايا العالمية، وناضل ضد الحرب الهندو- صينية ومن أجل استقلال الدول الأفريقية. نشر روايته الأولى في عام 1956 «عامل الميناء الأسود»، التي تروي تفصيليا تجربته في هذا المجال. وبعد عام، تبعها برواية أخرى «يا بلد، يا شعبي الجميل». وفي 1960، كانت روايته: «على أطراف غابة..» التي تسرد حكاية إضراب عمال السكك الحديدية خلال عامي 1947/‏ 1948 العاملين في الخط الرابط بين داكار - النيجر. الرواية تدور في داكار وتيس وباماكو بالتوازي على خلفية الكولونيالية وصراع العمال في الحصول على حقوق تماثل حقوق أقرانهم الفرنسيين. رجع صمبين إلى وطنه، وارتحل إلى أكثر من وطن: مالي، غينيا والكونغو. في هذه الأثناء، فكر في السينما وعالمها، لكي يحاول إعطاء صورة أخرى عن أفريقيا، صورة حقيقية عبر الأقنعة، الرقصات والتمثلات. في عام 1961، التحق بمدرسة السينما في موسكو. وحقق أول أفلامه القصيرة «رجل عربة النقل» في 1962، وبعد عامين فيلمه الثاني «نياي». حقق في عام 1966 أول أفلامه الروائية، الذي أعده النقاد أول فيلم «أسود إفريقي» في القارة، وأسماه «سمراء...» الذي حاز جائزة جون فيغو في نفس العام. من فوره، احتل صمبين مكانة هامة في النقد الاجتماعي والسياسي بحكاية فتاة سنغالية تغادر وطنها وعائلتها لكي تعمل لدى عائلة فرنسية تحتقرها وتعاملها بازدراء، حتى تدفعها إلى الانتحار، بينما أن فيلمه الثاني: «التوكيل» تم اعتباره أحد أفلامه المفاتيح وتوج بجائزة النقد العالمي في مهرجان فينيسيا. الفيلم كوميديا لاذعة ضد البورجوازية السنغالية التي ظهرت على السطح بعد الاستقلال. في عام 1979، منع فيلمه «سيدو» في السنغال من قبل الرئيس الشاعر ليوبولد سيدار سنغور الذي علل قراره رسميا بالمنع على أساس الخطأ الإملائي، إذ تكتب (CEDDO) بحرف (D) واحد وليس اثنين. كان التبرير مبتكراً! لم تشأ السلطات، في الحقيقة، أن تثير غضب عدد من الطبقات الاجتماعية. في الفيلم، روى عثمان صمبين تمرد الجماعات الوثنية ضد السلطات الدينية في البلاد، متعرضاً للبنية الاجتماعية التقليدية المتواطئة مع الأرستقراطية المحلية. على الرغم من جائزة النقاد التي تحصل عليها من مهرجان فينيسا عام 1988 عن فيلمه «معسكر تياوري»، فقد منعته السلطات السنغالية. الفيلم يحكي ويحتفي بالفيالق السنغالية. فيلمه «فات كينيه» (2000) هو الجزء الأول من ثلاثية عن «البطولة الحالية»، والثاني «مولاديه» (2003)، وكلاهما يتعرض لحالة المرأة الأفريقية، على سبيل المثال «إشكالية الختان» التي كرس فيلمه الثاني للكلام عنها، بينما لم يمكنه الموت من تحقيق ختام الثلاثية. حاز في عام 2004 عن «مولاديه» جائزة أفضل فيلم أجنبي لدى النقد الأميركي، وجائزة «نظرة ما» في مهرجان كان، وجائزة النقاد في مهرجان مراكش، وغيرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©