الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كاميرا محمود الزيّات تنقذ طفلة من الموت وصوره تحمل روح أصحابها

كاميرا محمود الزيّات تنقذ طفلة من الموت وصوره تحمل روح أصحابها
16 ابريل 2011 20:24
الكاميرا أداة تسجيل الصور، والمصطلح الذي يطلق عادة على الكاميرا ويعرف بـ»الغرفة المظلمة»، هو تقنية قديمة عندما كانت تستخدم فيها غرفة كاملة لإنتاج الصور، وعلى هذا المنوال تعمل «كاميرات» اليوم التي تنتج مجموعات كبيرة من المشاهد الضوئية التي تعبّر عن طاقات فنية وغنية، تتمثل في لحظات تجعل المصور يجسّد لغة بصرية يحاور فيها روحية اللقطة وتقنية المشهد، بعيداً عن الملل والتقليدية، حيث يلهث الفنان المصور خلف المشهد الذي يشكل حالة فنية ذات تأثيرات قيمة، خصوصاً عندما تحمل الصورة المزيد والعديد من الجماليات تختصر الفهم العميق للغاية والهدف. مسيرة إعلامية المصور الصحفي محمود الزيات يتحدث عن مسيرته الإعلامية في عالم التصوير والفن الفوتوغرافي، فيقول إن بداية انطلاقته في هذا المجال الفني كانت سنة 1989، حيث تنقل في العديد من الصحف اللبنانية والعربية حتى استقر به المجال مؤخراً في الجنوب اللبناني، فواكب الأحداث والمستجدات التي شهدتها هذه المنطقة في الأعوام 1993 و1996 حتى تحرير الجنوب عام 2000، وصولاً إلى حرب يوليو عام 2006. وهذه المسيرة الفنية ساعدته على المشاركة في العديد من المعارض في لبنان والخارج، فتميز في المسابقات التي أقيمت بصور فوتوغرافية، نال على أثرها جائزة قيمة تعود لصورة طفلة لبنانية تدعى داليا حسين، التي أصيبت خلال غارة للطيران الحربي الإسرائيلي في حرب يوليو، وكانت تنقل إلى مشرحة أحد المستشفيات، حيث اكتشف خلال التقاطه صوراً لها، أنها لاتزال حيّة، فعولجت وأنقذت بفضل صوره، فعادت إلى الحياة من الممر الضيق للموت. وعن تجربته المهنية في عالم التصوير الفوتوغرافي، يقول «طالما هناك حياة هناك صورة، مع العلم أنني لست من أنصار نظرية أن المصور الصحفي هو الذي يبحث عن الصورة، على الأقل هنا في جنوب لبنان، بل إن الصورة هي التي تغزو في كثير من الأحيان عدسة المصور الفنان، فالصورة الصحفية الواقعية البعيدة تبرز جمالياتها، ويصادف المصور مشاكل ومعاناة كي يصل إلى لقطة ناجحة، على الأقل من الناحية الحديثة، كتلك التي يجب عليها أن تجسد الحدث». ويضيف «المصور المبدع تقع عليه مسؤولية إبراز جمالية الطبيعة، وما تحمله من مكنونات وإظهارها في الصورة». وعالم التصوير الضوئي، كما يشير الزيات، له «أهمية كبيرة في عالم التصوير الفوتوغرافي وربما بعض المصورين الإعلاميين، يجدون صعوبة في التعامل مع التصوير الضوئي، الذي يعكس جمال الطبيعة والبحر والسماء والأرض، وما تكتنزه من معالم وكنوز ثقافية وحضارية، والمهمة الصعبة أمام المصور هو أن ينجح في إتقان لعبة الضوء وإبداع انعكاساته والاستفادة من التقنيات التي وفرتها الكاميرات الرقمية الحديثة». مواكبة الأحداث حول فنون التصوير و»اقتناص» اللقطات الفوتوغرافية، يقول الزيات «أجمل ما في عالم التصوير والصورة، هو أن العدسة التي تواكب يوميات الناس بحلوها ومرها، تصقل بإبداع لا يكفي اكتسابه من المعاهد والجامعات فقط، فالتصوير لا يشبه النظريات أو الفلسفات، بل هو عين ترى المشهد بكل ما يحمله من جمال، وبكل ما يحمله من معاناة وعذاب، فالعدسة تؤرخ وتحكي ما لا يمكن أن يكتب في آلاف الكلمات، على الرغم من اتساع شبكات التلفزة الفضائية، وتطورها ودورها الرائد في عالم الاتصالات، إلا أن كل هذه العوامل لم تستطع أن تكون بديلاً عن الصورة الفوتوغرافية التي بقيت تحافظ على دورها ومكانتها في عالم الصحافة». وعن الخبرات المهنية التي يجب أن يتمتع بها المصور الصحفي في تغطيته للأحداث، وكيفية التعاطي مع الخبر والصورة، يشير إلى العديد من المحطات التي جعلته أمام مسؤوليات خاصة، لا سيما المهمة التي يتخطى تأثيرها الحدود الجغرافية للبنان، والقصد في ذلك الحروب التي تلاقي الصدى الكبير في الخارج، خاصة مجالات العمل في التصوير لمصلحة أو لحساب الوكالات الأجنبية». ويضيف أن الساحة التي أكسبتني الخبرة كانت في جنوب لبنان، وهي منطقة لا بد أن يحتاجها المصور، لمواكبة الأحداث المتسارعة هناك، حيث تكون الكاميرا هي «الزوادة» والسلاح. ويوضح «هذا الواقع أعطاني الكثير من الحوافز نحو المزيد من العمل بحثاً عن المزيد من النجاحات في مجال التصوير، ولعل أهم ما يمتاز به المصورون الصحفيون في جنوب لبنان، أنهم يعملون في أرض خصبة بالتطورات التي تجذب عدسة المصور. ومن حسن حظي أن هذه المنطقة كانت ساحتي المفضلة، وقد اختبرتها جيداً، بأنني أخوض تجربة ومغامرة جديدة لا تشبه سابقاتها إطلاقاً، وهذا ما يزيد من صقل موهبة فن التصوير». صور تحت الرصاص حول مخاطر المهنة إبان الأحداث الساخنة والحروب، يشير المصور الصحفي محمود الزيات إلى أنها كثيرة وعديدة. ويقول «لطالما تعرضت لحوادث ومواقف حساسة، لكنها لم تمنعني عن متابعة عملي، وقد أصبت مرات عديدة وفي إحدى المرات أصبت برصاص أقعدني ثلاثة أشهر، وزميلي الشهيد عساف بورحال سقط وهو يحمل الكاميرا، ونجوت من الموت أنا وزميلي علي شعيب الذي أصيب خلال المواجهة التي جرت في العديسة بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، وبقينا محاصرين في قلب المعركة حتى تم وقف إطلاق النار».
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©