بعد يومين من وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب دولاً أفريقية، بالإضافة إلى هايتي والسلفادور، بأنها «حثالة» وشعوبها غير مرغوبة كمهاجرين إلى الولايات المتحدة. وصف رئيس دولة غانا اللغة التي استخدمها الرئيس الأميركي بأنها «غير موفقة للغاية» وأن بلاده ليست «حثالة». وقال الرئيس الغاني «نانا أكوفو أدو» في تغريدة على تويتر يوم السبت: «لن نقبل مثل هذه الإهانات حتى لو كانت صادرة من زعيم بلد صديق». وكان ترامب قد كتب في تغريدة على تويتر يوم الجمعة ينفي فيما يبدو استخدامه لكلمة «حثالة» أثناء اجتماع في البيت الأبيض يوم الخميس الماضي بشأن قانون خاص بالمهاجرين. لكن «ريتشارد ديربين»، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية إيلينوي، وهو الديمقراطي الوحيد الذي كان موجوداً في المكتب البيضاوي في ذاك الوقت أن نفي ترامب زائف، وأن الرئيس تفوه بعبارات «مليئة بالكراهية ووضيعة وعنصرية».
وانتقد أيضاً «جون دراماني ماهاما» رئيس غانا السابق تعليقات ترامب في تغريدة على تويتر يوم السبت الماضي. وأشار إلى الكلمة التي ألقاها ترامب في الأمم المتحدة، وأشاد فيها بدولة أفريقية أخطأ في نطق اسمها. ونشر «ماهاما» على «تويتر» صورة معدلة تهكمية لاجتماع في البيت الأبيض بين ترامب ونائبه مايك بينس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون. وفي تغريدة أخرى، قال ماهاما إن تعليقات ترامب تنطوي على«عنصرية».
وغانا الواقعة في غرب أفريقيا واحدة من أكثر دول المنطقة استقراراً سياسيا ولطالما استمتعت بعلاقات ودية مع الولايات المتحدة. وأشارت بيانات لاستطلاع رأي أجراه مركز بيو البحثي في عام 2015 إلى أن 89% من الغانيين لديهم وجهة نظر إيجابية عن أميركا، رغم أن هذه النسبة انخفضت إلى 59% حين أجري استطلاع الرأي نفسه في عام 2017. وصرح روبرت جاكسون السفير الأميركي الحالي في غانا للصحفيين العام الماضي أن انتخاب ترامب لن يغير العلاقة بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية. وأضاف: «أتوقع أن برامجنا للمساعدة ستستمر إلى حد كبير كما هي».
واحتجت أيضاً جنوب أفريقيا لدى السفارة الأميركية في بريتوريا على تصريح ترامب. ووصفت وزارة الخارجية الجنوب أفريقية التصريح بأنه «فج ومهين». وجاء في بيان أصدرته الوزارة يوم الأحد «العلاقات بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة وبين بقية دول أفريقيا والولايات المتحدة يجب أن تستند إلى الاحترام المتبادل والتفاهم». وذكرت «جيسي دوارتي» نائبة الأمين العام لحزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم في جنوب أفريقيا خلال مؤتمر صحفي في إقليم «إيسترن كيب» أن «بلدنا ليس حثالة وكذلك هايتي أو أي دولة أخرى في محنة. وكأن الولايات المتحدة ليس لديها مشاكل. هناك بطالة في الولايات المتحدة وهناك أناس لا يتمتعون بخدمات الرعاية الصحية. لن ننجر إلى تصريحات تحط بهذا الشكل من شأن أي دولة تعاني من أي نوع من المصاعب الاجتماعية والاقتصادية أو غيرها من الصعوبات».
كما كتب «ماكي سال» رئيس السنغال تغريدة على تويتر يوم الجمعة الماضي قال فيها إنه شعر بالصدمة من كلمات ترامب، مضيفاً أن «أفريقيا والعرقية السوداء تستحق احترام وتقدير الجميع». وذكر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن وزارة الخارجية السنغالية استدعت أيضاً السفير الأميركي في دكار للتعبير عن استيائها.
وأدانت «بوتسوانا» تصريحات ترامب يوم الجمعة الماضي، واستدعت وزارة خارجيتها السفير الأميركي للتعبير عن الاحتجاج ووصفت التعليقات بأنها «غير مسؤولة ومستهجنة وعنصرية».
وأصدر مجموعة من السفراء الأفارقة في الأمم المتحدة بياناً يوم الجمعة الماضي، أدانوا فيه التعليقات «المثيرة للغضب والعنصرية والخوف من الأجانب» التي أصدرها الرئيس الأميركي. وكتبت سامانتا باور وهي سفيرة أميركية سابقة في الأمم المتحدة تغريدة على تويتر قالت فيها إنها «لم تشهد من قبل قط بياناً مثل هذا من دول أفريقيه توجهه إلى الأمم المتحدة».
أما الاتحاد الأفريقي فقد عبر عن شعوره بالانزعاج الشديد من تعليقات ترامب. وصرحت المتحدثة باسم الاتحاد الأفريقي إيبا كالوندو أنه «نظراً للواقع التاريخي عن كيفية وصول الأميركيين الأفارقة إلى الولايات المتحدة كعبيد ولكون الولايات المتحدة أكبر مثال على بلد بنته الهجرة، فإن خروج تعليق كهذا أمر مزعج بشكل خاص». وعبرت بعثة الاتحاد الأفريقي في واشنطن عن ”غضبها وخيبة أملها“ من التعليق وطالبت بالتراجع عنه والاعتذار.
*صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
عدد اليوم
