الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تطوير عقول الأبناء

19 يونيو 2010 22:28
عندما نفكر في سنواتنا الماضية وكيف كنا نقضي أوقاتنا ونحن أطفال في المرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية، وكيف كنا ندرس ونذاكر ونتعلم، ونرى حال أبنائنا في هذه الأيام ندرك الفرق الكبير بيننا وبينهم في نواح كثيرة، فقد كنا نسكن في أحياء ومناطق بسيطة، الجيران يعرفون بعضهم بعضا، فالجار يقوم مقام الوالد. ولم يكن لدينا ما يشغلنا من اللعب إلا الشيء اليسير من الألعاب البدائية البسيطة، فلم تكن هناك الألعاب الإلكترونية ولا القنوات الفضائية ولا الأسواق والملهيات الأخرى التي تتزايد بشكل كبير في هذا الزمن. ولذا كانت العقول نظيفة وقابلة للتطوير بشكل أفضل وكنا أكثر اعتمادية على أنفسنا خاصة مع وجود قليل من الاهتمام من قبل الأب أو الأم أو ولي الأمر أو المعلم. ولكن ما يعيشه أبناؤنا في هذا الزمن مختلفاً جداً، لا أريد أن أقول إنه سيء ولكن يحتاج منا إلى بذل جهود كبيرة معظمها منصبة لمقاومة المؤثرات الكثيرة والمختلفة التي تشغل الأبناء عن ما هو مفيد. فكثير من الأمهات واللآباء يأتون إليّ بشكوى أصبحت شائعة وعامة للجميع وهي: «الأبناء لا يحبون المدرسة، ويكرهون الدراسة ويحبون اللعب، ويشعرون بالملل .. إلخ»، فأقول لهم كيف لا يكره الطلبة المدرسة وهم يجدون أصناف الملهيات والمسليات في البيت في متناول أيديهم وفي أي وقت؟! أذكر أننا كنا في طفولتنا نتوق للمدرسة ونحزن إذا غبنا بسبب مرض أو غيره، وذلك لأننا كنا نفرح بلقاء الأصدقاء وبالألعاب والتسالي التي كانت تقدم لنا من قبل المدرسين كأسلوب من أساليب التدريس والشرح والتوضيح. ولذا علينا كأولياء أمور أن نبحث عن الطرق والسبل الفعالة في تحفيز عقول أبنائنا وأنفسهم لحب العلم والبحث والدراسة والإبداع والاستكشاف والاختراع وغيرها. فهاهو الصيف قد أتى فعلينا البحث عما يفيد الأبناء، وأن نقدم لهم العلم بطرق مسلية وممتعة وحديثة وفعالة كالأعمال والحرف اليدوية، والرسم، والكتابة، والمسابقات، والألغاز والرحلات وغيرها. فالعقل له مفاتيح لتلقي المعلومة وتخزينها بشكل أفضل وتذكرها بسرعة، ومن ضمن مفاتيحه اللعب والمتعة والاسترخاء والعمل والمشاهدة؛ لأن للعقل خرائطه الخاصة في ترتيب وتنظيم المعلومات. فقبل ثلاث سنوات تقريباً عملت ورشة عمل لـ 48 طالبة في إحدى المدارس الابتدائية حيث كان مستوى تحصيلهن الدراسي متدنٍيا، قدمت لهن فيها خلال أقل من ساعتين تمارين لتطوير القدرات الذهنية وتفعيل الخرائط الذهنية، فكانت النتيجة أن أقل طالبة منهن حصلت على نسبة 80% في المستوى الدراسي. أعزائي القراء لنسعى لمساعدة أبنائنا لتطوير قدراتهم وأنفسهم بما يفيد وينفع. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©