يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس غداً الأحد، لمواصلة المباحثات حول ''القضايا الجوهرية المتعلقة بالتسوية الدائمة'' كما أعلن مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون أمس، وأن المباحثات ستجرى بحضور رئيسي فريقي التفاوض حول الوضع الدائم وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني والمسؤول الفلسطيني أحمد قريع·
اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بأن الأغلبية اليهودية الحاكمة في إسرائيل انتهجت على مدار سنوات طويلة، سياسة التمييز حيال السكان العرب، زاعماً أن ''هذا التمييز قد انتهى وولى''· وقال أولمرت في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية نشرت مقتطفات منها أمس، إن الحكومة برئاسته ''تتخذ خطوات عديدة لتحقيق العدل والمساواة وإتاحة الفرص أمام جميع المواطنين من يهود ومسلمين ومسيحيين''·
وقال إن ''العمل يجري حالياً لبناء غرف تدريسية ومدارس جديدة للسكان المسلمين كما يتم تحسين البنى التحتية وشبكات الصرف الصحي وإقامة المناطق الصناعية لمساواة حقوقهم أسوة بالمواطنين اليهود''·
وقال أولمرت: ''إننا نعيش مرحلة يبذل خلالها الشعب الإسرائيلي والشعب الفلسطيني والشعب السوري الجهود للتوصل إلى تسويات سلمية''·
وأعرب عن أمله في أن تتكلل هذه الجهود هذه الجهود بالنجاح ''ما سيؤدي إلى تغيير ملامح الحياة لجميع شعوب المنطقة''·
وفي غضون ذلك، أكدت مصادر سياسية، أن إسرائيل لن توافق على عودة لاجئين فلسطينيين إلى حدودها في أي تسوية مستقبلية، موضحة أن عودتهم ستتم إلى الدولة الفلسطينية في حال الاتفاق على إقامتها·
وأشارت الإذاعة الإسرائيلية، إلى أن هذا التأكيد جاء تعقيباً على تصريحات للرئيس الفلسطيني، قال فيها إن عودة لاجئين فلسطينيين إلى داخل حدود إسرائيل هي من المواضيع الجاري بحثها بين الطرفين·
وفي الوقت نفسه، ذكرت مصادر سياسية أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، تسعى إلى بلورة وثيقة تفصل نقاط التفاهم بين إسرائيل والفلسطينيين، قبل بدء مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل·
وتأتي هذه الجولة من المحادثات في القدس، بعد أيام من زيارة وزيرة الخارجية الأميركية التي لم تحرز تقدماً يذكر، باتجاه هدف التوصل إلى اتفاق سلام محدود قبل انتهاء فترة ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش· وأبلغ المفاوض الفلسطيني صائب عريقات وكالة ''رويترز'' أمس، أن عباس وأولمرت سيجتمعان لمراجعة المفاوضات وقضايا الوضع النهائي· وأكد مسؤول إسرائيلي أن المحادثات ستجرى قائلاً إنها ستعقد في القدس·
ويشكك المحللون السياسيون في إمكانية تحقيق هدف واشنطن المتمثل في التوصل إلى اتفاق سلام سريع، إذ أن أولمرت الذي أضعفته تحقيقات بشأن فساد، قد تعهد بترك منصبه عندما يختار حزبه ''كديما'' زعيماً جديداً الشهر المقبل· وعلى الرغم من أن أولمرت قد يبقى في السلطة لأسابيع بعد ذلك كقائم بأعمال رئيس الوزراء، إلا أن ضعف وضعه السياسي سيضعف على الأرجح قدرته على اتخاذ قرارات دبلوماسية مهمة·
عدد اليوم
