الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«النية».. محلها القلب لا يعلمها إلا الله

«النية».. محلها القلب لا يعلمها إلا الله
17 يونيو 2017 21:31
سلوى محمد (القاهرة) النية عبادة معنوية محلها القلب لا يراها ولا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وبمقتضاها يكون الجزاء، إما ثواب، وإما عقاب، ولها مكانة عظيمة في الإسلام فبها يحدد هدف عمل المرء، إذا كان خالصا لوجه الله تعالى أم لغيره، فالنية الحسنة تؤدي للعمل الحسن، والسيئة تؤدي للعمل السيئ، فهي مؤشر عمل المرء إما توجهه إلى الخير أو الشر. والنية في المفهوم الشرعي هي إخلاص العمل لله وحده لقوله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)، «سورة البينة: الآية 5». وبوجود النية تتميز العبادة عن العادة، فإذا دخل المسجد بقصد المكث فقط، فهي عادة، وإذا نوى بمكثه الاعتكاف فتصبح عبادة يثاب عليها بنيته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه»، وكل عمل لا يراد به وجه الله فهو مردود على صاحبه، ويؤجر المرء على النية الصالحة ولو لم يفعلها، قال صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليعمل أعمالا حسنة فتصعد الملائكة في صحف مختمة فتلقى بين يدي الله، فيقول: ألقوا هذه الصحيفة فإنه لم يرد بما فيها وجهي». ويجب عند القيام بأي عبادة أو عمل قبل فعله أن يحرص المرء على نيته فهي تسبق الكثير من العبادات، ففي الحج ينوي تمتعاً أو إفراداً أو قراناً، ومن أراد صيام رمضان أو القضاء أو الكفارة يجب تبييت النية ليلاً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يبيِّتِ الصِّيامَ منَ اللَّيلِ فلا صيامَ لَه»، أما في صوم النفل يمتد وقت النية إلى ما قبل الزوال إذا لم يتعاط أي مفطر?، ? أتى رجل للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله، الرَّجل يُقاتل للمغنم، والرَّجل يُقاتل ليُذكَر، والرَّجل يُقاتل ليُرى مكانه، فمَن في سبيل الله؟ فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن كانت نيَّتُه إعلاءَ كلمة الله فهو الذي في سبيل الله»?، ? فحدد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثواب كل منهم على نيته. وإذا اختلف اللِّسان والقلب في النية، فالعبرة بما في القلب، فلو نوى بقلبه الوضوءَ، وبلسانه التَبرُّدَ، صحَّ الوضوء، ولو نوى عكسه، لا يصحُّ، وكذا لو نوى بقلبه الظُّهر، وبلسانه العَصر، أو بقلبه الحجَّ، وبلسانه العُمرةَ، أو عكسه، صحَّ له ما في القلب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©