قتل قائد مروحية عسكرية تابعة للجيش اللبناني امس بإطلاق نار مجهول استهدف المروحية واضطرها الى الهبوط اضطرارياً في جنوب لبنان· وقال الجيش في بيان إن المروحية تعرضت لنيران عناصر مسلحة اثناء مهمة تدريب فوق إقليم التفاح واضطرت جراء اصابتها الى الهبوط فوق تلة سجد· واشار البيان الى مقتل قائد المروحية الملازم أول سامر حنا، واضاف ان التحقيق جار في الأمر لمعرفة هوية المسلحين·
وطوق الجيش وأعضاء في ''حزب الله'' اللبناني المنطقة ومنعوا الصحفيين من الاقتراب من موقع سقوط المروحية· وقال مصدر امني إنه الى جانب مقتل قائد المروحية أصيب ثلاثة جنود آخرين بجروح· وأوضح مصدر آخر أن المروحية تعرضت للهجوم عندما كانت تحلق فوق منطقة يجري فيها جنود الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان ''يونيفل'' مناورات مشتركة·
ونفى ''حزب الله'' الذي أدان الاعتداء إطلاق النار على المروحية، وقال في بيان إن قيادته تعلم أن الجيش اللبناني يجري مناورات تستغرق ثلاثة أيام في المنطقة· بينما قالت مصادر ''يونيفل'' إن منطقة الهجوم لا تقع في نطاق مهامها وأنه لا توجد مناورات مشتركة في المنطقة·
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن· في وقت ذكرت مصادر أمنية اخرى أن مسلحين أطلقوا النار على الجيش في منطقة القبة في طرابلس شمال لبنان ما دفع القوى الأمنية إلى الرد على مصادر النيران· وقالت المصادر إن الحادث أسفر عن سقوط ثلاثة جرحى دون أن يفصح عن هويتهم أو انتماءاتهم·
إلى ذلك، رأى الخبير العسكري العميد المتقاعد الياس حنا أن المنطقة التي وقع فيها الحادث الأول من نوعه تدل على أن مطلقي الرصاص هم حتماً من عناصر ''حزب الله'' لكن من دون أن يحسم ما إذا كان الحادث متعمدا· وقال ردا على سؤال لوكالة ''فرانس برس'' إن الحادث قد يكون بسبب خطأ ما أو عمدا· مشيرا الى أن المنطقة معقل للحزب وتشكل الحد الفاصل مع الشريط الحدودي·
وأشار حنا الى وجود معلومات بأن المروحية لم تكن في أول مهمة لها في هذه المنطقة ما يدل على وجود تنسيق مع ''حزب الله''· وطرح احتمالات عدة متسائلا ''ماذا جرى؟ هل وافق الحزب سابقا بدون رضى منه أم أن المروحية اقتربت من منطقة محرمة؟''· وأضاف ان ''حزب الله أراد البعث برسائل مع اقتراب استحقاقي تعيين قائد للجيش في جسلة مجلس الوزراء المقررة اليوم وبحث الاستراتيجية الدفاعية في الحوار الوطني المقرر أن يعقد برعاية الرئيس ميشال سليمان ومشاركة عربية الشهر المقبل·
وشدد حنا على أهمية انعكاسات الحادث، متسائلا ''كيف سيعالجه حزب الله وكيف سيتم التعامل معه قانونا بعد انتهاء التحقيق العسكري؟''· في وقت نقلت مواقع إلكترونية قريبة من الأكثرية النيابية عن مصادر قولها ''إن عناصر حزب الله أطلقوا النار على المروحية لأنها تجاوزت الخطوط الحمر التي سبق للحزب أن حذر قيادة الجيش من الاقتراب منها''· لكن مصدرا مسؤولا في الحزب رفض التعليق على المعلومات واكتفى بالقول ''لم نعط أي تصريحات''·
واستنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الحادث، محملا إسرائيل مسؤوليته· وحذر ''من أن يكون هناك مندس يعمل لحساب إسرائيل أطلق الرصاص على الطائرة''· وطالب قيادة الجيش بالقيام بالتحقيق السريع والعاجل والعادل لكشف ظروف وملابسات الحادث، وإنزال العقوبة بمن نفذ وكان وراء الجريمة''·
من جهة ثانية ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أمس أن القوات الإسرائيلية نفذت خلال الـ48ساعة الماضية تدريبات عسكرية تخللتها مناورات بالذخيرة الحية داخل مزارع شبعا المحتلة استعملت خلالها المدفعية التي سمعت أصداء قذائفها في المناطق القريبة من المزارع بوضوح، وسط حركة للآليات والمدرعات عند تخوم المزارع وفي المواقع المطلة على منطقة العرقوب·
وقالت ''إن هذه التدريبات تزامنت مع تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء المزارع والجولان السوري المحتل، حيث توغلت هذه الطائرات ولأكثر من مرة في الأجواء اللبنانية وفوق أكثر من منطقة· ولفتت إلى أن وحدات الجيش اللبناني وقوة الطوارئ الدولية في الجنوب ''يونيفل'' كثفت من دورياتها قرب الحدود تحسباً لما وصفته اي ''مفاجأة إسرائيلية''·
من جهته، اعتبرت الناطقة الرسمية باسم ''يونيفل'' ياسمينة بوزيان، ان تجديد مجلس الأمن لقوات الطوارئ في الجنوب لمدة سنة جديدة يشكل فرصة حقيقية لتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة·
وأكدت السفيرة الأميركية لدى بيروت ميشال سيسون أمس أن المساعدات العسكرية إلى لبنان لا تقررها الولايات المتحدة، وإنما الخبراء العسكريون اللبنانيون·
وقالت بعد تقديمها نسخة من أوراق اعتمـادها إلى وزير الخارجية فوزي صلوخ بحضور مسؤول الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل: ''إن المساعدات الأميركية إلى لبنـان تسير بشكل متواز على المسـارات الأمنية العسكرية والسياسية الدبلوماسية والاقتصادية''·
عدد اليوم
