أبوظبي (الاتحاد)
حقق مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إنجازاً فريداً من نوعه، حيث وصل عدد المحاضرات التي نظمها المركز منذ إنشائه عام 1994، إلى 600 محاضرة استقطبت شخصيات من مختلف دول العالم، ولقيت اهتماماً إعلامياً واسعاً، وتفاعلاً مجتمعياً لافتاً للنظر، حيث ألقى ميخائيل جورباتشوف رئيس الاتحاد السوفييتي السابق أول محاضرة بتاريخ 3 ديسمبر 1994، بينما ألقيت المحاضرة الـ 600 يوم أمس الخميس العاشر من مايو 2018، ليكون بذلك أول مركز إماراتي، وربما في المنطقة يصل إلى هذا العدد الكبير من المحاضرات خلال الأعوام الـ 24 من عمر المركز القصير نسبياً مقارنة بنظرائه من مراكز الدراسات والبحوث العالمية.
وما يعظِّم قيمة هذا الإنجاز، أن قائمة المحاضرين تضمنت العديد من زعماء ورؤساء دول العالم، بينهم رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارجريت تاتشر، والرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد، ورئيس جورجيا جيورجي مارغفيلاشفيلي، هذا فضلاً عن نخبة من الخبراء والمفكرين والمثقفين من دول العالم المختلفة.
وبهذه المناسبة قال سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز إن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» ما كان ليحقق هذه الإنجازات، لولا الدعم اللامحدود، الذي تلقاه من قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والمساندة الكاملة والرعاية الكريمة من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، الذي يؤمن بأهمية المعرفة والثقافة ودورهما في توعية المجتمعات ومساعدتها على التطور والتحضر. فلا شك أن إيمان قيادتنا الرشيدة بأهمية ما يقوم به المركز من أنشطة متنوعة، وقناعتها الراسخة بدوره في دعم مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة في الدولة، هما اللذان منحانا الحافز للتميز والتفوق وتحقيق الإنجازات، حتى غدا المركز كما أرادته قيادتنا الرشيدة منارة للفكر، وأحد أهم مظاهر القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ويأتي تنظيم «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، للمحاضرات في إطار الأنشطة والفعاليات العلمية والفكرية التي ينظمها المركز بهدف مناقشة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، سواء تلك التي تهم دولة الإمارات العربية المتحدة، أو التي تتعلق بمنطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط، أو المرتبطة بالشؤون الدولية والعالمية، وذلك حرصاً على ممارسة دوره في خدمة المجتمع، وإسهاماً منه في خلق تصوُّر واضح حول تلك القضايا، ما يساعد على اقتراح الحلول المناسبة لها، ووضع الاستراتيجيات الملائمة للتعامل معها.
وتتميز محاضرات المركز بالجدية والرصانة والمستوى العالمي ومواكبتها للتطورات الجارية على الساحتين المحلية والدولية، كما أنها مفتوحة للحضور والدعوة إليها عامة، حيث يمكن لأي شخص الحضور والمشاركة. وقد كانت محاضرات المركز محط ترقب واهتمام من السياسيين والمثقفين والأدباء والإعلاميين، ومختلف شرائح المجتمع، وذلك بالنظر إلى تنوع الموضوعات التي تناولتها المحاضرات، وطبيعة النقاشات الجريئة التي تحدث فيها، حيث تناولت مجمل القضايا المحلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما استحوذت البيئة الإقليمية والتطورات الجارية في السياسة الدولية والملفات العالمية بأبعادها المختلفة على حيز كبير من هذه المحاضرات.
وجاء تحقيق المركز هذا الإنجاز بالتزامن مع احتفالات الدولة بـ «عام زايد»، الذي يستهدف تخليد ذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بمناسبة مرور 100 سنة على ميلاده، حيث خصص المركز سلسلة من المحاضرات، تفاعلاً مع هذه المناسبة الغالية لدى أبناء الوطن جميعاً، والتي تسلط الضوء على إنجازاته في المجالات المختلفة، السياسية والإعلامية والبيئية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، فضلاً عن دوره الرائد في تمكين المرأة والنهوض بأوضاعها كافة.
عدد اليوم
