الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ديكتاتور الدومينيكان الراحل تروخييو أول حاكم يتهم بمحاولة «تبييض السكان» الأصليين

ديكتاتور الدومينيكان الراحل تروخييو أول حاكم يتهم بمحاولة «تبييض السكان» الأصليين
2 يناير 2010 03:24
في روايته الشهيرة عن ديكتاتور الدومينيكان رفائيل ليونيداس تروخييو (1891-1961)، “حفلة التيس”، وصف الأديب البيرواني الكبير ماريو بارجاس يوسا، تروخييو بأنه أحد أسوأ رموز الحكم الشمولي وطغيان الفرد ونموذج الحاكم الطاغية في أبشع صوره، وبأنه كان يعذب خصومه بأفظع الوسائل الوحشية حتى الموت. ولكن الحقيقة أفظع من ذلك بكثير فالحاكم الذي جثم على صدر شعبه لأكثر من ثلاثة عقود، وانتهى عصره بالاغتيال على يد أقرب المقربين إليه، أمر بإعدام جماعي بحق الآلاف من المهاجرين من هايتي. ولكن الثابت تاريخيا، وما لم يذكره يوسا قط ولا يتذكره أحد أن تروخييو أنقذ حياة المئات من اليهود الألمان من الهولوكوست، بعدما وفر لهم في بلاده الجميلة ملاذا آمنا. وأصبحت قصص طغاة أميركا اللاتينية الذين سعوا لتحسين صورهم من خلال القيام ببعض الأعمال الخيرية، موضوع دراسة ألمانية أجراها، الصحفي هانز أولريخ ديلمان، بمساعدة المؤرخة سوزان هايم، حيث يرويان في كتابهما “اللجوء للكاريبي” الاستقبال الحافل الذي قوبل به ضحايا الاضطهاد العنصري في أوروبا بمنطقة الكاريبي. والأمر المثير في حالة تروخييو أنه كان من أشد المعجبين بهتلر، ولكنه في الوقت نفسه رحب بالمهاجرين اليهود، لأنهم كانوا من البيض. ووفقا لمخططات الديكتاتور، كان يتعين على اليهود تطوير الزراعة، في بلد كان حتى ذلك الوقت يعاني من تراجع شديد في أعداد السكان، بالإضافة إلى إجراء عملية “تبييض” للسكان الذين كان معظمهم ينحدرون من أصول أفريقية. وبدأ الأمر بعد مؤتمر إيفيان عام 1938، على الجانب الفرنسي من بحيرة جنيف، حيث بحث ممثلو 32 دولة في كثير من الخطب قليلة الجدوى، كيفية تقديم المساعدة للجالية اليهودية التي تتعرض للملاحقة والاضطهاد من قبل النازي. وبينما لم تعرض أي دولة استقبالهم بصورة جدية، وعلى عكس المتوقع، جاءت دعوة جمهورية الدومينيكان لاستقبال 10 آلاف يهودي، وبعد قليل زاد تروخييو من عرضه السخي معلنا قبول 100 ألف. ولكن في النهاية لم يصل الدومينيكان سوى 700 يهودي استوطنوا منطقة سوسوا، شمال البلاد، وأقاموا بها منطقة حملت طابعهم في كل شيء. ويوجد بها حاليا مطار بويرتو بلاتا، كما تعتبر من أهم مناطق الجذب السياحي في البلاد. وفي 1937 كان تروخييو أمر بارتكاب مذبحة وحشية ضد العمال المهاجرين من هايتي الذين يقتسمون مع أهل الدومينيكان جزيرة “هيسبانيولا” راح ضحيتها ما يزيد على 17 ألف شخص، مما جعله هدفا لحملة نقد واسعة شنتها ضده الصحافة الأميركية آنذاك. ويرى الكاتبان أنه من المحتمل أن يكون الغرض الأساسي من إعلان تروخييو استقبال اليهود الألمان هو تحسين صورته أمام الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت، بعد هذه المذبحة. ولكنهما يؤكدان أن تروخييو في النهاية كان يفضل المهاجرين البيض فقط. على أية حال، بعد الحرب العالمية الثانية انتقل غالبية المهاجرين اليهود إلى الولايات المتحدة. واليوم لم يعد يقيم في الكاريبي سوى ثلاثة يهود فقط أكبرهم عمرا السيد لويس هيس، الذي أكمل منذ قليل عامه الأول بعد المئة. يعيش ديلمان منذ سنوات في الدومينيكان، حيث يعمل مراسلا لدى جريدة “المجلس المركزي اليهودي الألماني” الأسبوعية، ولجريدة “تاجزايتونج” اليومية في برلين.أما عن هايم فهي خبيرة متخصصة في الاضطهاد النازي لليهود، وفي السياسة الدولية المتعلقة باللاجئين. ويحملان في كتابهما القارئ إلى مرحلة ما بعد إيفيان في جمهورية الدومينيكان، التي لم تكن تشبه منذ 70 عاماً هذا الفردوس السياحي العالمي في شيء على الإطلاق، وكان سكانها الأصليون المنحدرون من أصول أفريقية، يتعرضون للاضطهاد والتمييز العنصري
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©