تهافت على سلع غذائية ورمضانية وسط دعوات لضبط الاستهلاك

تضاعفت مبيعات السلع الغذائية خلال اليومين الماضيين في أبوظبي مقارنة بالأيام الاعتيادية، وزادت 40% مقارنة بحجم المبيعات في رمضان الماضي، فيما خلت أرفف منافذ بيع من المواد الغذائية قبل العاشرة مساء، بحسب إدارات منافذ بيع اضطروا الى زيادة الكميات الموردة لتلبية الطلب المتزايد· واجتاحت موجة الشراء ''العشوائي'' مرتادي منافذ البيع، وبدت مظاهر التهافت على السلع الغذائية الرمضانية بصورة قال عنها مراقبون تابعون لوزارة الاقتصاد في تلك المنافذ إنها ''تشجع التجار على رفع الأسعار''· وقال نائب مدير عام جمعية أبوظبي التعاونية فيصل العرشى إن ''تزاحم المستهلكين على منافذ البيع قبل شهر رمضان سلوك اعتاده الناس منذ سنوات''· ولكنه لاحظ ارتفاع معدلات الطلب والكميات المشتراة من قبل المتسوقين رمضان الحالي، وبزيادة 40% عن العام الماضي· وطالب مدير ادارة حماية المستهلك في الوزارة الدكتور هاشم النعيمي المستهلكين بالتوقف عن الشراء العشوائي، والاحتفاظ بفواتير الشراء لاستخدامها في حال وجود سلعة معيبة، حيث يحق للمستهلك إرجاع السلعة أو تبديلها في حال تخللها أية عيب· وأكد ضرورة تعاون المستهلكين مع الجهات الرقابية لمنع حدوث حالات احتكار ورفع الأسعار من جانب التجار ومنافذ البيع استغلالاً لإقبال المستهلكين على الشراء بكميات كبيرة· وأشار مدير مبيعات سوبر ماركت علي مرتضى إلى أن شهر رمضان المبارك يشهد زيادة في المبيعات بنسب تتراوح بين 40 و60% خلال أسبوعه الأول، فيما تصل ذروة الارتفاع في المبيعات وحجم الاستهلاك في ليلة رؤية الهلال، وهو ما يتكرر كل عام، فتزداد المبيعات 100%· ولكن تلك الظاهرة ستنحسر خلال أيام، مع اكتفاء الناس من احتياجاتها الرمضانية، مع أنها ستعود بشكل آخر نهاية شهر رمضان، مع اقتراب عيد الفطر· ومع ذلك، أكد النعيمي توفر جميع السلع والمواد الغذائية بمختلف المنافذ وبكميات تكفي الطلب عدة أشهر، مؤكداً أهمية الترشيد فى الشراء، والاعتماد على السلع الضرورية والتعامل مع السلع البديلة· وجدد النعيمي تحذيرات الوزارة لمنافذ البيع وتجار التجزئة والجملة من استغلال المستهلكين ورفع الأسعار خلال شهر رمضان المبارك، مشدداً على اتخاذ الوزارة جميع الاجراءات لحماية المستهلكين من تلك الممارسات· وأضاف أن وزارة الاقتصاد أطلقت حملة تفتيشية شاملة تغطي جميع إمارات الدولة لمراقبة ومنع حالات الاستغلال والاحتكار وضمان انتظام عرض السلع خلال شهر رمضان المبارك، كما قامت الوزارة بالتنسيق مع الجمعيات التعاونية الاستهلاكية ومنافذ البيع الرئيسية لطرح ''سلة رمضان الغذائية'' بسعر التكلفة· ولفت إلى أن الوزارة تراقب الموردين وشركات السلع الغذائية، لمنع حدوث ارتفاعات في الأسعار، مشيراً الى أن بعض منافذ البيع قامت برفع أسعار سلع غذائية، ما عرضها للمخالفة· بدوره، ركز العرشي على ضرورة شراء السلع البديلة وتقليل الكميات المستهلكة من المواد الغذائية· وزاد: ''مواسم رمضان والأعياد تصيب الناس بـ''هوس الشراء''· وعزت ادارة اللولو هايبر ماركت ارتفاع مبيعاتها إلى تثبيت الأسعار بمنافذها، مع طرح سلة رمضان التي تضم 17 سلعة بـ132 درهماً· وفي السياق، أوضح المدير التنفيذي بجمعية الإمارات لحماية المستهلك الدكتور جمال السعيدي أن ارتفاع معدلات الشراء في المواسم والأعياد مؤشر على سلوك خاطئ لدى المستهلكين· وأشار إلى ضرورة ممارسة ''الترشيد في الشراء سواء للسلع الغذائية أو الاستهلاكية''· وبين السعيدي أن الجمعية أعدت مجموعة من البرامج التوعوية للمستهلكين خلال شهر رمضان المبارك، كما تشارك الجمعية في المجالس الرمضانية بندوات حول حقوق المستهلكين ودورهم في التعامل مع ارتفاع الأسعار وتغيير الثقافة الاستهلاكية، واعتماد سياسة تسوق الاحتياجات الضرورية· وتتلقى الجمعية 12 شكوى يومياً في المتوسط، 50% تتعلق بالسلع الغذائية، ونسبة شكاوى الإلكترونيات 30%، فيما تصل نسبة شكاوى ارتفاع اسعار الخدمات نحو 20%· وتتيح منافذ البيع عدة خيارات أمام المستهلكين، سواء على صعيد السلة الرمضانية بأسعار تبدأ من 132 درهماً وحتى 250 درهماً، بحسب حجم الكميات ونوعية السلعة الموجودة داخل السلة، أو على صعيد العروض الخاصة في منافذ البيع· كما أن هناك سلعاً محددة السعر من جانب اللجنة العليا لحماية المستهلك، وسلع مبادرات تثبيت الأسعار التي وقعت اتفاقياتها وزارة الاقتصاد في وقت سابق مع الموردين·