الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللعب بالضوء يزيد إنارة الحديقة تألقاً ليلاً

اللعب بالضوء يزيد إنارة الحديقة تألقاً ليلاً
9 نوفمبر 2009 22:49
قد يغفل الكثيرون أهمية إضاءة المنزل من الخارج، وخاصة إذا ما كان للمنزل حديقة رائعة تستحق القليل من الضوء للاستمتاع بسحرها ليلاً، وقد لا يعلم البعض أنَّ إنارة الحديقة المنزلية قد أصبح فناً ينتج عنه عمل خلاب يبرز تصميم الحديقة الأنيقة، إن لم يكن متمماً لهذا التصميم، وهو ما يعتبره المهندس الزراعي أحمد جرادات عنصراً إضافياً من عناصر تصميم الحديقة، حيث لم يعد يقتصر هذا الدور على التنسيق النباتي والهندسة المعمارية ومساحة الأرض وشكلها وحسب، بل تنوعت أفكار تصاميم إنارة الحدائق وتعددت الأدوات والتقنيات المستخدمة لهذا الغرض، وعن هذا الأمر يقول جرادات: “بفضل مفهوم إنارتها، أصبحت الحديقة ملائمة لكل الأوقات، ولم تعد فعاليتها مقتصرة على النهار فقط، فهي لكل الأوقات، بل قد يكون الليل هو أفضل الأوقات وأنسبها للاستمتاع بالحديقة، نظراً لجونا المشمس دائماً، ولن يتحقق هذا الأمر في وسط الظلمة، وهنا تأتي أهمية إنارة الحديقة المنزلية، التي تلعب دوراً مهماً بوصفها جانباً آخر من المنزل، تضيف إلى تصميمه أبعاداً جمالية، فالنوافذ المنزلية التي تطل على منطقة مظلمة تسبب الشعور بانحسار الفراغ الداخلي، ولكن إضافة الإنارة الخارجية تجعل الخارج متمماً للداخل”. تفاصيل الحديقة المهمة يبوح لنا جرادات بسر مهم للحصول على الاحساس الكامل بتفاصيل الحديقة من داخل المنزل، عبر موازنة دقيقة بين كمية الإضاءة في الداخل والخارج، ويكون هذا بالاهتمام ببعض عناصر الحديقة المهمة وإبرازها من خلال الإضاءة، فإذا كان للمنزل ممر أساسي أو فرعي، فتفضل إنارته باستخدام وحدات أرضية غير متوهجة، لك حرية تحديد ارتفاعها، وإذا كانت الحديقة تحوي سلالم أو عتبات يفضل إضاءتها من باب الأمن والسلامة أولاً، كما أنه يسمح بإضافة مستويات مختلفة للنور في كل عتبة تسمح بتحديد مكانها بطريقة جميلة، أما الأماكن المخصصة للجلوس فمن المستحسن إنارتها بأي شكل من أشكال الإنارة المتاحة، وإن كان للمنزل أو الحديقة تصميمات معمارية جمالية، كالأعمدة والاقواس والجدران المزخرفة أو الجسور وغيرها، فيفضل أن لا نترك هذه التفاصيل تضيع في ظلمة الليل في الوقت الذي يمكن إبرازها باستخدام الإنارة المناسبة فقط، ولنباتات الحديقة وأشجارها الحق في أن تكتسب حضورها هي أيضاً، إذ أنَّها العنصر الجمالي الأول لكل حديقة، لذلك من الرائع أن نعطيها حقها من الإضاءة الليلية باستخدام أنواع مختلفة منها، بحسب نوع النبات، فمثلا الإضاءة التي تناسب النخيل تختلف عن مثيلتها الملائمة للأشجار الأخرى، ولا ننسى إنارة السور الخارجي للمنزل، فهو مهم من الناحية الأمنية والجمالية أيضاً خاصة إذا ما كان على السور نباتات متسلقة. تقنيات الإنارة لتصميم إنارة عناصر الحديقة المختلفة هناك طرق متعددة، وتقنيات متنوعة تستخدم لهذا الغرض، ويعود هذا الاختلاف، مثلما يوضح جرادات، إلى اختلاف مكان مصدر الضوء واتجاهه، فيقول: “هناك العديد من التقنيات التي اعتمدها مهندسو الحدائق في تصميم الإنارة، منها الإنارة الفوقية التي تعطي أهمية كبيرة للهدف وتبرز ضخامته وقيمته، ولذلك عادة ما يستخدم لإضاءة الأشجار الكبيرة مثل النخيل أو لإضاءة المنزل لإبراز شكله بطريقة فخمة للغاية”، ويحذر جرادات من المبالغة في استخدام هذه التقنية، كما وينصح بإبعاد مصدر الضوء قليلا عن الهدف لتكون الإنارة خافتة وانسيابية، ولا تسبب ازعاجاً عند النظر إليها، وبعكس الأسلوب الفوقي هناك الأسلوب السفلي، هي إنارة موجهة من الأعلى إلى الأسفل، وعادة ما تستخدم لإنارة مساحات كبيرة نظراً لقدرتها على الانتشار، كما تستخدم أيضا لإبراز النباتات الصغيرة في الحديقة مثل نباتات الأصص أو الشجيرات، ويعتمد هذا على ارتفاع مصدر الضوء ونسبة قوته، ويمكن أيضاً وباستخدام هذه التقنية خلق جو طبيعي وحالم في الحديقة، من خلال تقنية الإنارة القمرية عبر تقليل قوة الضوء، ووضعه في مكان مرتفع ليكون انتشاره واسعاً وبكثافة أقل. أجواء حسب المزاج من خلال اللعب بالضوء يمكنك تصميم إضاءة فانتازية لعناصرك المفضلة في الحديقة، فمثلاً إذا ما كنت تفضل نبتة معينة، وقمت بتحديد مكانها في وسط مساحة خالية، وفوق منصة، وأردت إبرازها أكثر، حينها يسعك استخدام التقنية، التي يسميها مهندسو الإنارة، بالإضاءة التقاطعية، وهي شبيهة بالإضاءة التي تستخدم في المتاحف ومحال المجوهرات لإبراز قيمة الشيء ماديا أو معنوياً من دون أن يكون للظلال أي مكان بينها، ولتحقيق هذا ما عليك سوى أن تضع مصدرين لضوء على جانبي المنصة من الأسفل، وثق بأن نبتتك سوف تلفت انظار الجميع لها، أما إذا كنت تمتلك مسبحاً أو بركة مائية حولها أشجار جميلة مثل النخيل، فيمكنك صنع لوحة جميلة على سطح الماء بهذه الطريقة البسيطة، ضع الضوء هذه المرة خلف الأشجار ليسقط ظلها النخيل على سطح الماء، ولك ان تستمتع بهذا المنظر، أما إذا كنت تعشق المشاهد المرعبة بعض الشيء فيمكنك تسليط الضوء أمام شجرة بالقرب من الجدار على أن يكون اتجاه الضوء للجدار، وسوف يتشكل على الجدار ظل يمكنك التحكم بشكله من خلال تقريب أو إبعاد مصدر الضوء عن الشجرة والجدار، وتسمى هذه التقنية بالإضاءة الظلالية، وهناك تقنية أخرى تعطي نفس الانطباع، ولكن بطريقة مختلفة تسمى الإضاءة الشبحية، التي تعطي تفاصيل للجسم المراد إبرازه بحيث يعمل الجسم عمل الفلتر لهذه الإضاءة، ويمكن تطبيق هذه التقنية بوضع عدة مصادر للضوء خلف شجرة ما، ويفضل أن تكون شجرة جميلة الشكل ومتناسقة ليتخلل الضوء فراغاتها بشكل جميل ومرتب، وتعد البامبو مثالا للأشجار التي تلائم هذه التقنية. ان تصميم الإنارة المناسبة يساهم في خلق جو ملائم يدفع أفراد العائلة للإقبال على حديقتهم الخاصة، كما أنها توفر مكانا مناسبا لإقامة الحفلات العائلية واستقبال الضيوف في الحديقة كنوع من أنواع التغيير، وتتوج الجهد الذي بذل في تصميم الحديقة والعناية بها، وباستخدام التقنيات المتنوعة ما عليك الآن إلا التفكير في تدليل حديقتك الخاصة، وما قد يلائمها من إنارة، وربما كان بإمكانك تصميم أساليب جديدة للإنارة التي تراها أفضل
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©