9 نوفمبر 2009 00:51
عززت الصين نفوذها المتعاظم في أفريقيا حين تعهدت أمس بمنح الدول الافريقية 10 مليارات دولار أميركية قروضاً ميسرة قيمتها وإلغاء أو تخفيض ديونها على دول أفريقية وإعفاء صادرات دول القارة الأقل نمواً من الرسوم الجمركية ودعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في القارة.
وقال رئيس الوزراء الصيني وين جياباو في كلمة ألقاها بعد افتتاح المؤتمر الوزاري الرابع لمنتدى “الصين-أفريقيا” في مدينة شرم الشيخ المصرية بمشاركة 50 دولة “سنساعد افريقيا على تعزيز قدراتها المالية وتنمية البنية التحتية والبرامج الاجتماعية، سنمنح الدول الأفريقية عشرة مليارات دولار كقروض ميسرة ضمن مجموعة إجراءات سيتم اتخاذها خلال السنوات الثلاث المقبلة في إطار بداية جديدة للعلاقات بين الصين وأفريقيا”. وأضاف “سيتم دعم المؤسسات المالية الصينية لتتمكن من تقديم قرض خاص مقداره مليار دولار للشركات الصغيرة والمتوسطة في افريقيا”.
وأعلن أن الصين ستخفف عبء الدين عن عدد من الدول الافريقية وستلغي الرسوم الجمركية على 95% من منتجات الدول الافريقية الأقل نموا وستباشر إعفاء 60% من السلع الصادرة إليها ابتداء من العام المقبل.
ووعد بتدعيم العلاقات في عدة مجالات أخرى مع طرح إقامة 100 مشروع في مجالات الطاقة النظيفة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والقدرات التمويلية والزراعة والصحة والموارد البشرية والتبادل الثقافي ومكافحة التغير المناخي، مقترحاً إقامة شراكة صينية-أفريقة في تلك المجالات. وقال أيضاً “إن الصين على استعداد لتعميق تعاونها مع أفريقيا بشكل ملموس والقيام بدور في تسوية القضايا المزعزعة للسلام والامن في أفريقيا”.
وجدد جياباو تأكيد التزام بلاده بعدم التدخل في شؤون أي بلد أفريقي، قائلا “إن الصين حكومة وشعبا تحترم الحق المستقل للأفارقة في اختيار نظمهم الاجتماعية ودعمها ومساعداتها لافريقيا لم ولن ترتبط بأي شروط سياسية”.
وتابع “إن الصين صديق حقيقي يمكن الوثوق فيه للقارة الأفريقية وشعوبها وأيا كانت التغيرات على الساحة الدولية، فصداقتنا للشعب الافريقي لن تتغير وسياستنا الهادفة الى دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في افريقيا لن تتغير”. وأوضح “لم تكن ولن تكون المساعدة الصينية لافريقيا مرتبطة باي شروط سياسية، فالتجارة قائمة على برامج تحقق المكسب للطرفين وأفريقيا تستطيع ان تواجه مشكلاتها بنفسها”.
وقد افتتح الرئيس المصري حسني مبارك المؤتمر ووصفه بأنه “خطوة مهمة الى الأمام على طريق تحقيق السلام والامن والتنمية في أفريقيا”. ولكنه حذر من أن “الطريق ما زال طويلا” أمام تحقيق أهداف الدول الافريقية. وقال في كلمته الافتتاحية “إن تعميق التعاون بين الصين وأفريقيا لتحقيق التنمية المستدامة يتطلب تواصل الحوار والتشاور وتنسيق المواقف بين الجانبين للدفاع عن مصالح شعوبهما في المحافل والتجمعات الدولية”.
وأشاد الرئيس السوداني عمر البشير بالصين لمساعدتها الدول الأفريقة ودعمها جهود تحقيق السلام والاستقرار في مناطق النزاعات في أفريقيا. كما رحب رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي بعرض المساعدة الصيني قائلا “نحن زعماء افريقيا قادرون على اتخاذ الاجراءات الضرورية للاستفادة من الفرص الناتجة عن شراكتنا مع الصين بما يتفق مع مبادئنا ووحدة مصالحنا”.
من جهة اخرى أجرى مبارك أمس مباحثات مع البشير في شرم الشيخ تم خلالها استعراض تطورات الأوضاع في السودان.
كما عقد جلسة مباحثات مع زيناوي استعرضا خلالها علاقات التعاون الثنائي بين مصر وإثيوبيا
المصدر: القاهرة، شرم الشيخ
عدد اليوم
