الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إسماعيل عبدالله: العمل المسرحي يجب أن يعيش ويتواصل مع الجمهور

إسماعيل عبدالله: العمل المسرحي يجب أن يعيش ويتواصل مع الجمهور
12 ابريل 2013 23:49
عصام أبو القاسم (الشارقة) - شهدت السنوات الأخير تألقا لافتا للكاتب المسرحي إسماعيل عبدالله، الذي يعد من أبرز كتّاب المسرح الجديد في الإمارات؛ وقد ظفر بجوائز وتكريمات عديدة خاصة في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، حيث فاز مرات عديدة بـ«جائزة أفضل نص»، وخاصة في نصوصه التي أخرجها محمد العامري وكان آخرها نص «صهيل الطين» 2012. كما فاز مؤخرا بجائزة أفضل نص في الدورة الأخيرة من مهرجان الشارقة المسرحي عن نصه «التريلا»، والذي قدمه مسرح عجمان، وأخرجه الكويتي محمد الحملي. «الاتحاد» التقت عبدالله وحاورته حول الكتابة المسرحية والإخراج في الإمارات ومهرجان أيام الشارقة المسرحية وهموم وشجون المسرح المحلي. وقال عن تجربته الأخيرة مع المخرج محمد العامري، إنه توقع أن تكون نتيجة تجربته مع العامري في «خلطة ورطة» سلبية، إذ إن العامري أصرّ على إخراج عملين للمهرجان ـ الآخر بعنوان «انت لست كارا» للتركي عزيز نيسين ـ وأفقده ذلك تركيزه وفعاليته. ولفت عبدالله إلى انه اشترك والعامري في العديد من الأعمال ولمس فيه طاقة مسرحية مبدعة وخلاقة ومخرج يستحق ان نفخر به ليس على المستوى المحلي ولكن على المستوى العربي في عمومه. وأضاف «وقد تابعناه في العديد من التجارب، وهو كان ناجحاً ومتميزاً وأعرف عنه همّته العالية وتركيزه الكامل في أي عمل يريد تقديمه، فهو يستغرقه كليةّ، أما هذه السنة فلم اتفق معه في مغامرته المتمثلة في إخراج عملين للمهرجان وكنتُ أقول له ذلك، وقد توقعت أن تكون النتيجة مخيبة وهو ما حصل». لائحة المهرجان ودعا عبدالله إلى تضمين اللائحة المنظمة لمهرجان أيام الشارقة المسرحية مادة تمنع المخرجين من المشاركة بأكثر من عمل واحد؛ فهذا ممكن بالنسبة للممثل أو التقنيين، لكنه من الصعوبة بمكان بالنسبة للمخرج: مادة كهذه يمكن أن تحمي مخرجينا من التورط في ما يضيّع جهودهم ونحن في حاجة إلى تحصين هذه الأجيال الفنية الجديدة وحمايتها ورعايتها بالقدر ذاته، ولكن ضمن الشروط العامة الممكنة. ونوّه الكاتب، الذي يرأس جمعية المسرحيين الإماراتيين، إلى أن «بعضهم قد يأتي ليقول إنه أخرج عملا في وقت سابق لمهرجان أيام الشارقة المسرحية واشتغل على الآخر في أثناء الإعداد للمهرجان، ولكن ذلك لا يحدث كثيراً في الساحة المسرحية الإماراتية، ومن هنا آن الأوان في تقديري للتفكير بهذا الأمر». لم يدخل عبدالله إلى صالة عرضٍ آخر كتب نصه وقدم في المهرجان هذه السنة وهو بعنوان «التريلا» (وهو حاز جائزة أفضل نص في المهرجان)، ومن إنتاج «مسرح عجمان» وأخرجه الكويتي محمد الحملي، وعن سبب الغياب قال «لم أكن راضياً عن طريقة إخراج العمل، وقد اختلفت مع المخرج، كما اختلفت مع العامري». «نهارات علول» ويؤكد عبدالله أن الدورة الأخيرة من «أيام الشارقة المسرحية» تميزت بحضور غني للنصوص المسرحية، وأرجع هذا الأمر لفاعلية الورش التدريبية والمسابقات التي تقيمها إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة وتكلم الكاتب، الذي يشغل منصب الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، عن نص «طوفان» للكاتب حميد فارس وقال إنه قدم مقاربة مبدعة باللغة العامية، كما أعرب عن سعادته بالعودة القوية إلى مرعي الحليان عبر نص « نهارات علول» وأضاف: أعتقد أن هذا النص ظُلم كثيراً من لجنة التحكيم، ولقد هزني جدا وشعرت حين رأيته مجسدا على الخشبة بقوة هائلة تحملني لأنهض بسرعة وأعانق فريق العمل»! وتابع عبدالله مبرزاً الأعمال المتميزة «هناك نص «زيت ورق» لعلي جمال الذي أعتبره من النصوص القوية أيضا، خاصة من ناحية مضمونه الجديد..»، مشيداً بالأداء الإداري المسؤول لفرقة «المسرح الحديث»، التي عرفت كيف تستعيد مكانتها في المشهد باستقطاب المزيد من الكوادر الشابة وباستحداث برامج تدريبية مستمرة. أفق عربي وحول ما ميّز نصوص المهرجان في الدورة المنقضية من مهرجان أيام الشارقة المسرحية قال «الأهم هو أن النص المسرحي الإماراتي بات متحرراً كثيراً من محليته واتجه في الدورة الأخيرة إلى العمق العربي، وهو تأثر خصوصاً بأحوال وتداعيات الربيع العربي.. لقد أضرنا الانغلاق السابق على المحلية كثيرا». وقال عبدالله إن «الكاتب المسرحي كان أكثر حضورا من المخرج في الصورة العامة لمهرجان أيام الشارقة المسرحية، النصوص كانت متميزة وحاضرة أكثر من الحلول الإخراجية، خذ على سبيل المثال نهارات علول بعمقه الفلسفي والقيم التي حملها في تضاعيفه وكذلك نص «زيت ورق» وسواه». لكن إلى أي مدى يمكن لهذه النصوص أن تعيش في المستقبل؟ يقول عبدالله «أتصور أنها يمكن أن تعيش عبر القراءة. في تاريخ المسرح العربي أمكن لنصوص عديدة أن تستمر في تأثيرها على الناس سنة تلو سنة وعاشت طويلاً، وفي تقدير أن نص مثل «نهارات علول» يمكن له أن يعيش أكثر وكذلك نص «زيت ورق»، ومن هنا استحسنت الانفتاح ففيه سر الديمومة والصلاحية الكاملة لكل زمان ومكان». وحول ما يتردد من أن معظم كتّاب المسرح الإماراتي يعمدون إلى تهميش دور المرأة في نصوصهم قال عبدالله «لا أعتقد أن هناك تعمدا أو قصدا، مع تأكيدي على هذه الملاحظة؛ فهناك نقص واضح في حضور المرأة على الخشبة، ولذلك أقول دائما إن على المرأة أن تكتب لنفسها، فهي أكثر علماً بعوالمها وقضاياها، وأستغرب أننا لا نعرف سوى كاتبة واحدة للمسرح هي باسمة يونس، ولا أفهم لماذا لم يقدم لها أي نص في المهرجان، رغم جودة ما تكتبه!؟». العامية ويصر الكاتب، الذي أنجز معظم نصوصه باللهجة العامية، على أن اللغة العربية الفصحى قد تكون عائقا أمام تجربة مسرحية محلية، وقال «العمل المسرحي يفترض أن يعيش ويتواصل مع الجمهور بعد المهرجان، ولا بد من مراعاة ذلك، وحين تقدم عملا بالعامية ضمن عروض المهرجان، يمكنك تقديمه أيضا في الموسم المسرحي لجمهور يفهم هذه العامية ويتفاعل معها أكثر من اللغة العربية». وعلى ذكر الموسم المسرحي سألناه عما إذا كان يرى أن توقيته مناسباً، بالنظر إلى مواقيت المهرجانات التي تزخر بها الرزنامة الثقافية في الشارقة، فقال «في وقت سابق كان ممكناً استثمار الفترة الصيفية لتجوال عروض الموسم، أما الآن فلقد غدا صعباً، ولذلك اخترنا لها الموعد القائم الآن» ولفت رئيس جمعية المسرحيين إلى أنهم بدءاً من السنة الماضية توجهوا بعروض الموسم إلى الجامعة، وقال «ولقد كانت تجربة ناجحة أكثر من تجربتنا في التطواف على المدن، فالطلاب تابعوا العروض وتزاحموا عليها بشكل لافت».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©