الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مواطن يحول هواية تربية الأرانب إلى مشروع استثماري ناجح

مواطن يحول هواية تربية الأرانب إلى مشروع استثماري ناجح
26 ابريل 2014 18:19
ريم البريكي (أبوظبي) لم يكن الإماراتي حسين الزعابي، يتوقع أن تتحول هوايته المتمثلة في تربية الأرانب، إلى مشروع تجاري ناجح ينطلق منه لتوزيع منتجاته في أسواق الدولة، ويتحول هذا المشروع إلى استثمار متخصص يسعى لدخول أسواق خارجية في المنطقة خلال سنوات قصيرة. فقد تمكن الزعابي من تحويل هذه الهواية التي أحبها منذ الصغر، إلى مشروع متكامل وناجح يتمتع بقوة تنافسية في السوق، وأصبحت منتجاته متوفرة في عدد ليس بالقليل من مراكز التجزئة الرئيسية، ليزود الأسواق بلحوم الأرانب ومنتجاتها الأخرى التي أصبحت تحقق عوائد جيدة. البداية كما يقول حسين، كانت من مجرد هواية وحب لتربية هذا النوع من الحيوانات الأليفة، لكنه اهتم في تلك الفترة بالبحث وقراءة ما يتوفر من معلومات عن الأرانب، ويقول: إنه تفاجأ بالكم الكبير من المعلومات المتوفرة عبر شبكات الإنترنت المتخصصة، خصوصاً في الدول الأوروبية والأجنبية، وهو الأمر الذي يعبر عن مدى الاهتمام بها في تلك البلدان، مما جعله يفكر في إمكانية تحويل هذه الهواية إلى مشروع استثماري من خلال إنشاء مزرعة تضم الأرانب، وبعض الحيوانات الأخرى، وهي الفكرة التي طرحها عليه أحد الأساتذة في جامعة مصرية. وأشار الزعابي إلى أنه تبنى فكرة إنشاء مزرعة متخصصة بإنتاج وإكثار الأرانب بعد أن طرحها عليه أحد أستاذة جامعة الإسكندرية، الذي بين له فائدة الفكرة على المديين القريب والبعيد، بالإضافة لندرة مثل هذا النوع من المشاريع في معظم الدول العربية، موضحا أن زياراته المتعددة للمعارض الأوروبية المتخصصة بالإنتاج الحيواني والتي أقيمت بألمانيا في العام 2004، وفي فرنسا عام 2006، قد ساهمت في زيادة إصراره على تنفيذ فكرته وتحويلها إلى واقع، ومن ثم قام بترتيب الإجراءات الرسمية لإطلاق المشروع في العام 2011، غير أن طموح الزعابي لم يتوقف عند هذا الحدث، فقد دفعه إلى طرق باب صندوق خليفة لتطوير المشاريع، ليقدم عرضاً وشرحاً مفصلاً حول الفكرة، التي قال إنها نالت استحسان المسؤولين بالصندوق، ما جعله يحصل على موافقة على تمويل ودعم مشروعه. وتمكن حسين الزعابي من الحصول على دعم من الصندوق بحوالي 1,2 مليون درهم، تم استغلالها في تنفيذ العنابر المخصصة لتربية الأرانب، وقد اعتمد في مشروعه النظام الأوروبي لتقسيم العنابر، موضحاً أن هذا النظام يركز بشكل كبير على اتباع معايير دقيقة في السلامة والصحة والنظافة العامة. وأكد الزعابي أن تطوير مشروعه “مزرعة البدال”، تطلب جهوداً كبيرة، من أبرزها توفير عدد من الخدمات ومنها الأرض، والأيدي العاملة، بالإضافة للعنابر المخصصة لتربية الأرانب بحيث يتم توفير بيئة صحية ونظيفة، حيث إن الأرانب من الحيوانات التي تحتاج لعناية خاصة، كما أن تبني مشروع يختلف عن ممارسة هواية، ففي المشروع لابد من توفير وتجهيز العنابر بطرق تضمن تكاثر الأرانب عن طريق المتابعة المستمرة من خلال متخصصين في تربية ورعاية هذا النوع من الحيوانات، إلى جانب تعقيم المكان الذي تقيم به الأرانب. وأشار إلى أن نظام العنابر يشبه إلى حد ما غرف العناية الفائقة بالمستشفيات من وجود غرفة تعقيم، لابد من من يمر به جميع الأشخاص الذين لهم علاقة بتربية الأرانب، وارتداء ملابس خاصة ومعقمة، كما يجب متابعة النظام الغذائي الخاص بالأرانب، كما يقوم مهندس متخصص بمتابعة إدارة القطيع، والقيام بعملية توليد أنثى الأرنب “المعشر”، وتقديم الرعاية المثلى خلال فترة الحمل والوضع، حيث يتم إعطاء إبر طلق صناعي للأرانب مماثلة لتلك الإبر التي يتم إعطاؤها للنساء عند الولادة، كما تحظى «الأمهات» بعد الولادة برعاية خاصة طبية خاصة، لكون الأرانب تتأثر سريعا بالتقاط الجراثيم. وأوضح الزعابي أن الفائدة الصحية للحوم الأرانب وحدها تجعلها من أهم المصادر الغذائية على الموائد، حيث تصنف لحومها ضمن اللحوم البيضاء الخالية من الكولسترول، حيث لا تتعدى نسبة الدهون 0.1 بالمية، وهي أفضل مصدر لمد جسم الإنسان بالطاقة والصحة بعكس بقية اللحوم التي تبلغ نسبة الدهون بها 0.5% وتشكل خطراً على صحة الإنسان. وقال الزعابي: نعتمد على تغذية الأرانب بطرق طبيعية، مع تجنب زيادة وزنها باستخدام الإبر الهرمونية، مشيراً إلى أن جهاز الرقابة الغذائية بابوظبي أخذ عينات لـ 13 ارنباً بالمزرعة تم اختيارها بطريقة عشوائية، وتم منحنا شهادة على جودة المنتج، وخلوه من المواد الضارة. وحول عمليات الإنتاج أوضح الزعابي أن مزرعته كانت تنتج مابين 200-400 من لحوم الأرانب التي يتم تداولها بالسوق، وبعد تمويل الصندوق ازداد الإنتاج ليصل إلى 1200 من اللحوم يتم بيعها شهريا. كما أنه وقع اتفاقيات مع عدد من المؤسسات التجارية في أبوظبي والعين، منها محال تجزئة رئيسية بإمارة أبوظبي، على أن يتم طرح المنتج في شهر يونيو القادم في كافة إمارات الدولة، كما أنه قام بتوقيع اتفاقية أخرى مع شركة لدبغ الجلود، حيث تم دبغ جلود الأرانب تمهيداً لاستخدامها في صناعات مختلفة، كما نقوم باستثمار الفراء لإدخالها في صناعة الحقائب والملابس. وأشار الزعابي إلى أن خططه للتوسع تبدأ اولا من الانتشار داخل الدولة وتغطية احتياجات المستهلك المحلي، لينتقل بعد ذلك إلى اسواق دول مجلس التعاون الخليجي والأسواق العربية، ومن بعدها الأسواق الأوروبية، مضيفا: إن سلطنة عمان هي الجهة القادمة بعد السوق المحلي. ويؤكد حسين الزعابي أن هناك الكثير من الهوايات التي يستطيع أصحابها تحويلها إلى مشاريع استثمارية مربحة، تشكل مصدر دخل إضافي، بشرط أن يتم ذلك بطريقة مدروسة ومنظمة، ويمكن الاستفادة من تجارب ناجحة حول العالم، خصوصا في المشاريع غير المتوفرة في الأسواق المحلية. وأكد أن الدعم الذي توفره الدولة، سواء على مستوى القيادات أو المؤسسات الداعمة لمشاريع الشباب، تتيح فرصاً وآفاقاً أمام المواطنين الراغبين في دخول أعمال استثمارية خاصة وناجحة، مشيراً إلى أن دعم صندوق خليفة لمشروع كان له أثر كبير في نجاح المشروع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©