الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السياحة العربية تعيد الروح للمنتجعات المصرية خلال الصيف

السياحة العربية تعيد الروح للمنتجعات المصرية خلال الصيف
6 أغسطس 2016 20:41
عبدالرحمن إسماعيل ( القاهرة) أعادت مجموعات سياحية خليجية وعربية، وفدت بكثافة لأول مرة على غير المعتاد في هذا التوقيت من شهور الصيف الحارة، الروح إلى المنتجعات المصرية كل من الغردقة وشرم الشيخ وسفاجا ودهب، بعد شهور عجاف منذ هجرها السائحون الغربيون عقب سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء أكتوبر الماضي. وشجعت المبادرات التي أطلقتها وزارة السياحة المصرية بالتعاون مع شركات سياحية مصرية وخليجية، الآلاف من الخليجيين والوافدين المقيمين في دول مجلس التعاون، وكذلك المصريين العاملين في الخارج على اختيار مصر كوجهة سياحية لقضاء عطلاتهم السنوية، مستفيدين من خصومات وصلت إلى النصف في أسعار تذكر السفر والإقامة في الفنادق، الأمر الذي خلق نشاطاً في الحركة السياحية، يقول عاملون في القطاع إنها كانت مفقودة طيلة فصل الشتاء الذي يعتبر ذروة الموسم السياحي في مصر. رواج سياحي وبحسب مسؤولين سياحيين وعاملين في القطاع لـ«الاتحاد»، فإن الآمال معقودة على السياحة العربية خلال موسم الصيف الحالي، لتعويض جزء من التراجع الكبير في الحركة السياحية الوافدة للبلاد، والتي تأثرت بالأحداث السلبية التي تتابعت على مصر على مدار الأشهر التسعة الأخيرة، وأبرزها حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، وحادث مقتل الطالب الإيطالي في القاهرة، وحادث سقوط الطائرة المصرية القادمة من باريس فوق البحر المتوسط. وفقدت مصر أكثر من ثلثي دخلها السياحي خلال الربع الأول من العام الحالي، حيث يعتبر فصل الشتاء موسم الذروة الذي يفد فيه السياح من أنحاء العالم كافة، خصوصاً الغربيين والروس، إذ بلغت قيمة الإيرادات السياحية نحو 500 مليون دولار فقط، مقارنة مع 1,5 مليار دولار خلال الربع الأول من العام 2015، الأمر الذي رسم صورة ضبابية لدى المسؤولين المصريين عن الوضع السياحي للبلاد خلال الفترة المقبلة، حيث توقع وزير المالية، عمرو الجارحي، ألا يتجاوز الدخل السياحي للعام الحالي حاجز 4 مليارات دولار مقارنة بـ7 مليارات دولار في العام 2015. وتعتبر السياحة واحدة من أهم أربعة مصادر رئيسة تعتمد عليها مصر، في تدبير حاجتها من النقد الأجنبي الذي يشكل حالياً أزمة كبيرة للاقتصاد المصري. ترأس سامي محمود، رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية، أكثر من بعثة ترويجية شملت دولاً خليجية وعربية لاستقطاب السياح العرب إلى مصر خلال موسم الصيف، وقال لـ«الاتحاد» إن المؤشرات الأولية للسياحة العربية الوافدة إلى مصر عقب إجازة عيد الفطر، مبشرة للغاية، إذ توجد مجموعات سياحية كبيرة العدد من دول مجلس التعاون الخليجي في أكثر من مقصد سياحي، مثل الغردقة وشرم الشيخ والإسكندرية، الأمر الذي يؤكد نجاح الحملات الترويجية لمصر في الدول العربية. وأضاف أن رحلات شبه يومية تقل مجموعات سياحية تأتي من مدن الرياض وجدة وأبوظبي، مباشرة إلى المنتجعات السياحية في كل من الغردقة وشرم الشيخ، حيث شجعت العروض السياحية التي طرحتها شركة الطيار السعودية الآلاف من الخليجيين على قضاء إجازاتهم الصيفية في مصر. عروض وفعاليات وطرحت مجموعة الطيار السياحية السعودية، بالتعاون مع شركة لاكي تورز المصرية، مبادرة لدعم السياحة المصرية، تستهدف تنظيم رحلات سياحية للعائلات الخليجية من كل من السعودية والإمارات والكويت والبحرين، إلى المنتجعات المصرية بأسعار مغرية تبدأ من 1800 ريال، إلى 6000 ريال، لمدة 7 أيام شاملة تذكرة السفر والإقامة في الفندق مع الإفطار. وأفاد محمود، أن هيئة تنشيط السياحة اتفقت مع غرفة المنشآت الفندقية، على قيام الفنادق في كل من القاهرة والإسكندرية بطرح أسعار خاصة للإقامة، إلى جانب تنظيم فعاليات ترفيهية داخل الفنادق يحييها كبار المطربين العرب والخليجيين. وتشهد القاهرة والعديد من المصايف المصرية، حفلات غنائية للمصطافين يشارك فيها مطربون عرب، آخرها منذ أيام حفلة أحيتها الفنانة أحلام في دار الأوبرا، استقطبت الزوار والسياح العرب. وبحسب محمود، فإنه جرى الاتفاق على قيام كل فندق بإقامة فعاليتين ترفيهيتين على الأقل شهرياً طيلة موسم الصيف، بهدف إغراء السائح العربي على الإقامة أطول فترة ممكنة في البلاد، والتمتع برحلته إلى مصر، خصوصاً بعد دراسة أظهرت أهمية زيادة عوامل الجذب للسائح الخليجي الذي عادة ما يزور مصر خلال الصيف مع أفراد عائلته. وأفاد بأن السياحة العربية إلى مصر تشكل حالياً 20%، بما يعادل مليوني سائح عربي، من إجمالي أعداد السائحين القادمين إلى البلاد، وتستهدف خطة وزارة السياحة رفع هذه النسبة بين 35-40%، إدراكاً بأهمية السياحة العربية بعدما ظهرت سلبيات التركيز على أسواق محدودة في الدخل السياحي المصري. متوسط الإنفاق ويقول محمود: «الآمال معقودة على السياحة العربية في إعادة جزء من السياحة الأوروبية التي فقدتها مصر طيلة الموسم الشتوي، خصوصاً وأنه من المعروف عن السائح الخليجي أنه أكثر إنفاقاً من السائح الأوروبي، إذ يبلغ متوسط إنفاقه اليومي 150 دولاراً مقابل 70 دولاراً للسائح الأوروبي، فضلاً عن طول فترة إقامته التي تصل إلى 7 ليال مقابل 3-4 ليال لنظيره الأوروبي، علاوة على أن السائح العربي أكثر تفهماً للأوضاع السياحية والسياحة في مصر، عكس السائح الأوروبي الذي يتأثر بالحملات الإعلامية في بلاده، والتي تستهدف صورة مصر في الخارج. ويبدو أن تفهم العرب للأوضاع الصعبة التي تمر بها مصر منذ أحداث يناير 2011، يشجع الكثيرين منهم على زيارة مصر، إذ تظهر إحصاءات وزارة السياحة وجهاز الإحصاء المصري، ارتفاعاً في أعداد السياح العرب القادمين إلى مصر، حيث بلغ عددهم خلال شهر مايو الماضي نحو 184 ألف سائح بزيادة 20%، رغم تراجع مجمل الحركة السياحة الوافدة من دول العالم كافة بنسبة 51.7% لتصل إلى 431.8 ألف سـائح مقابل 894.6 ألف سائح خلال شهر مايو 2015. وهو ما يؤكده محمود، مضيفاً أن الشهور الأخيرة شهدت ارتفاعاً في أعداد السياح الإماراتيين والسعوديين بالتحديد، إذ ارتفع عدد الإماراتيين الذين زاروا مصر خلال الربع الأول بنسبة 16%. وتدعم دول الخليج خصوصاً الإمارات والسعودية والكويت، مصر في تجاوز المصاعب الاقتصادية التي تمر بها، إذ قدمت الدول الثلاث مساعدات ومنحاً وقروضاً للقاهرة تقدرها مصادر مصرية بنحو 25 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية. مكاتب سياحية ومن جانبه، طالب علي عبدالعظيم عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، بافتتاح مكاتب سياحية تابعة لهيئة تنشيط السياحة في كل دولة خليجية، تتولى مهام الترويج السياحي لمصر، مضيفاً: «السياحة العربية ظهرت أهميتها في وقت الأزمات، الأمر الذي يستدعي من الجهات السياحية ضرورة الاهتمام بالأسواق العربية، وعدم اعتبارها أسواق ثانوية أو هامشية». ونقلت هيئة تنشيط السياحة العام الماضي، مكتبها الإقليمي من إسطنبول بتركيا إلى أبوظبي، ويتولى مهام التسويق والترويج السياحي للبلاد في دول المنطقة. وأكد عبدالعظيم أن السائح العربي والخليجي خاصة أكثر إنفاقاً ويقضي ليالي سياحية أكثر من السائح الأوروبي، ومع ذلك تقدم إليه عروض سياحية للمجيء إلى مصر بتكلفة أعلى بكثير من تلك التي تعطى السائح الأوروبي أو الروسي، والذي لا يتكلف سوى دولارات معدودة في رحلته. الخطيب: تنشيط سياحة المؤتمرات والمعارض لرجال الأعمال الخليجيين ضرورة قالت هالة الخطيب الأمين العام لغرفة المنشآت الفندقية، إن الأسواق الخليجية ازدادت أهميتها في الآونة الحالية، بعدما ظهرت سلبيات الاعتماد المكثف على سوق واحد أو أسواق معدودة، حيث أصيبت السياحة المصرية بمقتل فور سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، وتوقف السوقين الروسي والبريطاني عن إمداد البلاد بالحركة السياحية. وأضافت أن بمقدور السياحة العربية أن تعوض جزءاً من النقص الكبير الحادث في السياحة حالياً، شريطة إعطائها الاهتمام الكافي من قبل الجهات السياحية الحكومية والخاصة، وأن يتم العمل على استقطاب رجال الأعمال العرب والخليجيين، لحضور المعارض والمؤتمرات داخل مصر، وعدم الاقتصار فقط على سياحة الأفراد في موسم الصيف، إلى جانب تسهيل دخول السياح العرب من خلال المنافذ البرية والبحرية. ومنحت السلطات المصرية مؤخراً، تسهيلات في إصدار التأشيرات للمقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك للسائحين القادمين من دول المغرب العربي، وذلك ضمن خطة وضعتها وزارة السياحة تستهدف جذب العائلات العربية لقضاء إجازاتها في مصر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©