السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تستضيف “ميكي ماوس” في شنغهاي بتكلفة 3,5 مليار دولار

الصين تستضيف “ميكي ماوس” في شنغهاي بتكلفة 3,5 مليار دولار
9 نوفمبر 2009 23:18
تمكنت “مملكة ديزني” الأميركية مؤخراً، بعد محادثات امتدت لفترة تزيد على عقد من الزمان، من نيل موافقة حكومة بكين على بناء أول حديقة للألعاب الترفيهية تحمل اسمها على الأراضي الصينية. والآن فقد بات يتعين على “ميكي ماوس” ورؤسائه في شركة “والت ديزني” مواجهة التحدي الأكبر، المتمثل في الكيفية التي يمكن من خلالها اكتساب عقول وقلوب الطبقة المتوسطة المتوسعة والمزدهرة في الصين، فقد أعلنت الشركة مؤخراً أن بكين قد وافقت على إنشاء حديقة على غرار حدائق “ديزني لاند” في مدينة شنغهاي كأول حديقة لها في الصين الأم لكي تصبح الرابعة خارج الولايات المتحدة الأميركية بعد حدائق باريس وطوكيو وهونج كونج. وهذا الموقع السياحي الجاذب على مساحة 1000 فدان الذي من المقرر أن تبلغ تكلفته نحو 3.5 مليار دولار (2.1 مليار جنيه استرليني) سوف يصبح أحد أكبر الاستثمارات الأجنبية في الأراضي الصينية حتى الآن. ويأتي الإعلان عنه قبل أسبوعين فقط من تسليط الضوء بشدة على العلاقات الأميركية - الصينية على خلفية أول زيارة يقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى بكين. ويقول روبرت ايجر، الرئيس التنفيذي لشركة والت ديزني في تصريح أدلى به بعيد إنهاء الصفقة “لقد أصبحت الصين إحدى أكثر الدول أهمية وديناميكية وإثارة في العالم أجمع، لذا فمن المؤكد أن هذه الموافقة أصبحت تشكل حجر الزاوية لشركة والت ديزني داخل الأراضي الصينية الأم”. ويخضع المشروع حالياً للبحث في المزيد من التفاصيل بين شركة ديزني والسلطات في مدينة شنغهاي في وجود مسائل يعتقد بأنها تتضمن تسمية الشركاء المحليين في مشروع الحديقة؛ إذ أنه من المتوقع أن يشارك كونسيرتيوم صيني في المشروع بنسبة تصل الى 60 في المائة في الاستثمارات. ويعتقد المحللون أن المشروع - الذي ربما يتم افتتاحه في عام 2014 - قد يستغرق الأمر أعواماً قبل أن يتمكن من استدرار الأرباح لشركة ديزني التي درجت على تحقيق عائدات بمليارات الدولارات في كل عام. ولكن من المؤكد أيضاً أن الحديقة الجديدة في الصين الأم سوف تساعد كثيراً على الترويج للماركة التجارية للشركة بشكل عام، فلدى الشركة أصلاً مدارس لتعليم اللغة تحمل علامتها التجارية في شنغهاي، بينما تمارس الشركة أيضاً بيع منتجاتها في أكثر من 6 آلاف منفذ في جميع الأنحاء في الصين. وعلى الرغم من أن جموع المنتقدين ظلوا يعتبرون شركة ديزني مجرد رمز للثقافة الاستعمارية الأميركية في الصين التي طالما ظلت تحصن نفسها ضد الثقافة الغربية بشكل عام ومن منتجات هوليوود بشكل خاص، حيث لا يتم عرض سوى 20 فيلماً غير صيني في السينما كل عام على سبيل المثال، إلا أن الشركة أشارت من جانبها إلى أنها تعتزم الترويج لعروضها في أوساط جيل جديد من المشاهدين. وكانت شركة والت ديزني قد عمدت الى استئجار خبراء في شركة “فونج شوي” لتقديم الاستشارة قبيل إنشاء هونج كونج ديزني لاند، لذا لم يكن من المستغرب أن تأتي البرامج في حديقة هونج كونج بلغات “الماندرين” و “الكانتونيز” الصينية وباللغة الإنجليزية في بعض الأحيان. ولكن الموقع السياحي في هونج كونج الذي افتتح منذ عام 2005 لم ينجح في اجتذاب أعداد كبيرة من الزوار كما كان متوقعاً، لذا فإن الشركة تستعد الآن لإجراء توسعة بقيمة 465 مليون دولار لكي تحقق أهدافها في المشروع، وتصر شركة ديزني على أن حديقة شنغهاي لن تتنافس مع حديقة والت ديزني في هونج كونج، إنما سوف تصبح مكملة لها. والآن فإن الشركة فيما يبدو تستهدف استحداث محرك يعمل على دفع عجلة الطلب في أوساط 1.3 مليار نسمة في الصين بالنسبة لمنتجات ديزني الأخرى ابتداء من ألعاب الفيديو وحتى العروض البرامجية على طريقة “برودواي”. ويشار الى ديزني تعتمد عادة على استحداث قنوات تليفزيونية جديدة لمنتجاتها الإعلامية من أجل الترويج لعلامتها التجارية في الخارج إلا أن الرقابة الصينية المشددة على المحتويات الإعلامية الخارجية جعلت من المستحيل على الشركة أن تتوسع في السوق الصيني، لذا فإن الموافقة الجديدة لم تشتمل تحديداً على اتفاق من الناحية التليفزيونية. وصدر تصريح موجز من حكومة شنغهاي أشار الى أن البلدية تمكنت أخيراً من الحصول على الموافقة على بناء الحديقة من الحكومة المركزية في أواخر أكتوبر المنصرم، واكتفى التصريح بالقول “إن حكومة شنغهاي دخلت الآن في مناقشات مع والت ديزني بشأن الخطط التفضيلية الخاصة بإنشاء الحديقة”. وحتى الآن ما زال من غير الواضح السبب الذي دفع الصين للموافقة على الصفقة بعد سنوات عديدة من استمرار وتوقف المحادثات، وربما لعبت إمكانية استحداث عشرات الآلاف من الوظائف في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، الدور الأهم كما يقول المحللون. أما أورفيل شيل مدير مركز المجتمعات الآسيوية المتخصص في العلاقات الأميركية - الصينية فيرى أن هنالك عاملاً أهم من ذلك من الناحية العملية قائلاً : “إن هذه الموافقة أصبحت تدل على أن الصين سوف تتحمل نوعاً جديداً من الاستثمارات الغربية”. عن «انترناشيونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©