الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قرصنة الفضائيات للأفلام تهدد صناعة السينما بالانهيار

قرصنة الفضائيات للأفلام تهدد صناعة السينما بالانهيار
24 ابريل 2014 20:57
سعاد محفوظ (القاهرة) تتعرض صناعة السينما بين الحين والآخر من جانب بعض الفضائيات المتخصصة في عرض الأفلام، لقرصنة من خلال عرض أحدث الأفلام السينمائية، التي مازالت داخل دور العرض على شاشتها لجذب الجمهور، حيث تستغل هذه الفضائيات معاناة دور العرض وإحجام الجمهور عن دخول السينما، وتقوم بالسطو على الأفلام المعروضة حديثاً، وتتجاهل حقوق الملكية الفكرية، ولا تهتم بخسائر صناع العمل. تهديد صناعة السينما يقول المنتج محمد بركة، إن القرصنة والسطو على الأعمال السينمائية أصبح يهدد صناعة السينما التي يعتاش منها آلاف العمال، فلم تعد السينما قاصرة على المنتج أو الممثلين ومن وراء الكاميرا، بل امتد الأمر ليشمل العامل في دور العرض السينمائي، مؤكداً أن السينما تعاني من قلة المشاهدين، بسبب الأحداث السياسية التي تمر بها الدولة، وهو ما دفع الكثير من الفضائيات مجهولة الهوية، لسرقة الأفلام الجديدة من داخل دور العرض، حتى أنها لا تنتظر رفع العمل من السينما، وتقوم بعرض الفيلم لجذب الجمهور والترويج للقناة، وأكد أن مقاومة هذه القرصنة أمر صعب، خاصة في ظل عصر السماء المفتوحة والتكنولوجيا، ولكن الدولة مطالبة بسن قوانين حازمة لإنقاذ الملكية الفكرية، والاقتصاد الوطني من هذه القرصنة. خسارة للمنتج ومن جانبها، أوضحت الفنانة المنتجة إسعاد يونس، أن الخاسر الأكبر من القرصنة هو الجمهور، لأن الخسارة المباشرة للمنتج تجعله يعيد حساباته الفنية، وربما يتراجع عن فكرة الإنتاج من الأساس، أو قد تجعل المنتح يقدم على إنتاج أعمال تحقق الربح السريع حتى إذا تمت سرقتها، وهو ما نراه حالياً من خلال تقديم أفلام غير جادة، وأكدت أن الإنتاج الضعيف يخلق سينما ركيكة تعتمد على الخلاعة والابتذال والفن الهابط. وأضافت أن الحل صعب، لأن البلاد تحت وطأة العديد من المشكلات الأمنية والأخلاقية، ولو سألنا المواطن هل تريد ضبط الأمن ومحاربة البلطجة أم ضبط قراصنة الأفلام؟، أجابت قائلة: بالطبع سيختار أمنه اليومي ومحاربة البلطجة، لكنها شددت على ضرورة حماية الملكية الفكرية، ووقف نزيف خسائر صناعة السينما. سرقة الأفلام وبدوره، أشار السيناريست وليد يوسف، إلى وجود محاولات من قبل القائمين على صناعة السينما للبحث عن كيفية السيطرة على سرقة الأفلام وإذاعتها على الفضائيات، لكنه أكد أن هذه المحاولات لن تنجح إلا من خلال الدولة، من خلال شرطة الاتصالات والتعاون من الأجهزة الرقابية، والرقابة على المصنفات، وأوضح أن السينما تمثل أحد مصادر الدخل القومي للدولة، وأصحاب هذه الفضائيات المجهولة يقومون بالسطو على الأفلام الحديثة في دور العرض، ليس من أجل الإعلانات، ولكن الهدف الحقيقي هو تدمير صناعة السينما المصرية، موضحاً أن الخاسر الرئيسي من وراء هذه القرصنة هو المنتج، لأن جميع صناع العمل من تأليف وإخراج وممثلين يحصلون على حقوقهم المادية كاملة، والمنتج يعوّل على تذكرة الجمهور من أجل الربح المادي لاستمرار الصناعة. عدم الملاحقة أما المخرج خالد يوسف، فيرى أن أزمة القرصنة لن تنتهي طالما ظلت الدولة تتجاهل الموقف، والدول المتقدمة فنياً مثل أوروبا وأميركا والهند تعاني من أزمة القرصنة، ولكن ضخامة الإنتاج الفني والانتشار الهائل لأفلام هذه الدول في جميع دول العالم، يقلل من حجم الخسائر في هذه الدول، وأوضح أن مصر تعتمد على التوزيع الداخلي وفي منطقة الخليج فقط، ولو حدثت قرصنة على الفيلم، بالطبع سيحجم الجمهور من متابعة العمل داخل دور العرض.. وتعجب يوسف من تجاهل وزارة الاستثمار في عدم ملاحقة القنوات الفضائية المجهولة، والموافقة على منحها شارة البث الفضائي. «بلطجة فكرية» بينما يرى الناقد طارق الشناوي، أن الدولة رصدت مؤخراً فضائيات غير مصرح لها العمل داخل مصر، لأسباب تتعلق بانتهاء التراخيص، أو السطو على الملكية الفكرية لصناع السينما، من خلال عرض أفلام سينمائية حديثة دون موافقة الجهة المنتجة، وأكد أن قطاع السينما يعمل به أكثر من 5 ملايين أسرة، والصناعة التي اعتمد عليها عبد الناصر بعد القطن تواجه حالياً «بلطجة فكرية» من قراصنة الفضائيات، وشدد على ضرورة تعاون الدولة مع صناع السينما ومحاولة استحداث شفرات خاصة لحماية المنتج الأدبي. (وكالة الصحافة العربية)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©