الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القيادة السليمة في الجسم السليم

القيادة السليمة في الجسم السليم
6 أغسطس 2016 15:27
جمعة النعيمي وناصر الجابري (أبوظبي) دعا عدد من المسؤولين والمواطنين إلى إلزامية الفحص الطبي كشرط لاستخراج رخصة القيادة، وضرورة أن يكون هذا الفحص شاملاً، بحيث يقدم صورة دقيقة عن الحالة الصحية للسائق ومدى لياقته وخلوه من الأمراض التي قد تهدد حياته وحياة الآخرين خلال القيادة. وأكدوا أن إلزامية اختبار الفحص الطبي تعتبر أمراً ضرورياً وأن حصول السائقين على رخصة القيادة يعد بمثابة دليل على أنهم اجتازوا برنامج الفحوص الطبية اللازمة وأثبتوا خلوهم من الأمراض المزمنة، كمرض السكري أو مرض الصرع، إضافة إلى أن ذلك يتماشى مع المعيار الطبي للسائقين ويجعلهم على دراية بأحوالهم الصحية والنفسية، ومعرفة هل يعاني أحدهم حالات مرضية معينة تحتاج إلى علاج أو احتياطات محددة. قال سالم خلفان العرياني في هذا الملف : «تكمن المشكلة في أن كثيراً من الناس يجهلون أهمية الفحص الطبي الدوري، وأهميته في الاكتشاف المبكر للأمراض المزمنة والمعدية، ولا يفكرون في الذهاب إلى الطبيب إلا إذا شكوا من أمر ما، ويجهلون الحكمة التي تقول إن الوقاية خير من العلاج.. فهناك فحوص دورية لا بد منها حتى يتأكد كل منا من سلامة جسمه وقيامه بكل الوظائف الحيوية المطلوبة منه». وأضاف: «أنا مع الإلزامية في اختبار الفحص الطبي، خاصة مع وجود فئة تعاني مرض السكري أو مرض الصرع أو أمراضاً حيوية مزمنة وملازمة للإنسان طوال حياته»، لافتاً إلى أحد أصدقائه المصابين بمرض الصرع الذي يجعل صاحبه غير متحكم بتصرفاته. وأوضح إن المرء في هذه الحالة لا يستطيع أن يضبط أو يسيطر على حركاته، لافتاً إلى أن كل شخص يعاني مرض الصرع يواجه أموراً عصيبة، ولكن الأدهى والأمر عندما تحصل مثل هذه الفئة على رخصة قيادة تثبت أنه يستطيع القيادة كغيره. منافع وإيجابيات وأوضح سالم صالح المصعبي: «هناك حالات مرضية خطيرة في المجتمع، ما يجعل إلزامية اختبار القيادة أمراً ضرورياً وفي غاية الأهمية، لما لها من منافع وإيجابيات عدة ومختلفة، فلا يكفي الحصول على شهادة مرضية وطبية تبيّن حالة المريض الذي يقود المركبة، إذ أن مستخدمي الطريق لا يعلمون بحالات مرضى يعانون أمراضاً مزمنة كالصرع والسكري أو أي أمراض أخرى حيوية وهم خلف مقود السيارة. » وتابع: «كما أن موضوع اختبار فحص النظر يعتبر أمراً عادياً وسهلاً للغاية، فهو لا يتطلب من الشخص المعني إلا معرفة الإرشادات والتعليمات والصور الموجودة والملصقة في الشوارع والطرقات. ولفت الى المثل القائل «يردع ولا يمنع»، فكثير من الناس يرى أن موضوع اختبار القيادة الاعتيادي يخدم الجميع، لكن ليس من الضروري التهويل وجعل الاختبار شمولياً كالفحص الطبي الشامل أو العام، نظراً لأن هذا الاختبار قد يعطل مصالح الناس». وأضاف: «أدعو الجميع إلى تأييد فكرة إلزامية الفحص الطبي قبل الحصول على رخصة القيادة، لضمان أمن وسلامة أفراد المجتمع من قائدي المركبات. إيجابية الفحص الطبي ويرى الإعلامي راشد محمد الزعابي، أن من الضروري التفكير بأهمية وإيجابية الاختبار الطبي قبل استخراج رخصة القيادة، لما له من منافع وإيجابيات للجميع، وعندما نتحدث عن موضوع الصحة، ليس المقصود هنا الخلو من المرض فقط، إذ معروف لدى الناس أن المرض لا يأتي فجأة، إنما هو حالة تتهيأ لها أسباب متعددة ومختلفة في الإنسان نفسه، وفي بيئته الاجتماعية والمادية، وفي العوامل الوراثية التي يكتسبها من أهله وذويه، وقد تكون في عاداته وسلوكه الطبيعي وغير الطبيعي، وبمدى تكيّفه مع الحياة. ولفت الزعابي إلى أن الفحص الطبي يساعد في الكشف المبكر عن الحالات المرضية ومعالجتها، ومنع مضاعفاتها ، واكتشاف المعوقات البدنية، والعمل على تأهيلها، وتصحيح العيوب الجسمانية القابلة للإصلاح، ورفع المستوى الصحي والتوعوي والثقافي للفرد والمجتمع. وأشار إلى أن أحد الأشخاص كان يعاني مرض الصرع الذي تغلغل في حياته، وسبب له أزمة نفسية واجتماعية مع أصحابه وأقرانه، ناهيك عن أن كل من يعانيه يتكبد أموراً صعبة في حياته العملية والمهنية. وأضاف: «لا بد أن يعي الناس أهمية عمل اختبار الفحص الطبي قبل الحصول على رخصة القيادة، فالأولى والأحوط هنا هو ضمان أمن وسلامة أفراد المجتمع من خلال هذا الاختبار الذي يعود بنتائج إيجابية وطيبة على الجميع، على أن تشمل الفحوص القياسات الجسدية التي تلعب دوراً مهماً في توقع الإصابة بأمراض عدة، ومن أشهرها مرض البول السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني»، مشيراً إلى أن هذه القياسات الجسدية تشمل قياس الطول والوزن لمعرفة هل يعاني أحدهم زيادة أو قلة في وزن الجسم، وهما أمران يعتبران من المؤثرات المهمة في إمكان إصابتك المستقبلية بأمراض عدة. كما أن قياس ضغط الدم الشرياني هو الآخر أحد الفحوص التي تكشف وتحدد كلاً من الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي داخل شرايين الجسم بهدف الاكتشاف المبكر للإصابة بارتفاع ضغط الدم الشرياني الذي يزيد خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتة الدماغية وهبوط عضلة القلب والفشل الكلوي. لذلك فإن قياس ضغط الدم الشرياني ضروري للوقاية من تلك الأمراض الخطيرة، إضافة إلى فحص العينين الذي يساعد في قياس حدة الإبصار وفحص شبكية العين والعدسة والضغط. ويعد فحص العينين أحد الفحوص الدورية المهمة لاكتشاف الأمراض التي تصيبها مثل المياه الزرقاء (ارتفاع ضغط العين) أو المياه البيضاء (عتامة عدسة العين) أو الاحتياج إلى عدسات أو نظارة لتحسين النظر، وأضاف: «ولا أنسى فحص السمع، حيث يتم هذا الفحص باختبار طريقة التحدث والتعرف إلى الأصوات ومستوى وحدة الأصوات للاكتشاف المبكر لفقدان السمع». الاختبار الاختياري أفضل من جانبه، يرى يحيى جمعة آل علي، أن فكرة إلزامية اختبار القيادة أمر ليس بالهيّن، وأن ترك الاختبار اختيارياً هو الأنسب، خاصة أن هناك فئات معينة ذات تدابير وأمور خاصة كفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتاً إلى أن هذه الفئة تستطيع قيادة السيارة وركوبها والانضباط والتقيد بتعليمات وإرشادات السير والمرور، إضافة إلى أن كل من يقود سيارته في الشوارع والطرقات،سينتبه إلى وجودهم من خلال بطاقة تفيد أنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، فمثل هذه الفئة تستطيع التحكم بقيادة مركبتها بشكل سليم. وأضاف: « لكن هناك فئات أخرى في المجتمع، يتعين الحذر من قيادتها، وهي فئة مرضى السكري أو الصرع أو الذين يعانون أمراضاً حيوية ومزمنة، فقد حصلت حالات خطيرة في شوارع وطرقات المدينة، نظراً لتساهل وتهاون البعض». وأكد أن الفحص والكشف الطبي المبكر يساعدان بشكل كبير في معرفة الحال الصحية للسائق ، لافتاً إلى أن ذلك يقع ويصب في المصلحة العامة، خصوصاً أنها تحدد هوية الأمراض التي قد لا يشعر بها المرء أو لا يعلم بها فتنمو وتكبر ليتفاجأ بها افي مراحل متأخرة. نوبات هبوط السكر وقال سعد مال الله الودامي رئيس مجلس طلاب جامعة زايد: «إن إلزامية السائقين باجتياز اختبار الفحص الطبي، أمر مهم، ومن الضروري تجديده واجتيازه سنوياً، للتأكد من سلامة السائق من أي ظرف صحي أو أمراض مزمنة خطيرة تؤثر في مقدرة السائق على القيادة، وذلك لحفظ سلامة السائق نفسه والآخرين. كما أن بعض السائقين يعانون أمراضاً مزمنة وظروفاً صحية خطيرة كالصرع الذي يؤدي إلى تشنجات في الجسم، وعدم السيطرة على الأفعال أو مثل مرضى السكري المعرضين لإصابة بنوبات هبوط السكر بالدم التي تفقد الشخص وعيه. فهؤلاء معرضون للخطر، وقد يسقطون في لحظة ويفقدون وعيهم، ما يؤدي إلى حدوث حوادث وتعريض النفس والآخرين لأمور لا تحمد عقباها». ودعا جميع قائدي المركبات ممن يعانون ظروفاً صحية خطيرة بضرورة الاستعانة بـ «سائق منزل» ليقضوا حاجاتهم أو استخدام «سيارة الأجرة» وإنْ تطلّب ذلك أموالاً باهظة، لضمان أمن وسلامة أفراد المجتمع من قائدي المركبات ومستخدمي الطرق، وكما تقول العامة «خسارة المال ولا خسارة الأرواح». وأضاف: «تساعد الفحوص الطبية المنتظمة للجسم على الكشف عن المشاكل الصحية باكراً، إذ يمكن عندها أن تعالج بسهولة، وذلك من خلال إجراء فحص طبي شامل ، وإبلاغ الطبيب هل لدى أحد في العائلة مشاكل صحية، ومنها مرض السكر والصرع وأمراض حيوية خطيرة ومزمنة . كما يعتبر الفحص والكشف المبكر الطريقة المثلى للسيطرة على الأمراض العامة، ومنها ما يرتبط بمرض السكري. وأضاف: «قد تنخفض الرؤية عند بعض السائقين، ما يجعلهم يرتدون النظارات العادية أو العدسات اللاصقة أو تناول الأدوية أو إجراء جراحة، حيث يجد بعض الأشخاص صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية، خاصة عندما يتعلق الأمر بقراءة البريد الإلكتروني والتسوق والطبخ ومشاهدة التلفاز والكتابة، فجميعها من الممكن أن تبدو أنشطة صعبة بالنسبة للشخص المصاب أو المريض، ما يعني أن على الشخص الذي يلاحظ أية علامة من العلامات الدالة على المشاكل الصحية المحتملة، أن يقوم بمراجعة الطبيب لإجراء فحص طبي الشامل، لا سيما الذين يعانون بعض الحالات المرضية المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، فالكشف والعلاج المبكران، خطوة أساسية للوقاية من الأمراض، وكما تقول الحكمة (الوقاية خير من العلاج)». فحص السائق سنوياً يؤمن السلامة من جهته، قال عامر الكندي: «إن اختبار الفحص الطبي للسائق مهم جداً لسلامته في الدرجة الأولى، ومن ثم سلامة الآخرين، ويتمثل في التعاون المشترك بين وزارة الداخلية والجهات المعنية من المؤسسات الطبية في الدولة، حفاظاً على السلامة العامة وحماية الناس من الحوادث المرورية أو الأحداث الطارئة، وأيضاً في ضرورة حصول أصحاب المهن كافة، من سائقي الشاحنات أو الحافلات، سواء الحافلات الخاصة بالشركات أو المدارس أو غيرها، إضافة إلى سائقي سيارات الأجرة، على تصاريح خاصة، يتم ربطها مع شهادة اللياقة الطبية». وأضاف: «يجب أن يتم اختبار فحص السائق بشكل سنوي، بحيث يفيد بسلامة السائقين طبياً، وخلوهم من أمراض الصرع أو السكري أو أية أمراض أخرى قد تؤدي إلى الإغماء أثناء القيادة أو التعرض للأزمات الطارئة التي يفقدون خلالها السيطرة على السيارة، فيتسببون في أذية أنفسهم ومن حولهم، حتى لو كانت رخصة القيادة سارية لسنوات عدة، فهذا لا يعني إعفاء أي من الفئات من الحصول على التصريح الذي يفيد خلوه من المرض». مشيراً إلى أن معظم الدول المتقدمة تقوم بمثل هذا الإجراء، وعلى سبيل المثال في أستراليا حيث يتوجب على الطبيب إبلاغ مؤسسات الترخيص بحالة المريض الذي يشرف على علاجه، ويتم فرض عقوبة على هذا الطبيب إذا ما خالف القانون، وهي عقوبة قد تصل إلى سحب رخصته ومنعه من مزاولة المهنة.ولكن بعيداً عن مؤسسات الدولة التي تسخر كل ما لديها من إمكانيات في سبيل رفعة الوطن وسلامة مواطنيه، وبعيداً أيضاً عن القوانين والتشريعات، فالدور الأهم هو للأسرة لأن الثقافة المجتمعية مهمه جداً، ويجب على الأهل والفرد أن يكونوا على قدر كاف من المسؤولية المجتمعية. مسؤولية الأهل قبل كل شيء وقال أحمد مبارك المهري: «في نظري أن هذه مسؤولية الأهل قبل كل شيء، وينبغي عليهم ألا يعرضوا أبناءهم لمخاطر القيادة إذا كانوا يعانون أمراضاً تهدد حياتهم وحياة غيرهم للخطر.. أما ما يتعلق بالفحص الطبي، ففي اعتقادي أنه مهم جداً، لأننا متفقون على أن فحص النظر مهم للسائق وكذلك الفحص من الأمراض العصبية والنفسية . وتابع: «حياة الناس ليست أمراً للتلاعب أو التهاون.. إن الاختبار الطبي يكشف أموراً كانت خافية عن الأشخاص الذين تقدموا للفحص الطبي، وستتضح بعد ذلك أنواع الأمراض السارية والمنتشرة في المجتمع كالأمراض النفسية والعضوية، خاصة مرض السكري والصرع، والأمراض الأخرى الحيوية والمصاحبة للإنسان طوال حياته». محمد سيف الزفين: الشهادة الطبية تحمي الناس والمجتمع قال اللواء محمد سيف الزفين رئيس المجلس المروري الاتحادي، مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات، لـ«الاتحاد»: «إن توصية الإفصاح عن مرض السكري أو الصرع أدرجت عقب حادثة عجمان التي راح ضحيتها طفل في عمر الورود، وامرأة، و5 إصابات»، مشدداً على أهمية الإفصاح عن الحالة المرضية للشخص قبيل الحصول على الرخصة عبر شهادة مصدقة من أحد المراكز الطبية المعتمدة في الدولة أو من هيئة أو وزارة الصحة. وأوضح أن هذه التوصية تستهدف حماية المجتمع والسائقين مما قد يترتب على الشخص من مسؤولية قانونية عندما يتعرض لنوبة صرع أو سكري أثناء القيادة، ويتسبب في حادث يودي بحياة آخرين، كي تسقط عنه الطائلة القانونية. وأضاف: «إن التوصية تحمل شقاً ثانياً، وهو في حال الإصابة بالمرض لاحقاً، إذ يتوجب على الشخص الإبلاغ والإفصاح عن الجهة المعنية، وهي جهة الترخيص». ويرى الزفين أن ضرورة إرفاق شهادة طبية عند الحصول على رخصة القيادة، ووجود ربط بين الهيئات الصحية وهيئة الطرق والمواصلات، وأيضاً أن يتم تجديد هذه الشهادة سنوياً عند تجديد الرخصة، كلها أفكار تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وتعمل على حماية الأرواح. المطالبة بقرار يفرض الإلزامية قال حمد المعمري: «من المهم وجود قرار ينص على إلزامية الفحص الطبي الشامل ضمن شروط الحصول على رخصة القيادة، فهي تحمي السائق من التعرض لحادث خطر قد يودي بحياته، إضافة إلى حماية السائقين الآخرين من الآثار المترتبة لوجود شخص مصاب بمرض ما يؤثر على تركيزه خلال القيادة». وأضاف «القدرة على القيادة لا تتوقف فقط على العينين، وصحة النظر، ولكنّ هناك أمراض أخرى قد تسبب الإغماء المفاجئ، أو فقدان الوعي لدى السائقين، الأمر الذي يتطلب إجراء فحوص أخرى شاملة . وطالب المعمري ألا تشتمل إلزامية الفحص الطبي فقط على الرخص الجديدة، ولكن أن تشمل جميع السائقين وفق آلية معينة، خاصة أن الكثير من حاملي رخصة القيادة لا تنطبق عليهم الشروط الطبية. ما هو البديل ؟ يشير زايد العامري إلى أن إلزامية الفحص الطبي قد تسبب في حرمان الكثيرين من القيادة، وذلك نظراً لارتفاع نسبة المصابين بمرض السكري، والضغط، وغيرها من الأمراض الشائعة المزمنة، وبالتالي ففي حال وجود قرار عام يمنع فيه حاملي هذا المرض، فماهي الحلول البديلة المقترحة. وأضاف: «صحيح أن بعض الأمراض لها دور سلبي على كفاءة السائق، ولكن بشكل عام من الممكن تنظيم آلية معينة، بحيث لا يُحرم المصابون ببعض الأمراض من الحصول على رخصة القيادة، بل أن يخضعوا لتقدير طبي، وورقة طبية تؤهلهم للقيادة من عدمها، فدرجات المرض تختلف من شخص لآخر، وعدم حصول فئة كبير على رخصة القيادة، سيسبب إشكالية في قدرتهم على التنقل. وأشار إلى أن الحوادث التي تحدث نتيجة مرض ما ، هي حوادث قليلة، وفردية، فالإحصاءات التي تنشر بشكل دوري من الجهات المختصة، تثبت أن أسباب الحوادث تعود في معظمها إلى السرعة الزائدة، والإهمال، إضافة إلى الانشغال بالهاتف، أما نسبة الحوادث بسبب إعياء مفاجئ فهي قليلة، ولذلك من الضروري ترتيب الأولويات، حسب أهميتها. العيون وحدها لا تكفي! يؤيد راشد المرزوقي اتخاذ قرار ينص على وجود فحص طبي شامل للراغبين كافة في الحصول على رخصة القيادة نظراً إلى أن بعض الأمراض تسبب الإغماء المفاجئ خلال القيادة، وهي من الأمراض التي لا تظهر في فحص النظر الذي يكتفى به حالياً. وأضاف «صحيح أن جانباً كبيراً من كفاءة السائق يعود إلى نظره السليم، وقدرته على تقدير موضع مركبته في الشوارع، ولكن النظر السليم ليس العامل الوحيد، فهناك عوامل أخرى منها تحمل المسافات الطويلة، والازدحام، ومع كثرة الازدحامات في بعض الشوارع الخارجية، يُصبح من اللازم مراجعة الشروط الطبية». وأوضح «البعض لا يستطيع تحمل الازدحامات من مرضى السكري، والصرع، أو الضغط، وبالتالي يفقد قدرته على الالتزام باشتراطات السلامة أو لا يتحمل بعض الظروف المعينة، ووجود فحص شامل سيمنح إدارات المرور الفرصة للتعرف بشكل كامل إلى اللياقة الصحية للسائق، ومدى قدرته على القيادة في مختلف الظروف». واقترح المرزوقي أن يتم تصنيف قدرات السائقين طبياً، بحيث تتم مراجعة الشروط الطبية في فترة زمنية أقل لقائدي المركبات المصابين بأمراض مزمنة أو وقتية، ليكون تجديد رخصة القيادة سنوياً عوضاً عن التجديد كل 10 سنوات.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©