الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المصريات على مفترق طرق

31 أغسطس 2008 01:01
كسرت المرأة المصرية هذا الصيف محرمات للحديث ضد معوقات شعائر الزواج التقليدي وتفشي التحرش الجنسي· ورغم مطالبة المرأة مؤخراً باعتراف قانوني واجتماعي أوسع إلا أنها تحصل على مؤشرات متضاربة حول حقوقها، وخاصة عندما يعود الأمر إلى قانون الأسرة· تقوم منظمات المجتمع المدني بإطلاق حملات وعي تنادي بالمساواة في النوع الاجتماعي وحماية قانونية متساوية في هيكل الأسرة· إلا أنه في الوقت نفسه، تقول المؤسسة الدينية للمرأة إنها تملك ما يكفي من حقوق الأسرة تحت القوانين القائمة· خلال العقد الماضي شهدت مصر وغيرها من الدول العربية إصلاحات تشريعية نتجت عنها تعديلات دستورية أعطت المرأة حقوقاً متساوية· على سبيل المثال تستطيع النساء المصريات الآن المتزوجات من رجال غير مصريين إعطاء جنسيتهن لأولادهن· إضافة إلى ذلك، تمكنت المرأة المصرية وللمرة الأولى من الحصول على حق الطلاق، ولا يستطيع الأزواج بعد الآن منع زوجاتهم من السفر إلى الخارج وحدهن· كذلك لا يستطيع مرتكبو الاغتصاب الهروب من العقاب بمجرد زواجهم من النساء اللواتي اغتصبوهن· كما تم إنشاء محاكم أسرية للتوسط بين الأزواج والإسراع في إجراءات الطلاق· إلا أن قانون الأسرة يبقى على حاله· تعود مدونة القوانين الحالية إلى عام ،1920 وهي ترتكز على افتراضات يقصد بها الإبقاء على النظام الأبوي التقليدي دون المساس به· أحد هذه الافتراضات أن الزوج يوفر رزق أسرته وتبقى المرأة خاضعة لزوجها· يعطي قانون الأحوال الشخصية الرجل حقاً غير مشروط للطلاق، بينما تحتاج المرأة للحصول على موافقة المحاكم، والتي غالباً لا يتم منحها إلا إذا تنازلت المرأة عن كافة حقوقها المالية، بما فيها المَهْر، أو أثبتت أن زوجها يتعرض لها بالإساءة· مع ذلك فالواقع اليوم، وطالما كان منذ فترة، مختلف جداً· هناك المزيد من النساء العاملات اللواتي يساهمن في دعم أسرهن مالياً· إلا أنه لم يجرِ تحديد أدوار النوع الاجتماعي في الأسرة، التي يتم الحفاظ عليها قانونياً وتعزيزها اجتماعياً، الأمر الذي يقف حائلاً أمام حدوث أي تحول اجتماعي وثقافي· هناك أصوات مرتفعة تطالب بالتغيير· تطالب منظمات المجتمع المدني في مصر، وخاصة المجموعات النسائية بإعادة تفسير الشريعة الإسلامية المبنية على المبادئ الإسلامية فيما يتعلق بحقوق المرأة· إلا أن المجتمع الديني يدعم موقف يقول إن للمرأة حقوقاً كافية داخل الأسرة· وهم يقولون للمرأة إن لها حق مطالبة الزوج بتوفير العيش لها ولأبنائها، والاحتفاظ بدخلها لاستخدامها الشخصي، وبالحصول على المال من زوجها عندما تقوم بواجباتها كأم، مثل الرضاعة· لسوء الحظ، يشكل الوصول إلى الدعم القانوني لتغيير القوانين القائمة أو تحديها مشكلة للعديد من النساء الفقيرات· فكلفة استخدام المحامين مرتفعة، ومن الممكن أن يكون الوقت الذي يتم قضاؤه في المحاكم غير مجدٍ بالنسبة للمرأة التي تعمل داخل المنزل وخارجه، ولا توجد ضمانات بأن يكون الحكم في صالحها· كما يتأثر القضاة وضباط الشرطة أحياناً بالمؤسسة الدينية والثقافة الأبوية التي تدعم عدم المساواة وتعزز الأدوار التقليدية في النوع الاجتماعي· ومما يزيد من سوء الأوضاع أن المتطرفين الدينيين يعتبرون الحفاظ على الدور القائم للمرأة في الأسرة معركة حاسمة في حرب الحفاظ على الأخلاقيات الاجتماعية· لذا يجري الضغط على النساء في العديد من الحالات للبس الحجاب· كما يلعب الإعلام والمناهج المدرسية دوراً رئيسياً في الحفاظ على الأدوار التقليدية للرجال والنساء، فتصور المرأة على أنها ضعيفة وعاطفية واتكالية تحتاج للحماية· إلا أن أصوات التغيير أخذت ترتفع· وتعمل العديد من المؤسسات في مصر، بما فيها ''المجلس الوطني للمرأة'' ووزارة العدل والحزب ''الوطني الديمقراطي''، إضافة إلى عدد من المنظمات النسوية غير الحكومية على إصلاح كل من قانون الأحوال الشخصية والإجراءات القانونية في محاكم الأسرة· وبدلاً من القبول بفرض أدوار النوع الاجتماعي عليهن في هذا المنعطف الصعب، تُظهر النساء المصريات شجاعة في مساءلة هذه الأدوار، والسعي نحو المشاركة والحقوق الكاملة كمواطنات متساويات· فاطمة خفاجي مستشارة رئيسية في سياسة حقوق المرأة بمؤسسة المعونة الفنية الألمانية في مصر، وعضوة بمجلس تحالف النساء العربيات· ينشر بترتيب خاص مع خدمة كومنت جراوند
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©