الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدربون يتهربون.. والمبررات «ساذجة» !!

المدربون يتهربون.. والمبررات «ساذجة» !!
14 ابريل 2015 22:00
مراد المصري (دبي) مع ختام كل جولة من جولات دوري الخليج العربي لكرة القدم، تطل علينا حالات ودروس، نطلق عليها «خارج النص»، كونها ظاهرة سلبية، تتضارب فيها الآراء لكنها تكون مثاراً للجدل في غالبها، وهو ما جعل «الكلام» في هذه الجولة الأكثر لفتاً للأنظار، وتحديداً تصريحات بعض المدربين عقب خسارة فرقهم. وتميز المدربون بتبرير الخسائر بالحجج الواهية، أو الأعذار «الساذجة» وغير المقبولة، دون الأخذ بالاعتبار بآراء المراقبين للمباريات من نقاد وعاشقين للعبة، أو حتى جماهير فرقهم بالمقام الأول، وحاولوا تغطية شماعة الفشل بأوراق الشجر المتساقطة التي تعجز عن تفسير الأمور، والإعلان عن الحقائق. ولفت البرتغالي كاجودا الأنظار، عقب الخسارة القاسية لعجمان، الذي لم يعرف طعم الانتصار تحت قيادته، وحتى تعرض للخسارة أمام اتحاد كلباء الذي ودع المسابقة، حيث أوضح أنه يعرف سر تراجع مستوى «البرتقالي»، لكنه رفض الإفصاح عنه، وهو الأمر الذي يعكس حالة من التعجب من المدير الفني، الذي سبق أن صرح قبل عدة جولات أن فريقه لن يهبط وطلب من الصحفيين أن يقوموا بتدوين هذا الأمر عقب تعادل الفريق مع النصر، لكنه تراجع تدريجيا عن كلامه وبدأ بالتمهيد لهبوط الفريق دون أن يقدم سبباً مقنعاً للجماهير، رغم أنه حضر كرجل المرحلة المنقذ للأمور، وبدأ كاجودا بالتمهيد للأمور قبل اللقاء، حينما أوضح أنه تسلم الفريق بهذه الحالة، لكنه رفض الاعتراف بعجزه مع الفريق، وعدم قدرته على إحداث الفارق المطلوب. من جانبه، قام الفرنسي بانيد مدرب الظفرة بإطلاق نيران الاتهامات في جميع الاتجاهات بعيدا عنه، حيث طلب بتغيير عدد من لاعبي الظفرة، مبعدا كافة الاتهامات عنه عقب الخسارة أمام اتحاد كلباء بالجولة الماضية، وهي النتيجة التي وقعت كالصاعقة على عشاق الفريق صاحب النتائج المميزة، خصوصاً أمام الفرق الكبيرة، لكنها لم تحصل على الجواب الشافي من المدرب بعد هذه الخسارة القاسية. ولم يتحل بانيد بالشجاعة الكافية لتحمل مسؤولية الخسارة، وتوجه باللوم على الجميع بعيداً عنه، رافضاً الاعتراف بما حصل من أخطاء خلال اللقاء، وذلك رغم أن منصبه ليس بخطر بعد قرار تجديد عقده مؤخراً من قبل الإدارة التي تؤمن بقدرته على مواصلة مشروع بناء الفريق بالمستقبل. من جانبه، خرج الصربي إيفان يوفانوفيتش المدير الفني للنصر، بتصريحات كلاسيكية «مملة» على حد التعبير، حينما وصف اللقاء الذي قدمه فريقه بالجيد والأداء بالطيب رغم الخسارة، فيما رفض التعليق على خياره بإبقاء البرازيلي رينان جارسيا على مقاعد الاحتياط، واصفا القرار بالفني، ودافع عن إشراك علي حسين وعامر مبارك بنفس المركز، وذلك على عكس الواقع الذي شهد تفوقاً كبيراً للعين، فيما وقف لاعبو «العميد» عاجزين عن مجاراة نظرائهم في أغلب أوقات اللقاء، وهو الأمر الذي تكرر كثيراً في الدور الثاني مع النصر، حتى بات الأمر مجهولاً للكثيرين حول سبب هذا التراجع بأداء الفريق الذي كان قريبا من المقدمة قبل مرحلتين من ختام الدور الأول. من جانبه، لم يتمكن جيريتس، المدير الفني للجزيرة، من تفسير التراجع أمام الوحدة والخسارة التي كلفت فريقه تبخر جزء كبير من أحلامه لاسترجاع اللقب الغائب عن الخزائن خلال المواسم الأخيرة، وسط تقديم مبررات متنوعة وغير كافية للحالة التي ظهر عليها «فخر أبوظبي» باللقاء الحاسم الذي يعتبر من مباريات الديربي العريقة بالعاصمة. وعبر عبدالله صقر، الخبير الكروي المعروف، عن خيبة أمله من بعض التصريحات التي يخرج بها المدربون عقب الخسارة أو تراجع المستوى العام للفريق، وقال:«يجب احترام الجماهير وتقديم التفسيرات المنطقية لها دائما، التحلي بالشجاعة في هذه الظروف أهم من الأمور الأخرى، حينما لا يقدم الفريق الأداء المطلوب، فإن الجميع يكون على علم بالأمر، ويمكن مشاهدة الأمر خلال اللقاء، لذلك لا فائدة من الاختباء خلف الأعذار التي لا تواكب الحالة التي يمر فيها الفريق، هناك أسباب واضحة يجب الإقرار بها، والعمل على تصحيحها». وتابع حديثه حول أهمية دور المدرب، وقال: «بشكل عام يتحمل المدرب مسؤولية بث الروح الحماسية لدى اللاعبين، والعمل على تحفيزهم لتقديم الأداء المطلوب داخل الملعب، إلى جانب دوره بالطبع باختيار الأداء التكتيكي خلال اللقاء، وهو ما يجعله مطالبا بتفسير الأمور عقب اللقاء أيضاً، حيث إنه الرجل الأول بالفريق بغض النظر عن الأمور الأخرى». وعلى صعيد آخر، أرجع صقر الأمر إلى رغبة المدرب بمناقشة هذه الأخطاء مع لاعبيه، بعيداً عن الأضواء، وقال: «ربما يفضل بعض المدربين علاج الأخطاء دون الاعتراف بها، لكن يجب على الأقل تقديم بعض الأسباب الفنية للمراقبين، ثم علاج الجزء الأكبر منها مع اللاعبين خلال التدريبات، هناك ظروف خارج عن الإرادة في بعض المباريات، لكن بغالبية المواجهات تكون الأمور بيد الجهاز الفني لتعديل الأمور». بيلجريني «الشجاع» يقدم درساًً دبي (الاتحاد) قدم التشيلي مانويل بيلجريني مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، درساً للمدربين هذا الأسبوع، حينما تصدى بشجاعة للدفاع عن فريقه بعد الخسارة القاسية أمام مانشستر يونايتد في لقاء الديربي، ورغم الموقف الحرج الذي يمر به حالياً، إلا أنه قال بالحرف الواحد للصحفيين: «ألقوا اللوم علي»، وذلك تأكيداً على أهمية دوره بوصفه المرجعية الأولى في وضع الخطط والتحضيرات للفريق على مدار الموسم. ورفض بيلجريني الانصياع وراء الأسباب التي يختلقها المدربون، ما بين لوم الحكام، أو وصف أداء فريقهم بالجيد الذي عابه «سوء الطالع»، واعترف أن الفريق لم يظهر بالمستوى المطلوب، وقال: «أتحمل كامل المسؤولية بما حصل، ما يهم حالياً وضع الفريق بالمباريات المقبلة وليس منصبي، يجب علينا أن نصحح الأمور، ونجمع النقاط المتاحة بالمباريات الست المتبقية لضمان تحسين موقعنا على لائحة الترتيب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©