الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عين أطلسية على «الطاقة الذكية»!

13 ابريل 2015 22:15
يبدو أن الطاقة الخضراء ستدخل إلى ساحة الحرب قريباً. فاعتباراً من شهر يونيو المقبل، ستنضم شركات دفاعية مثل «تاليس» و«مالتيكون سولر» إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو» من أجل اختبار قدرة الجيوش على استعمال الطاقة المتجددة في الحروب والعمليات الإنسانية. وحسب سوزان ميكائيليس، المسؤولة عن الطاقة النظيفة داخل الحلف، فإن نحو ألف جندي تابع لـ«الناتو» سيقضون 12 يوماً في المجر بهدف استخدام توربينات الرياح والألواح الشمسية والشبكات الكهربائية المستقلة، وبحث إمكانيات استخدامها في المجال العسكري. وفي هذا الإطار، سيقوم الجنود باختبار محطات صغيرة لتوليد الكهرباء تنفتح في غضون 10 دقائق مثلما تتفتح الزهور على أشعة الشمس، وخيام عازلة، وشواحن بطاريات تعمل بالطاقة الشمسية، وهي تكنولوجيات ستحل محل أنواع الوقود التقليدي التي ينبغي إيصالها عبر خطوط إمدادات قد تكون عرضة للهجوم، حيث تأتي هذه الاختبارات استخلاصاً للدروس من إصابة أو مقتل جنود أميركيين أو أطلسيين في هجمات استهدفت قوافل تنقل الوقود أو المياه في العراق وأفغانستان، وفق «الناتو». وتقول ميكائيليس، التي تساهم في إعداد معسكر «الطاقة الذكية» التابع لـ«الناتو» في المجر، في حوار معها عبر الهاتف: «إن الكثير من الأشخاص يصابون بإعاقة أو يموتون أثناء نقل الوقود والمياه»، مضيفة «إذا هاجمتَ شاحنة وقود، فإنها ستنفجر وكل الوقود الذي بداخلها سيحترق. لا شيء سيمنع حدوث ذلك. أما إذا أطلقتَ النار على خلايا شمسية، فإن إحداها قد تتعرض للكسر ولكنها لن تنفجر والخلايا الأخرى ستظل تعمل على رغم ذلك». ووفق عرض قدمه «الناتو» لخدمة «بلومبيرج» الإخبارية، فإن جنود الحلف سيُجربون سيناريوهات عسكرية تحاكي انقطاعات للتيار الكهربائي، وفيضانات، وتلوثاً للمياه والديزل، وذلك باستعمال ثلاث عمليات إنزال جوي لمعدات «الطاقة الذكية» في المعسكر في يونيو. كما تعتزم وحدة «تاليس» الأميركية، وهي «تاليس ديفانس آند سيكيوريتي»، كشف الستار عن شواحن البطاريات خفيفة الوزن التي ابتكرتها ويمكنها أن تعمل بالطاقة الشمسية وأن تعيد تدوير الكهرباء من بطاريات عادية مستعملة، كما يقول «مردود بادي»، وهو مدير في «تاليس»، في حوار معه عبر الهاتف من ولاية مريلاند الأميركية. ووفق «ميكائيليس»، فإن عدد الشركات التي تتطلع لاستغلال الإمكانيات والفرص التي يتيحها هذا السوق ازداد ازدياداً ملحوظاً خلال ثلاثة أعوام، وهذا مرده إلى حقيقة أن الزبائن العسكريين الكبار يمثّلون بالنسبة لمنتجي الطاقة سوقاً أكثر مرونة في وجه تقلبات الاقتصاد العالمي مقارنة مع القطاع الخاص. كما ستقدم «تكنولوجيا طاقة الزهرة الذكية» محطات لتوليد الطاقة الشمسية، وهي عبارة عن وحدات مصنوعة من ألياف كربون ذات ألواح شمسية على شكل بتلة الزهرة يمكن تشغيلها من قبل شخص واحد وتنفتح على شمس الصباح. وهو ابتكار يستمد أهميته من حقيقة أن «الناتو» سبق له أن عمل في عدد من البلدان المشمسة، تقول «ميكائيليس». ويقول «ألكسندر سواتك»، الذي ساهم في تأسيس «الزهرة الذكية» في حوار معه، إن السوق «في حاجة ماسة» لحلول شاملة. ومن جانبه، يقول «أنجوس ماكرون»، المحلل في بلومبيرج: «إن القوات المسلحة في العديد من البلدان تنظر إلى الطاقات المتجددة باعتبارها خياراً مهماً من ناحية أمن الإمدادات وتنوع موارد الطاقة»، مضيفاً أن الجيوش تمثل «زبائن كباراً غير معرضين لتأثيرات الدورة الماكرو اقتصادية بشكل مباشر»، وهم زبائن يرغبون في تجريب تكنولوجيات جديدة. يشار هنا إلى أن الجيش الأميركي أعلن أنه يعتزم تركيب 1 جيجاوات من الطاقات المتجددة في قواعده بحلول عام 2025. ويرغب القادة العسكريون أيضاً في الاستفادة من الجهود المدنية لزيادة كفاءة الطاقة واستغلال الوقود التقليدي إلى أقصى درجة من أجل تقليص عدد قوافل الإمدادات التي تُعتبر من بين أخطر مهماتهم. ذلك أنه مقابل كل «جالون» من الوقود يستعمله «الناتو» في بلدان مثل أفغانستان، يحتاج الحلف لخمسة «جالونات» أخرى لنقل الوقود إلى هناك، كما كتب «سورن دوكارو»، مساعد أمين عام «الناتو» للتحديات الأمنية الصاعدة، في مجلة الأمن الأوروبي والاتحاد الدفاعي الشهر الماضي. وتقول ميكائيليس: «بالنسبة للطاقات المتجددة، ما زال موعد جني عائدات هذه الاستثمارات بعيداً»، مضيفة «ولكننا بتنا قادرين على تقليص كمية الوقود التي نحتاجها إلى حد كبير بفضل الشبكات الكهربائية الصغيرة، والخيام العازلة، وتغيير السلوك». ستيفان نيكول - برلين *ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©