الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشاعر الغواتيمالي إمبرتو آكابال في ترجمة عربية لأول مرة

الشاعر الغواتيمالي إمبرتو آكابال في ترجمة عربية لأول مرة
18 يونيو 2010 21:30
صدرت في عمان مؤخراً عن دار أزمنة للنشر والتوزيع، بدعم من وزارة الثقافة الأردنية، مختارات، نُقلت إلى العربية عن الفرنسية والإسبانية، للشاعر الغواتيمالي إمبرتو آكابال بعنوان «طردت اسمكِ من بالي» بترجمة أنجزها الشاعر وليد سويركي. جاء الكتاب في 172 من القطع المتوسط مشتملاً على قصائد من قرابة اثني عشر ديوانا صدرت للشاعر خلال تجربته التي بدأت تظهر للعلن بدءاً من أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، لتحقق بعد ذلك موقعاً مرموقاً في الشعر المكتوب بالإسبانية. وينتمي إمبرتو آكابال إلى ما يعرف بشعب الكيتشي مايا، من الهنود الحمر، وما زال يكتب بلغته الأم ثم يقوم هو أو أحد أصدقائه بالترجمة إلى الإسبانية، وما زال يعيش في قريته بين أبناء شعبه من شعب الكيشي الذين تعرضوا لإبادات عديدة على أيدي البيض الإسبان منذ وطأوا أرضهم قبل نحو من خمسمئة سنة، حيث عايش في طفولته رعباً شبيهاً برعب التعرض للإبادة. ولما حاولت السلطات في غواتيمالا أن تستميله إليها بعد أن حقق حضوراً على مستوى أميركا اللاتينية وأوروبا، بمنحه أرفع جائزة أدبية في البلاد تحمل اسم ميغيل آنخل أستورياس الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1976، رفضها بشدة قائلا: «لا يشرّفني أن أتسلّم جائزة تحمل اسم شخص أهان شعبي» في إشارة إلى كتاب أستورياس «القضية الاجتماعية للهنود الحمر». على أية حال، فإن ما هو مبهر في تجربة إمبرتو آكابال هو تلك العفوية الشديدة التي تبلغ حدّ الفطرية النقية التي تفاجئ وتدهش فيما تنطوي على بساطة وعمق في آن، حيث يكتب: «حين ولدتُ قطّروا دمعاً في عينيّ ليكون بصري بحجم آلام شعبي». إنما ليس إمبرتو آكابال بعفويته المتدفقة هو «شاعر قضية» فحسب، بل هو إلى جوار ذلك شاعر المعذبين في الأرض، حيث يتميز شعره بنكهة خاصة تشبه نكهة حكايا الهنود الحمر وخرافاتهم، بسحريتها وغرائبيتها: «ثمة وادٍ الماء فيه يحدِّثُ نفسه والصمتُ فيه سيّد الوقت. هناك أودُ أنْ أكون لأولدَ في النسيان» إمبرتو آكابال، في هذه المختارات التي يترجم فيها إلى العربية لأول مرّة يكتب بمناسبة صدورها: «إنه ليشرفني أن تُهدى هذه المختارات إلى روح الراحل الكبير محمود درويش، احتفاء بسيطاً بذكرى شاعر عرفت كيف أحبه دون أن ألتقيه». ونقتطف من شعره التالي: درب الطيور المهاجرة ها هي تعبر المساء ثانية الطيور المهاجرة تتبع دروباً خطّها الأسلاف في الهواء: وهي تعلم أنّ هذه الطريق وإن كانت لا تُرى، فإنها لن تنمحي أبداً.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©