محمد حامد (دبي )
فرض «الأبيض» احترامه بصورة لافتة وفقاً للإنجازات التي حققها في السنوات الماضية، بداية من المحيط الخليجي، ثم آسيوياً، ونال قدراً من الأضواء في الصحف العالمية خلال الفترة الماضية، فالمقاعد الآسيوية في نهائيات كأس العالم والتي كانت تدور في فلك منتخبات بعينها تشكل القوى التقليدية في القارة الصفراء، وتحديداً اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران، وكذلك المنتخب السعودي في مراحل سابقة، سوف تشهد وجود ضيف قوي يزاحم المنتخبات سابقة الذكر بقوة لانتزاع واحدة من بطاقات التأهل إلى مونديال روسيا 2018.
التطور المنطقي للأمور، يشير إلى أن ثالث نهائيات كأس آسيا 2015 والتي أقيمت في أستراليا، لن يتنازل عن مكان في مونديال روسيا 2018، خاصة أن جيل الإنجازات للأبيض الإماراتي سوف يصل إلى قمة النضج في تصفيات القارة الصفراء المؤهلة للمونديال القادم، وسيكون أمام التحدي الأكبر والأهم منذ ظهوره على الساحة الكروية في 7 سنوات.
ونجح «الأبيض» في انتزاع احترام الإعلام الخليجي في بطولة كأس الخليج 21 التي أقيمت في البحرين، حيث قدم العروض الأقوى وصولاً إلى التتويج باللقب، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف الصحف الخليجية عن ضرورة دراسة تجربة الإمارات في تكوين منتخب قوي من مراحل الناشئين والشباب وصولاً إلى المنتخب الأول.
وجاء التتويج بفضية الأسياد عام 2010 ليجعل القارة الصفراء تنظر إلى هذا المنتخب القادم بقوة، وتأكدت النظرة في أولمبياد لندن 2012، وعلى الرغم من عدم التأهل إلى الدور الثاني في الأولمبياد اللندني، إلا أن الصحافة الآسيوية والعالمية أقرتا بأن الإمارات أصبح لها منتخب قوي يمكنه أن يقدم الكثير في المستقبل.
وكانت المحطة الأبرز في السنوات الماضية الحصول على المركز الثالث في نهائيات كأس آسيا التي أقيمت في أستراليا يناير الماضي، حيث أكدت الصحف الأسترالية واليابانية أثناء وعقب نهاية البطولة أن «الأبيض» سوف يكون مصدر التهديد للقوى التقليدية في القارة الصفراء خلال مشوار تصفيات المونديال، وقالت صحيفة «سيدني مورننج هيرالد» إن الثلاثي الموهوب عموري وخليل ومبخوت يهددون عرش منتخبات آسيا بقوة.
وعقب الإعلان عن فوز الإمارات بتنظيم كأس آسيا 2019، كانت الصحف الأسترالية سباقة في إعلان الخبر من زاويتين، الأولى تنظيمية تتعلق بالقدرة على تنظيم الحدث بصورة جيدة قياساً بالخبرات التنظيمية التراكمية لدى الإمارات، أما الزاوية الثانية، فكانت تتعلق بالتحذير من صعوبة حفاظ أستراليا على اللقب، لأنه سيكون مطالباً بمواجهة قوى كروية كبيرة، على رأسها أصحاب الأرض «الإمارات».
«جلوبو» وصفت الأداء بـ«المثير للإعجاب»
«ماركا»: ارفعوا القبعات تقديراً لمنتخب الإمارات
دبي (الاتحاد)
خرج «الأبيض» الإماراتي بمكاسب معنوية كبيرة من مشاركته كأس آسيا 2015، مما جعله يفرض نفسه على الصحافتين الآسيوية والعالمية، وعلى الرغم من أن سقف الطموح كان بلوغ المباراة النهائية، إلا أن إشادة الصحف العالمية بالأداء الإماراتي تظل مكسباً معنوياً كبيراً، فقد وصفت صحيفة «جلوبو» البرازيلية المشوار الإماراتي ب»المدهش» والمثير للإعجاب، مشيرة إلى أن المركز الثالث هو ثاني أفضل نتيجة في تاريخ الإمارات على مستوى البطولة القارية، في إشارة إلى الوصول للنهائي والحصول على المركز الثاني سابقاً.
من ناحيتها صاغت صحيفة «ماركا» الإسبانية واسعة الانتشار عنواناً مثيراً عن مشوار الأبيض في البطولة القارية، فقالت:»ارفعوا القبعات تقديراً لمسيرة الإمارات» في إشارة إلى الأداء الهجومي الجذاب في غالبية مباريات البطولة، وتحقيق المركز الثالث بعد عبور عقبة ربع النهائي والتفوق على المنتخب الياباني حامل اللقب.
وقال تقرير الصحيفة الإسبانية إن المركز الثالث على المستوى القاري يعد إنجازاً تاريخياً للكرة الإماراتية، خاصة أنه ثاني أفضل ترتيب بعد الحصول على المركز الثاني عام 1996.
أكد امتلاكه مواهب فردية
تروسيه يتوقع تألق «الأبيض» في تصفيات المونديال
دبي (الاتحاد)
بعيداً عن الإشادات الصحفية، والتي تعكس احتراماً لافتاً لقدرات منتخبنا، وخاصة تلك التي جاءت من صحف أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية بتطور «الأبيض»، فإن الرؤية الفردية لأحد الخبراء الذين يملكون خبرة تدريبية كبيرة في ملاعب القارة الصفراء لها وقعها وتأثيرها، وهي تتسم بالمصداقية بعيداً عن أي حسابات.
فقد أشاد الفرنسي فيليب تروسيه، بأداء «الأبيض» الإماراتي في كأس آسيا 2015، وأكد لموقع «الفيفا» أنه توقع وصول اليابان للنهائي، ولكن منتخب الإمارات تمكن من الفوز عليه، وإخراجه من المنافسة، مما جعل الجميع يتابعون الأداء الإماراتي باهتمام شديد، متوقعاً أن تتعلق كل العيون بـ «الأبيض» في تصفيات آسيا للتأهل لمونديال روسيا 2018.
وتابع تروسيه: «أثبت منتخب الإمارات أنه من أكثر المنتخبات الواعدة في آسيا، لديهم منتخب موهوب يضم عناصر شابة حققوا تطوراً كبيراً على المستوى القاري في السنوات الأخيرة، وبالنظر إلى تمتعهم بالموهبة، فإنني أتوقع استمرار المفاجآت الإماراتية، لقد جعلونا نترقب من الآن مبارياتهم في تصفيات آسيا للتأهل إلى مونديال روسيا 2018، إنه منتخب يستحق المشاهدة».
صحافة الخليج تسأل:
لماذا لا نتعلم من التجربة الإماراتية؟
دبي (الاتحاد)
تجاوز «الأبيض» مرحلة فرض الاحترام على محيطه الخليجي منذ فوزه بلقب «خليجي 21»، وحصوله على المركز الثالث في بطولة آسيا 2015، إلى ما هو أبعد من ذلك، فقد حرصت الصحف الخليجية، في السعودية والكويت والبحرين على رصد تجربة تكوين «الأبيض» في مراحلها المختلفة وصولاً إلى التألق خليجياً، وتهديد عرش الكبار قارياً، وأشار كتاب المقالات إلى ضرورة استفادة اتحاداتهم الكروية من التجربة الإماراتية.
وطالبت مقالات خليجية صناع القرار الرياضي والكروي بضرورة دراسة تجربتنا والاستفادة منها، خاصة أن الكرة الإماراتية دخلت مرحلة الحصاد بعد طول انتظار، وبعد أن أصبح جيل الأمل مؤهلاً للمنافسة القوية.
وجاء في مقال بصحيفة «اليوم» السعودية: «التجربة الإماراتية مثيرة للإعجاب في صعود اللاعبين من منتخب الشباب إلى المنتخب الأول، في رحلة بناء حقيقي لمنتخب أصبح يتمتع بالقوة والهيبة، إن ثقافة البناء تحتاج لعامل الصبر، وعدم الوقوف على المسكنات الوقتية، إن التجربة الإماراتية أصبحت مغرية للغاية، بل ظاهرة يجب أن يتعلم منها صناع القرار الكروي في دول الخليج».
عدد اليوم
