الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع عائدات شركات تكرير النفط في أوروبا

18 يونيو 2010 21:39
تعاني سعة إنتاج مصافي النفط على الصعيد العالمي من وفرة مفرطة، الأمر الذي يحد من عائدات شركات تكرير النفط وخصوصاً في أوروبا التي تقابل فيها مشاريع إغلاق المصانع باعتراض العمال أنفسهم والساسة على السواء. وتجمد متوسط إيراد شركات تكرير البترول من معالجة برميل النفط الخام في شمال غرب أوروبا - وهو ما يسمى هامش التصفية عند 3.55 دولار للبرميل حتى الآن في ربع السنة، بحسب بيانات بي بي. وزاد هامش التصفية الحالي على هامش عام 2009 حين كان متوسطه 3.26 دولار للبرميل، لكنه يقل كثيراً عن أعلى مستوياته عام 2008 الذي بلغ 6.27 دولار للبرميل في فترة كانت تعتبر العصر الذهبي لمصافي النفط، بحسب محللين اقتصاديين في هذا المجال. وتتوقع جي بي سي اينرجي للاستشارات المتمركزة في فيينا بالنمسا أن المصافي التي تعالج حالياً 3.4 مليون برميل نفط يوميا أو 19 في المئة من إجمالي سعة إنتاج مصافي أوروبا، ستكون مهددة بالإغلاق بحلول عام 2020 بسبب عدم تحقيقها أرباحاً. غير أن الشركات مترددة في إغلاق مصافيها نظراً لتكاليف التطهير البيئي المترتبة على ذلك الإغلاق، وكذلك معارضة الحكومات والنقابات العمالية، بحسب مسؤولين تنفيذيين بهذا القطاع ومحللين اقتصاديين. ويقول ديفيد ويتش رئيس قسم البحوث في جي بي سي اينرجي إنه من المنتظر أن يغلق نحو ثلث المصافي الأوروبية خلال السنتين المقبلتين. ويضيف أن نقابات العمال قوية نسبياً في أوروبا وهو ما يجعل اتخاذ قرار الإغلاق وتنفيذه أمراً صعباً. وإن لم تغلق المصافي فقد يؤثر ذلك على شركات المصافي عالمياً من خلال الاستمرار في تقليص الربحية. ويقول انيجو دياز دي ايسبادا نائب رئيس قسم الإمداد والاتجار والتخزين والطيران في شركة كيبا الإسبانية لتكرير البترول والتي توسع أحد مصافيها في إسبانيا: “إن مركز ثقل أعمال تصفية النفط والطلب على منتجاتها يتحول حالياً تجاه الشرق الأقصى. ونحن في أوروبا سنكون لاعبين ثانويين في هذا السوق ولن تبقى سوى المصافي الجيدة”. وكانت شركات تصفية النفط العالمية عانت من تناقص أرباحها خلال السنتين الأخيرتين جراء تقلص الطلب العالمي الشديد على النفط، وأيضاً نتيجة تزايد سعة عمليات تصفية النفط بشكل مطرد في آسيا والشرق الأوسط. ومن ضمن تداعيات وفرة السعة أن أجبرت بالفعل بعض الشركات على إغلاق مصافيها أو تحويلها الى أنشطة أخرى سعياً الى وضع حد لخسائرها. وفي العام الماضي أوقفت أكبر شركة تكرير بترول مستقلة في أوروبا - بتروبلس هولدينجز مصفاتها تيسايد في المملكة المتحدة، كما قامت شركة توتال الفرنسية الكبرى بوقف عمليات تصفية النفط في مصفاتها في دنكيرك جراء تناقص طلب أوروبا على النفط. وأكثر من 25 في المئة من المصافي في حوض الأطلنطي وأوروبا وأميركا الشمالية تكبدت خسائر في عام 2009، بحسب إحصائيات وود ماكينزي. ويقول ستيفن جورج كبير محللي مصافي النفط في مؤسسة كيه بي سي البريطانية لاستشارات اقتصاديات الطاقة: “أكبر مشكلة تواجهها المصافي في أوروبا حالياً هي انهيار الطلب على منتجاتها”. غير أن ستيفن جورج يتوقع أن تقوم المصافي الأوروبية المتضررة بدلاً من أن تغلق كلياً بتحمل هوامش تصفية محدودة أو حتى سلبية في بعض الأحيان خلال السنوات المقبلة، أحد أسباب ذلك هو أن الحكومات تخشى أن تشهد اختفاء أعداد ضخمة من الوظائف في هذا المجال الصناعي. فعلى سبيل المثال، قوبل قرار توتال بإغلاق مصفاة دنكيرك التي يعمل بها 620 فرداً ومقاولون فرعيون بانتقاد الحكومة الفرنسية، وبموجات من الإضرابات في كافة مصافي توتال الفرنسية في شهر فبراير. وهذا الغضب دفع توتال الى تحويل منشآت دنكيرك الى مستودعات والاحتفاظ بجميع العاملين فيها. وقال وليم كوجيل، أحد مستشاري بي بي الخصوصيين في أحد مؤتمرات قطاع تصفية النفط في روتردام: “إن أضرار إغلاق المصافي في أوروبا بالغة”. عن “وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©