خطباء الجمعة يحثون المسلمين على التمسك بصلة الرحم

دعا خطباء الجمعة أمس المسلمين إلى ضرورة التمسك بصلة الرحم لما لها من شأن عظيم وأهمية كبيرة وحقوق كثيرة. وأشار الخطباء إلى أنّ صلة الرحم يكفيها فضلاً أن الرحمن الرحيم قد شق لها اسماً من أسمائه، ووعدها بأن يصل من وصلها بلطفه ورحمته وعطفه وإحسانه ونعمه، وصلة الله للعبد هي الخير كله والفوز كله والبركة كلها، مشيرين إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم “إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ من القطيعة. قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت بلى، قال فذاك لك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا إن شئتم “فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم”. وقال أئمة المساجد إن صلة الرحم واجبة، والأرحام هم الأقارب من الإخوة والأخوات، ومن يرتبطون بالإنسان بنسب كالأعمام والعمات والأخوال والخالات، وتكون الصلة بالسلام والزيارة المتواصلة، والتفقد المستمر، وبذل المعونة والمعروف وإسداء النصح والمشورة، وطلاقة الوجه وطيب الكلمة، والمشاركة في الأفراح والأحزان، والغض عن هفواتهم، كما أنّ الصلة حق ثابت للأرحام كلها، ولو بدرت منهم الإساءة، وظهرت منهم القطيعة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها”. ونبّه الخطباء إلى أنّ صلة الأرحام سبب كبير لتنزل الرحمة من الله سبحانه على العباد، وسبب في تحقيق الاستقرار في المجتمع، لذلك وجب علينا جميعاً أن نتعاون في المحافظة على هذه الرابطة الاجتماعية العظيمة، فالآباء والأمهات يربون أبناءهم وبناتهم على صلة أرحامهم، بأن يكونوا لهم أسوة حسنة، وأن يغرسوا فيهم محبة بعضهم بعضاً، ويعودوهم على زيارة أرحامهم، ويعرفوهم بأنسابهم امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم “تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر”، وقد قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى ومعنى قوله “منسأة في الأثر” يعني زيادة في العمر. ودعا الخطباء الزوجين إلى التعاون إلى صلة الأرحام، فينبغي على الزوجة أن تكون عوناً لزوجها على بر والديه وصلة رحمه، وأكّدت الخطبة أنّه يجب أن تعلم على كل زوجة تحب زوجها وتريد له الخير أن صلة زوجها لأرحامه ستكون سبباً في حصول البركة لهما في المال والعمر، وهذا الخير كله عائد عليها وعلى زوجها وأولادهما، وينبغي على الزوج أن يساعد زوجته على صلة أرحامها، وكذلك الأصدقاء ينبغي عليهم أن يتناصحوا، ويتواصوا بالصبر على صلة الأرحام، فخير الأصحاب عند الله من حرص على تقديم الخير لصاحبه، ودله على طريق النجاة والفوز في الدارين، وقد قال صلى الله عليه وسلم “أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام”. ونبّه الخطباء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان القدوة والأسوة الحسنة في صلة أرحامه حتى وصفته السيدة خديجة رضي الله عنها بقولها إنك لتصل الرحم. ودعا الخطباء أولياء الأمور إلى إشراك أبنائهم في الأنشطة الصيفية التي ينظمها مجلس أبوظبي للتعليم من خلال مشروع “صيفنا مميز 2010”، وسيبدأ الدوام في المراكز الصيفية في الفترة من 20 يونيو الحالي حتى 15 يوليو المقبل.