الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

روسيا مقبلة على طفرة في مجال الطاقة

12 ابريل 2013 23:12
ينتظر أن تشهد روسيا طفرة نفطية خلال السنوات القادمة بما لديها من احتياطيات هائلة من النفط غير التقليدي. يقع حقل نفط «لينين الأحمر» أو «كراسفولينين سكوي» بالروسية في غربي سيبيريا وهو يعتبر أحدث المساعي إلى استغلال تلك الاحتياطيات واتباع النهج الذي غيَّر شكل الطاقة بالولايات المتحدة. وكان ذلك الحقل بمثابة لغز للجيولوجيين السوفييت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حيث كانوا يدركون أنه يحتوي على النفط ولكن تكوينه الجيولوجي كان صعباً إلى درجة لا تسمح لهم باستخراجه. الآن أصبح هناك حل لهذا اللغز، وهو ما يسمى بتقنية الحفر الأفقي والتفتيت الهيدروليكي التي استخدمت في أميركا الشمالية، وتشترك حالياً كل من شركة تي إن كيه - بي بي وشركة جازبروم نفت في وضع برامج حفر ذلك الحقل. وهذه القصة تتكرر الآن في أنحاء كثيرة، غربي سيبيريا التي يقع فيها أحد أكبر مكامن النفط غير التقليدي في العالم الذي يسمى مكمن باجينوف الصخري والذي يشهد سباقاً إلى استخراج ثرواته. وقال ليونيد فيدوم نائب رئيس شركة لوكويل: «يعتبر باجينوف بالنسبة لنا باكين جديداً» وكان يعني بذلك حقل باكين الصخري في ولاية نورث داكوتا. يذكر أن إنتاج حقل باكين يتضاعف كل 18 شهراً ويشكل الحقل الآن 10% من مجموع إنتاج الولايات المتحدة. وتأمل روسيا في أنه من خلال تطوير مناطق مثل باجينوف ستتمكن من تعويض التناقص الحاد الذي تشهده حقولها المتقادمة في غربي سيبيريا التي تنتج النفط منذ سبعينيات القرن الماضي. وتقدر وود ماكنزي لاستشارات الطاقة أن باجينوف به نحو تريليونين من براميل النفط ما يساوي خمسة أمثال ما يحتويه حقل باكين من نفط. غير أنه من غير الواضح حتى الآن حجم ما يمكن استخراجه من ذلك النفط. وكان قد أجرى هناك بعض الاستكشافات منذ ستينيات القرن الماضي ولكن كثيراً من الآبار وجدت جافة وأخرى ذات درجات متفاوتة من معدل التدفق. تكمن المشكلة في تباين أداء الآبار، إذ أنه عادة ما يكون أداء الآبار المحفورة في حقل واحد، متشابهاً إلى حد كبير، ولكن ذلك لا ينطبق على باجينوف الذي يمكن لإحدى آباره أن يتدفق منها النفط بسهولة بينما تحتوي بئر أخرى على ما يسمى كيروجين وهي عبارة عن مادة عضوية صلبة محتوية بداخلها على نفط وغاز، وهو ما يصعب التكهن بالمواضع الواعدة. وقال نيال روانتري محلل النفط غير التقليدي في وود ماكنزي: «سيكون من الصعب الانتاج في منطقة شاسعة من هذا القبيل ذات درجة كبيرة من عدم التجانس». ومع ذلك تحاول بعض الشركات الآن استغلال تلك المنطقة. وتشترك روزنفت واكسون موبل معاً في استكشاف تلك المنطقة ضمن اتفاقية التعاون التي وقعتها عام 2011. كما تشترك أيضاً رويال دتش شل وجازبروم معاً في التنقيب عن النفط الصعب - وهو عبارة عن خام خفيف موجود في تكوينات لا تسمح بتدفقه بسهولة، ضمن مشروعهما المشترك (ساليم)، كذلك توصلت لوكويل إلى تقنية جديدة لاستخلاص النفط صعب الاستخراج وتعكف أيضاً في العمل في هذه المنطقة. وتشتمل تقنيتها على ضخ هواء في البئر وإشعاله ما يولد حرارة تقلل من لزوجة النفط وتسهل تدفقه إلى البئر. ورغم ارتفاع تكاليف تلك التقنيات المتقدمة، إلا أن تنفيذيين بقطاع النفط يقولون إن عمليات حفر باجينوف لا تزال أقل تكلفة من الحفر في حقول غير مستغلة أخرى في روسيا مثل حقول النفط والغاز في قاع بحار المنطقة القطبية الشمالية - بالنظر إلى أن منطقة باجينوف تقع أصلاً في مركز صناعة النفط الروسية. وقال فيدوم إن استغلال شركات النفط لاحتياطيات روسيا من النفط الصخري بالمناطق البرية أرخص كثيراً من استغلال احتياطيات النفط في بحارها القطبية النائية. وقامت مؤخراً شركات أجنبية كبرى مثل اكسون موبل وستاتويل وايني بتوقيع اتفاقيات مع شركة روزنفت الروسية للحفر لاستخراج النفط في بحار روسيا الشمالية الجليدية، غير أن خبراء يحذرون من الصعاب اللوجستية الكبرى المقترنة بالعمل في تلك المناطق النائية الصعبة. وذكر فيدوم أن مشكلات رويال دتش شل في مياه الاسكا التي أنفقت فيها قرابة 5 مليارات دولار ولم تكمل بعد بئراً واحدة حتى الآن ما هي إلا تجربة تحذيرية لمن يعمل في هذه الصناعة عموماً. وقال: «لو طلب مني أحد الاستثمار في استكشاف وتطوير منطقة القطب الشمالي لما أنفقت مليماً واحداً». وأضاف: «لدينا العديد من فرص الاستثمار الأخرى التي تنطوي على مخاطر أقل. لست مضطراً إلى بناء خطوط أنابيب أو أنابيب مياه أو شبكة كهرباء أو إلى إحضار عمال. فكل شيء موجود أصلاً». وتدرك الحكومة الروسية تلك الصعوبات ولذلك فقد تعهدت بإعفاء مشاريع باجينوف من ضريبة استخراج المعادن إعفاء كاملاً. ورغم ذلك يرى محللون أنه يتعين على الحكومة تقديم المزيد من التسهيلات. ويعتقد كثير من الخبراء أنه ينبغي على الحكومة إلغاء ضريبة تصدير النفط الروسي التي تعد من أثقل الضرائب المفروضة على منتجي النفط. وعلى كل حال، سيستغرق الأمر سنوات لتشهد روسيا طفرة نفط وغاز صخرية تشابه الطفرة التي تشهدها الولايات المتحدة حالياً. وقال فيدوم: «نحن يلزمنا الوقت». وأضاف أن الأميركيين بدأوا إجراء التجارب على النفط الصعب منذ حوالى عشر سنوات، ولكنهم لم يبدأوا الإنتاج الفعلي إلا في عام 2009-2010. وقال: «بالنسبة لنا سيستغرق الأمر أيضاً حوالى خمس سنوات». وأضاف: «ولكن عندنا الاحتياطيات، وسنستخرجها إن آجلاً أو عاجلاً». نقلاً عن: «فايننشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©