الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هشاشة العظام تهدد صحة النساء بعد انقطاع «الاستروجين»

هشاشة العظام تهدد صحة النساء بعد انقطاع «الاستروجين»
18 يونيو 2010 21:13
تعتبر هشاشة العظام من أحد أمراض العظام، وهو تعبير يطلق على نقص غير طبيعي واضح في كثافة العظام (كمية العظم العضوية وغير العضوية) وتغير نوعيته مع تقدم العمر؛ فالعظام في الحالة الطبيعية تشبه قطعة الإسفنج المليء بالمسامات الصغيرة. وفي حالة الإصابة بهشاشة العظام يقل عدد المسامات ويكبر وتصبح العظام أكثر هشاشة وتفقد صلابتها، وبالتالي فإنها يمكن أن تتكسر بمنتهى السهولة. وهو مرض يصيب النساء أكثر من الرجال لاسيما في فترة الإياس نتيجة نقص كمية هورمون الإستروجين. “الاتحاد” التقت الدكتورة سوسن شهاب، أخصائية أمراض النساء والتوليد بمركز “الأمير الطبي التخصصي” في أبوظبي للحديث عن مرض هشاشة العظام بالتفصيل وعن أبرز أسبابه وكيفية الوقاية منه وآلية علاجه. ? ماذا تعنى هشاشة العظام؟ ? هشاشة أو ترقق العظام هي حالة تجعل العظام أكثر هشاشة وضعفاً بحيث إنها تكون قابلة للكسر بسهولة. وهو أكثر شيوعاً في النساء عنه في الرجال، وقد يتسبب في مضاعفات خطيرة. هشاشة العظام تصيب النساء في منتصف الأربعينيات بل وأيضا في الثلاثينيات من العمر كما تصيب المتقدمات في السن. وهو يتسبب بكسر في الورك عند النساء بنسبة تفوق إجمالي مخاطر حدوث سرطان الثدي وعنق الرحم والرحم والمبايض مجتمعة، ويوجد واحد من بين خمسة أشخاص من الذين يتعرضون لكسر في الورك يموتون خلال سنة واحدة. ولذلك فإن هشاشة العظام قد تمثل خطراً كبيراً على صحة المرأة، بل وأيضا على حياتها. ? ما هي مناطق الجسم الأكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام؟ ? العظام الأكثر عرضة للكسر في المرضى المصابين بهشاشة العظام هي الفخذ، والساعد والعمود الفقري، ويتعرض الأشخاص المصابون بهشاشة العظام لحدوث كسور في الفخذ أو الساعد بمجرد السقوط، والكسور التي تصيب عظام فقرات العمود الفقري قد تجعل الأشخاص المصابين بهشاشة العظام ينقصون في الطول، وقد تصبح ظهورهم منحنية بشدة ومحدبة. وهشاشة العظام تحدث على مدى سنوات عديدة، إذ تصبح العظام أكتر رقة وضعفاً تدريجياً. وهذه هي الفترة قبل أن يحدث تلف شديد وقبل أن تنكسر العظام وهي الفترة التي نحتاج فيها أن نحدد الأشخاص المصابين بهشاشة العظام، لتوفير العلاج لهم. وحيث إن مرض هشاشة العظام من الأمراض الصامتة والتي قد تنشأ بدون ألم وأول أعراضه هو حدوث الكسور، لذلك فإنه من الضروري جدا أن نبني عظاما قوية في شبابنا، ونحافظ عليها مع تقدم العمر باتخاذ الخطوات اللازمة لمنع حدوث هذا المرض أو إيقاف تقدمه. وتعتبر كسور الفخذ من أكثر الكسور شيوعاً في حالات هشاشة العظام وهي ليست فقط مؤلمة، وإنما قد تسبب الإعاقة الشديدة للأنشطة الأساسية جداً في الحياة الطبيعية. والأخطر من ذلك فإن حوالي 20 في المائة من الناس يتوفون خلال سنة واحدة بعد تعرضهم لكسر الفخذ، والعديد من الأشخاص المصابين بهذا المرض لا تكون لديهم أدنى فكرة عن إصابتهم بمرض هشاشة العظام حتى يتعرضون لكسر. ووجد أن حوالي 25 في المائة من النساء فوق سن الخمسين مصابات بالفعل بهشاشة العظام، وحوالي نصف كل النساء البيض فوق هذا السن معرضات لمخاطرة الإصابة بهشاشة العظام. ? ما هي العوامل المؤدية إلى هشاشة العظام؟ ? إن عظامنا تصل عادة إلى أشد قوتها في أواخر سن المراهقة أو في العشرينيات من العمر. بعد هذا الوقت، تبدأ العظام بالترقق تدريجيا وتصبغ أكثر هشاشة طوال الجزء المتبقي من العمر. ويمكن للأطباء أن يحصلوا على مؤشر جيد لقوة العظام بقياس الكثافة العظمية، والذي يمكن إجراؤه بواسطة اختبار بسيط يشبه الأشعة السينية، كما أن خطورة حدوث هشاشة العظام تكون أعلى في الأشخاص المسنين، ولكن هناك أيضا عدة عوامل أخرى تؤثر بشكل جوهري على السرعة التي يفقد بها الإنسان كتلته العظمية. ? لماذا تحدث هشاشة العظام بشكل شائع في النساء؟ ? النساء بصفة عامة لديهن كتلة عظمية أقل وبالتالي تكون عظامهن أضعف من الرجال في نفس المرحلة من العمر، وكنتيجة لذلك فإن النساء يتعرضن للإصابة بهشاشة العظام في سن مبكرة عن الرجال. ولكن هناك سببا آخر أكثر أهمية يزيد من مخاطرة إصابة النساء بهشاشة العظام وفي سن مبكرة جداً عن الرجال. ? ما هو دور هرمونات الأنوثة في هشاشة العظام؟ ? تقوم هرمونات الأنوثة بتنظيم الدورة الشهرية لها أهمية كبيرة بالنسبة للعظام، والهرمون الأهم من بين هذه الهرمونات، وهو يسمى الإستروجين، ويتم إنتاجه في المبايض وهو يساعد على تنظيم إنتاج البويضات أثناء سنوات الخصوبة وهو يعتبر عامل مخاطرة أساسيا لحدوث هشاشة العظام. والمرأة الصحيحة تستمر في إنتاج الإستروجين طوال فترة الخصوبة في حياتها، إلى أن تصل إلى سن اليأس بعد ذلك، يبدأ إنتاج الإستروجين في التوقف تدريجياً، فتبدأ تفقد المادة العظمية بأسرع من ذي قبل. ولهذا السبب فإن النساء بعد سن اليأس أكثر عرضة لحدوث هشاشة العظام من النساء اللواتي لا زلن تحدث لديهن الدورة الشهرية. ومن بين فئات النساء اللواتي لديهن مخاطرة عالية جدا لحدوث هشاشة العظام هن اللواتي يحدث لديهن اليأس في وقت مبكر نسبيا من حياتهن. فبدلا من حلول الإياس في الخمسينيات من العمر، بعض النساء يحدث لهن الإياس في أوائل الأربعينيات من العمر أو حتى في الثلاثينيات. أيضا بعض النساء اللواتي تجرى لهن عملية استئصال الرحم تستأصل أيضا مبايضهن، وهذه العملية لها نفس أثر الإياس، وذلك لأنهن يفقدن القدرة على إنتاج الإستروجين. وجميع هؤلاء النساء يفقدن آثار الإستروجين الواقية في وقت مبكر من حياتهن ويبدأن في فقدان كميات أكبر من المادة العظمية في وقت مبكر أيضا، وكنتيجة لذلك فإنهن يتعرضن لمخاطرة حدوث هشاشة العظام في وقت مبكر. ?وبعض النساء تتوقف لديهن الدورة الشهرية لعدة شهور بل وأيضا سنتين قبل أن يصلوا إلى الإياس بزمن طويل. وتوقف الدورة الشهرية يسمى انقطاع الطمث، وهو يحدث عادة بسبب خلل في إنتاج هرمونات الأنوثة، ولهذا السبب فإن النساء اللواتي تعرضن لانقطاع الطمث لستة أشهر أو أكثر هن أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام حتى إذا عادت فيما بعد الدورة الشهرية لديهن إلى طبيعتها. ? هل هناك إجراءات احترازية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام؟ ? نعم، يمكن إجمال خطوات تقليل مخاطر هشاشة العظام بما يلي: ـ التمرينات الرياضية: لا حاجة للتمرين العنيف للحصول على فائدة. فالأهم من ذلك هو مزاولة التمارين بانتظام. فإن ممارسة رياضة المشي يومياً أفضل بكثير من ممارسة لعبة أو رياضة نشيطة مرة واحدة في الأسبوع.?ـ الطعام: هو أحد الطرق الهامة جداً للمساعدة على تقليل مخاطرة الإصابة بهشاشة العظام. ـ الكالسيوم: إن نقص الكالسيوم في الطعام معناه حرمان العظام من المعدن الأساسي الذي تحتاجه لتظل قوية. ـ فيتامين (دال): يعتبر فيتامين (د) في منتهى الأهمية، ومعظم كميات فيتامين (د) يأتينا من الشمس، فإذا كانت السيدة لا تتعرض كثيراً لضوء الشمس الطبيعي، فعلى الأرجح أنها لا تحصل على القدر الكافي من فيتامين (د)، أما المصادر الطبيعية لفيتامين (د) في الطعام فتشمل السردين والسالمون والتونة والحليب وسائر منتجات الألبان. ? كيف يتم علاج هشاشة العظام؟ ? توجد عدة خيارات دوائية للوقاية من هشاشة العظام وللمساعدة على إعادة بناء أو تعويض العظم المفقود، ومنها: ـ العلاج الهرموني الاستبدالي: إن استعمال العلاج الهرموني الاستبدالي هو أحد طرق تعويض الإستروجين الذي يتوقف الجسم عن إفرازه بمجرد تخطي سن اليأس، ?والعلاج الهرموني الاستبدالي له العديد من الفوائد فهو يمنع حالات الهبات الساخنة، والتعرق الليلي الذي تعاني منه بعض السيدات عند الإياس. والعلاج الهرموني الاستبدالي له أيضا آثار تفيد على المدى البعيد وتشمل الوقاية من هشاشة العظام ومن النوبات القلبية والسكتات الدماغية. ويجب معرفة أن هذا الخيار العلاجي قد يزيد من فرص الإصابة بجلطات الساق وجلطات الشريان الرئوي عند النساء بعد سن اليأس، والعلاج الهرموني الاستبدالي لا يناسب كل النساء، وقد تحتاج المرأة إلى تجربة عدة أنواع مختلفة قبل أن تجد النوع الذي يناسبها.?ـ (البيسفوسفونات): هي علاج غير هرموني وهي متوافرة في الوقت الحالي لعلاج هشاشة العظام، وهي تعمل على وقف مفعول الخلايا المسؤولة عن تكسير العظام، ومن خلال هذا المفعول فإن هذه الأدوية تساعد على منع المزيد من فقدان المادة العظمية في المرضى الذين قد فقدوا بعضها بالفعل. وتوجد (بيسفوسفونات) جديدة، تسمى (أمينوبيسفوسفونا) وهي تساعد على إعادة بناء أو تعويض العظم المفقود. ـ فيتامين (د) النشط: مثل (كالسيتريول والفا كالسيدول) وهي ذات فائدة خاصة للنساء المسنات ذوات كتلة عظمية قليلة، وهي تساعد على امتصاص الكالسيوم بالإضافة إلى تأثيرها على خلايا العظام والكلى لتقليل طرح الكالسيوم. ـ الكالسيوم: توصف أحيانا إضافات الكالسيوم للنساء اللواتي يعانين من هشاشة العظام. وتتوافر هذه الإضافات عادة في شكل أقراص للمضغ أو مشروبات فوارة. ـ الكالسيتونين: وهو هرمون موجود في أجسامنا جميعا، وهو يعمل عن طريق منع المزيد من فقدان المادة العظمية كما أنه أيضا يخفف بعض الألم في حالة وجود كسر مؤلم وحيث إن الكالسيتونين يتكسر في المعدة، فيجب أن يعطى عن طريق الحقن أو الرذاذ الأنفي. ـ (الاستيرويدات) البناءة: حيث تعمل الاستيرويدات البناءة على تحفيز تكوين العظام فتؤدي إلى نمو المادة العظمية، وهي نادرا ما تستعمل في النساء اللواتي يعانين من هشاشة العظام، وذلك لأن لها العديد من الآثار الجانبية، وتشمل خشونة الصوت، وانخفاض نغمة الصوت، وزيادة الشعر في الجسم. وهي مختلفة عن الاستيرويدات المضادة للالتهاب والتي تؤدي إلى ترقق العظام. ـ الفلوريد: يعمل الفلوريد على زيادة الكتلة العظمية في الهيكل العظمي. والفلوريد يستعمل نادرا، ويحتاج إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد فوائده, وله العديد من الآثار الجانبية والتي تشمل ألم الساقين، الغثيان والقيء. ? كيف يمكن اكتشاف المرض وتشخيصه؟ ? تشخيص هذا المرض يتطلب اختبارا لقياس كثافة العظام، والاختبار الأكثر شيوعا لهذا يسمى مقياس كثافة العظام، وهو عبارة عن نوع خاص من الأشعة السينية لقياس كثافة العظام، وهي عملية خالية من الألم تماما وتتطلب من المريض الاستلقاء على الظهر على سطح يشبه سرير الأشعة السينية لمدة خمس إلى عشر دقائق حتى يتسنى للآلة أن تقوم بالتصوير المسحي للجسم. علما بأن مقياس كثافة العظام يستطيع أيضا أن يحدد من هم عرضة للإصابة بهشاشة العظام في المستقبل. عوامل تزيد الإصابة بهشاشة العظام يوجد العديد من العوامل التي تشجع الإصابة بهشاشة العظام من بينها: ? وجود تاريخ لمرض ترقق العظم في العائلة. ? تقدم العمر. ? الحمل أكثر من 3 مرات على التوالي. ? النحافة أو البنية الرقيقة. ? قلة تناول الكالسيوم. ? عدم ممارسة الرياضة. ? تناول القهوة بكميات كبيرة. ? انعدام أو قلة التعرض لأشعة الشمس. ? زيادة نشاط الغدة الدرقية. ? زيادة نشاط الغدد جارات الدرقية. ? تناول مركبات الكورتيزون. ? تناول الأدوية المستعملة في علاج الصرع. ? استعمال مميعات الدم (الهيبارين).
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©