الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بالوقائع.. قطر دولة «تتاجر» في البشر

11 مايو 2018 23:28
أحمد مراد (القاهرة) تحت عنوان «قطر..وجهة عالمية للاتجار بالبشر»، أعدت وحدة الدراسات السياسية بمركز «سمت» للدراسات ورقة بحثية، كشفت فيها ملامح الأوضاع المأساوية للعمال الأجانب في قطر، والتي تصل إلى درجة جرائم الاتجار في البشر بحسب الأعراف والقوانين الدولية. ووصفت الورقة البحثية قطر بأنها «دولة متاجرة بالبشر» وغير أمينة عليهم، مشيرة إلى أن وكالة الاستخبارات الأميركية صنفت قطر في نوفمبر 2017 كوجهة يتعرض فيها العمال لممارسات تقع تحت إطار «الاتجار بالبشر» وتعتبرها كل القوانين والمنظمات الدولية شكلاً من أشكال الجريمة، حيث أوضحت الوكالة الأميركية أن العمال المهاجرين لقطر يتعرضون - بصورة قانونية - للعمل القسري، ويواجهون التأخر في دفع الرواتب، إذ قامت الحكومة القطرية بالتحقيق في 11 قضية متعلقة بالاتجار بالبشر، لكنها لم تدن أي جانٍ، مما يثير التساؤلات حول حيادية ومصداقية تلك التحقيقات، ومدى التزام قطر بقوانين العمل الدولية، ومستوى تطبيقها على أرض الواقع، ومدى إدراك الحكومة القطرية للمفاهيم المتعلقة بحقوق الإنسان، ومدى تطبيقها في الإمارة التي لطالما سمع العالم مناداتها بضرورة احترام تطبيق حقوق الإنسان، وخاصة في الدول العربية. وأشارت الورقة البحثية إلى أن القانون الأخير الذي أصدرته الدوحة، والذي يمنع أصحاب العمل من إجبار العمال على العمل لأكثر من 10 ساعات يومياً، غير مطبق على أرض الواقع، وبالعكس، فإن العمال يعانون ظروفاً قسرية ويعانون من التأخر في العمل والإجبار على الاستمرار فيه لساعات طويلة، وهو ما كشفه موقع أميركي حول كون أوضاع العمالة المنزلية في قطر سيئة للغاية، وإن الأمر لم يتحسن حتى بعد إصدار الدوحة للقانون الجديد. ولفتت الورقة البحثية إلى التحقيق الذي أجرته صحيفة «الجارديان» في عام 2014، والذي أثبت أن أصحاب العمل القطريين يعرضون العمال لظروف أشبه بظروف العبيد، فهم مجبرون على العمل لمدة 100 ساعة أسبوعياً وجوازات سفرهم محجوبة. وهذا لن يبدو غريباً، إذا علمنا أن هذا الأمر مستمد من القانون رقم 1 لعام 2017 الذي يبقي العمال الأجانب بحاجة إلى طلب إذن مسبق من صاحب العمل لمغادرة البلاد، وهو ما يبرز عدم حرية العامل في ترك العمل، أو مغادرة البلاد إذا ما تعرض لإساءة. وأوضحت الورقة البحثية، أن الأوضاع المأساوية للعمال الأجانب في قطر، ليست وليدة اللحظة، وليست تلك الفترة فقط هي التي تضطهد فيها قطر العمال الأجانب الموجودين على أراضيها، ففي عام 2014، كشفت صحيفة «الجارديان» عن وفاة العديد من العمال النيباليين في قطر، وجاء التقرير صادماً حين كشف عن حالة وفاة كل يومين، ومقتل 157 عاملاً في الفترة بين شهري يناير ونوفمبر من هذا العام، بينما قتل 168 عاملاً في الفترة من يناير وحتى نوفمبر 2013. وأشارت الورقة البحثية إلى أن قطر التي تنادي بتطبيق مبادئ حقوق الإنسان في الدول العربية، تستغل العمال الأجانب على أراضيها، خاصة الآسيويين منهم، والعاملين بالحرف اليدوية الذين يتقاضون أجوراً بسيطة، إذ تشترط موافقة صاحب العمل على مغادرة العامل للبلاد، وتجعلهم يعملون في ظروف قاسية ودرجة حرارة تصل إلى 50 درجة، وعلى الرغم من تباين الأجناس والأعراق والألوان بين العمال في قطر، فإن انتهاك الحقوق، قاسم مشترك يجمع بينهم، من العمال في مصافي النفط، إلى الفنادق، للمنشآت الكروية والملاعب التي يتم تشييدها لاستضافة كأس العالم 2022. وفيما يتعلق بعاملات المنازل، أوضحت الورقة البحثية أن عاملات المنازل في قطر من أكثر الفئات التي تعاني الأمرين، فقد تمَ استبعادهن بصورة صريحة من قانون العمل، ما جعلهن عرضة لإساءة المعاملة والاستغلال الجسدي والجنسي، إذ تلقين وعوداً كاذبة بالعمل وتحقيق الآمال في قطر والحصول على رواتب عالية، إلا أنهن وقعن ضحية نظام تمييزي يحرمهن من أشكال الحماية الأساسية، فيتم إجبارهن على العمل لساعات طويلة أسبوعياً دون الحصول على يوم عطلة، إذ إنهن لا يحصلن على أية راحة، إلا عند الخلود للنوم. وبالنظر للقانون القطري في هذا الشأن، سنجد أنه لا ينص على فرض حد لعدد ساعات العمل بالنسبة لعاملات المنازل، فضلاً عن كونه لا يشترط على صاحب العمل منحهن يوم عطلة، فضلًا عن تعرضهن للصفع والركل من أعلى السلالم وشد الشعر، وهو ما نستنتج منه الغياب التام لوسائل الحماية لهن، وعزلهن عن الخارج بحكم عملهن داخل منازل أصحاب العمل. كما كشفت الورقة البحثية عن ملامح المعاناة التي يعيشها عمال مشروعات مونديال 2022، مشيرة إلى أن العديد من التقارير أثبتت أن استضافة قطر لمونديال 2022، قد أتت على عاتق عمال ضعفاء يموتون أثناء تشييد الملاعب، إذ اعتبرت بعض التقارير، أن وفاة العديد من هؤلاء العمال يهدد استضافة الدوحة للمونديال، واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن العمال في قطر يتعرضون لعبودية متكاملة الأركان، وهو ما بات جلياً من خلال إجبار العامل عند وصوله للدوحة على توقيع عقد براتب أقل من الذي وقع عليه قبل ذهابه لقطر. وأكدت الورقة البحثية أنه إذا لم يحدث تدخل دولي، فإن العديد من هؤلاء العمال معرضون للوفاة في أي لحظة، وهذا ما توقعه الاتحاد الكونفدرالي للتجارة الدولية، وحذر من وفاة 4 آلاف عامل قبل المونديال، إذ عمل بعضهم على مدار 148 يوماً دون انقطاع، وكان العامل يستمر في العمل لمدة 14 ساعة في اليوم، وفي الوقت الذي تزعم فيه الدوحة أنها حققت خطوات كبيرة نحو تحسين أوضاع العمال، إلا أن منظمات حقوقية تقول إنه ما زال هناك أكثر من مليوني عامل يعانون الظروف السيئة، وقد سبق أن وصفت صحيفة «واشنطن بوست» قرار «الفيفا» بمنح تنظيم المونديال لقطر، بأنه يمكن أن يسجله التاريخ كواحد من أكثر الأعمال الملوثة لكرة القدم. وأوضحت الورقة البحثية أنه بات جلياً أن حوالي 4 آلاف عامل، أصبحوا تحت خط الموت لتحقيق الحلم الزائف لقطر، فوجود نحو 15 شخصاً داخل غرفة مبيت واحدة؛ سيئة التهوية، يبرز الأوضاع اللاإنسانية، ويثبت أن الحكومة القطرية لم تدرك بعد أننا في زمن قد انتهت فيه العبودية، ولعل تقارير دولية أكدت بصورة قاطعة استغلال الدوحة لعمال المونديال، وأنها تجاوزت الخطوط الحمراء باعتقالها لصحفيين أثناء تغطيتهم مغادرة العمال للملاعب، على الرغم من تأكيد جهات عملهم أن وجودهم كان حيادياً وقانونياً. كما كشف تقرير نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن استغلال مروع للعمال المهاجرين، وإجبارهم على العمل في ظروف غير آدمية، وتقاضي راتب يقدر بـ 57 بنساً، أي أقل من نصف دولار في الساعة، ولعل وصف «الإندبندنت» البريطانية للعمال في قطر بأنهم «عبيد يبنون قبوراً»، يثبت تلك الظروف الصعبة التي يعيشونها، إذ إنهم يوعدون برواتب تناهز الـ 400 دولار، لكنهم يتقاضون فعليا 200 دولار ويضطرون إلى دفع رسوم تجاوز الألفي دولار، فضلاً عن تكاليف الطيران للدوحة. وتابعت الورقة البحثية: إذا ما نظرنا بنظرة مقارنة لعدد الوفيات من العمال في الأحداث الرياضية السابقة، فسنجد أنه توفي 6 عمال فقط في تنظيم أولمبياد بكين 2008، فيما توفي عاملان فقط في أولمبياد لندن 2012، في حين سجلت الدوحة وفاة 1200 عامل في أول 3 أعوام من بناء ملاعب المونديال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©