الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غرر الخيل.. الصهوات

31 أغسطس 2008 23:12
يقول الكوكباني في كتاب ''نجوم الليل الطالعة على غرر الخيل: استفتح بذكر من بذكره تتسلى المُهج الحزينة، وأبتدئ بشكر القائل ''والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة''، فقدم الخيل من الأصناف الثلاثة تقديم تشريف، ونبه وعرف عبيده بمنزلتها ألطف تنبيه وتعريف··· أحمده حمداً ينقطع دون غايته الكلام، وأقدسه كما سخر الخيل لنبيه إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسلام، لأنه أول من ذُللت له الخيل العراب، فاستأنست بعد الاستيحاش وتذللت بعد الاستصعاب، وانقادت بالأعنة له ولمن بعده بلا لُغُوب ولا إتعاب، وألف بين قلوبها فهي مؤتلفة، وزينها بالألوان المتفاوتة المختلفة، فمنها (الأبيض) اليقق، ومنها (الأحمر) الذي كأنما صُبغ بالعلق· ومنها (الأسود) الحالك، وغير ذلك مما يدل على انفراده بالقدرة وغير ذلك· وأشهد أن لا إله إلا الله واحد لا يشاركه الغير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل ''الخيل معقود بنواصيها الخير'' وجاء عنه في الآثار التي تُروى فلا تبرح، أنه قال: ''خير الخيل الأرثم الأقرح''(···) فمنها (السكب) وهو أول فرس ملكه فحاز بذلك الملك يُمناً· وكان كُميتاً محجلاً مُطلق اليمنى· ومنها (ذو اللمة) المعدود من قتال المشركين لكل مُلمة· ومنها (السرحان)، الذي يُهزم به العدو في يوم الوغى إذا حان· ومنها (اللزاز) الذي أهداه له المُقوقس· ومنها (اللحيف) الذي كان يُلحف بذنبه سائر جسده وعلى ذلك فقِس· صلى الله وسلم عليه وعلى آله الذين من أحبهم فهو الرابح· وعترته الذين أعز مكان لهم ظهر السابح· كأنهم في ظهور الخيل نبتُ رُبَى من شدة الحزم لا من شدة الحُزم صلاة أنشر حُلتها على منكبي، تدوم ما نُديت الخيل لقتال المشركين فقيل لها: (يا خيل الله أركبي) وسلاماً يستمر ما جال منها في مضمار السباق جائل، وما تُلي قوله تقدس وتعالى من قائل، وذلك في خيل ذللها سبحانه بالانقياد ''إذ عُرض عليه بالعشي الصافنات الجياد''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©