الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراسة جديدة ترصد نشاط خلايا المخ لدى المصابين بالتوحد

دراسة جديدة ترصد نشاط خلايا المخ لدى المصابين بالتوحد
24 ابريل 2014 20:56
كشف الباحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن بسانت لويز، أن المشكلات التي يواجهها المصابون باضطراب طيف التوحد عند تشكيل الذاكرة والتفكير على مستوى أعلى، والتفاعلات الاجتماعية ترجع جزئياً إلى نشاط المستقبلات داخل خلايا الدماغ. حيث إنه يتم تفعيل المستقبلات قيد الدراسة، والمعروفة باسم مستقبلات «إم جي إل يو فايف mGlu5»، عند ارتباطها بغلوتامات الناقلات العصبية، التي ترتبط بالتعلم والذاكرة، الأمر الذي يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي تحول إشارة الغلوتامات إلى رسائل تسافر داخل الخلية. رسائل تسافر وكان العلماء على معرفة بأن هذا النوع من المستقبلات موضوع البحث بمثابة مساهم محتمل في هذه المشكلات عندما تقع على أسطح خلايا الدماغ. وحتى الآن، لم يتم التعرف إلى الدور الذي تلعبه المستقبلات الموجودة داخل الخلية من نفس النوع. حيث يفوق عدد هذه المستقبلات الموجودة داخل الخلايا عدد المستقبلات من نفس النوع الموجودة على سطح الخلايا. وتعرف المستقبلات محل الدراسة علميا باسم «إم جى إل يو فايف mGlu5»، وتصبح نشطة عند ارتباطها بجلوتامات الناقلات العصبية، التي ترتبط بالذاكرة والتعلم. مما قد يؤدى إلى سلسلة من ردود الأفعال التي تحول إشارة الغلوتامات إلى رسائل تسافر داخل الخلية. وفي الدراسة الجديدة، يختبر العلماء الخلايا الموجودة في المسطح الذي يربط مستقبلات «إم جى إل يو فايف» داخل الخلايا لتقوم بالعملية، التي تؤدى إلى تقليل الحجم الذي عنده تتحدث خلايا الدماغ إلى بعضها البعض. وقد تصبح هذه التغييرات في الحجم، والتي هي ضرورية للتعلم والذاكرة، مبالغاً فيها لدى الأشخاص، الذين يعانون من التوحد. وقد أنتجت شركات الأدوية مركبات علاجية لتقليل الإشارات المرتبطة بمستقبلات «إم جي إل يو فايف»، لتعديل تأثيرها على مقابض حجم خلايا الدماغ. ولكن تم تصميم مركبات تستهدف مستقبلات «إم جى ال يو فايف» الموجودة على السطح. في ضوء النتائج الجديدة، يتساءل العلماء عما إذا كانت تلك الأدوية سوف تصل إلى المستقبلات داخل الخلايا. أفضل استفادة علاجية وتقول كبيرة الباحثين كارين أومالي، أستاذ دكتور بيولوجيا الأعصاب: «تقترح نتائجنا أنه من أجل الحصول على أفضل استفادة علاجية، قد نحتاج للتأكد من حظر جميع أنواع المستقبلات من هذا النوع، سواء داخل الخلية أو على سطحها». وأكدت أن النتائج التي نشرت في مجلة علم الأعصاب، قد أضافت بعداً جديداً مهماً للوظيفة الأساسية لخلايا الدماغ، وافترض العلماء لفترة طويلة أن مستقبلات خلايا الدماغ تنشط فقط على سطح الخلايا. إلا أن الدراسة الجديدة تظهر أن المستقبلات قد تكون نشطة داخل خلايا المخ ويمكن أن يكون لها تأثيراً مختلفاً إلى حد كبير عن نفس المستقبلات الموجودة على سطح الخلية. وقالت دكتورة أومالي: «كانت الحكمة التقليدية أن تنتظر جميع المستقبلات داخل الخلية التوجه للعمل على السطح أو تكون قد أنهت عملها للتو هناك، غير أنه عندما قارنا عدد المستقبلات من نوع «إم جى إل يو فايف»، الموجودة على سطح الخلايا بعدد الخلايا الموجودة بداخلها، كنا نرى عدد مستقبلات داخل الخلية أكثر من ذلك بكثير، على الأقل 50 بالمئة، وفي بعض الحالات كانت تصل إلى 90 بالمئة، مما جعلنا نتساءل عما إذا كانت المستقبلات الداخلية قامت بفصل الوظائف». وفي دراسات سابقة، أظهرت دكتورة أومالي وزملائها المتعاونين معها أن مستقبلات «إم جى إل يو فايف»، الموجودة على سطح الخلية قد أرسلت رسائل مختلفة تماماً عن المستقبلات الموجودة داخل الخلية من نفس النوع. إيقاف المستقبلات وأدرك العلماء، أن معظم دراسات التوحد أجريت بمركبات أوقفت مستقبلات «إم جي إل يو فايف»، إلا أنها لم تتمكن من الدخول في الخلية. ومن أجل تحديد ما إذا كان إيقاف المستقبلات داخل الخلايا سيكون له تأثير مختلف، فقد تعاونت دكتورة أومالى مع يوكيتوشى إيزومي، طبيب حاصل على دكتوراه وأستاذ باحث في الطب النفسي، وتشارلز زورماسكى طبيب وصموئيل جوز أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي، الذي يدرس النماذج القائمة على الخلايا المسئولة عن التعلم والذاكرة. وعندما فحص هؤلاء الباحثون نموذج هذه النظم باستخدام المركبات التي سمحت لهم بتنشيط مستقبلات مستقبلات «إم جي إل يو فايف» فقط داخل الخلايا، وجدوا أن هذه المستقبلات لعبت دوراً أكبر في تقليل حجم الاتصالات فى خلايا الدماغ بشكل أكبر مما فعلته المستقبلات الموجودة على سطح الخلية. وأشارت دكتورة أومالي إلى أنه في السنوات القليلة الماضية، وجد العلماء أن 20 نوعاً أو أكثر من مستقبلات خلايا الدماغ تقع على سطح الخلايا، وأنها تكون موجودة في مستويات عالية داخل الخلايا أيضاً. و قالت «ينبغي أن يكون هذا عاملا يؤخذ في الاعتبار عندما نقوم بتصميم الأدوية، التي تستهدف مستقبلات خلايا الدماغ». وأكدت أنه ينبغي أن نسأل أنفسنا: «هل نريد أن نصل إلى المستقبلات الموجودة على سطح الخلية، أم المستقبلات الموجودة داخل الخلية أم كليهما؟». ترجمة: عزة علي يوسف المصدر: موقع sciencedaily
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©