الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبواب خشبية تتحدى الزمن في أبوظبي

أبواب خشبية تتحدى الزمن في أبوظبي
16 ابريل 2011 20:04
أساليب متعددة ومتطورة جداً دخلت في تقنيات المحافظة على التراث المادي في أبوظبي، وللأبواب الخشبية القديمة والتي دخلت في قائمات الإرث التاريخي للإمارة سحر خاص، لذا لا يعاد دهنها مثلاً.. لأن لونها يصبح أكثر قيمة كلّما قدم وبانت آثار الزمن عليه. يبقى أن ثمة حاجة لمحاربة النمل الأبيض الذي يهوى الأخشاب ويترك بيوضه فيها ويتكاثر، فيقع الباب عند لمسه لأنه لم يترك منه النمل إلا هيكل مشهد يغشّنا.. وقد اعتمدت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في نشاطاتها لصون التراث في أبوظبي والعين على تقنية المعالجة الحرارية للقضاء على النمل الأبيض وبيوضه، وتسمّى هذه المعالجة بتقنية الميكروويف. نجد الأبواب الخشبية القديمة في المباني التاريخية، ولهندستها سحر خاص، فهي تعكس الحياة الاجتماعية وتروي التقاليد والعادات التي تعتبر تراثاً معنوياً للشعوب. فالباب الذي يضمّ طاقة تشبه باباً صغيراً في الباب الكبير، يخبر عن عادات تسلم أغراض من دون الانكشاف على طارق الباب، كما تروي التأكد من هوية الزائر.. وهذا الأسلوب في بناء الأبواب كان يستخدم أيضاً في القلاع العملاقة القديمة في الشرق الأوسط إنما يكون الباب ضخماً جدا والباب الصغير في هيكله لا يسمح إلا بدخول فرد واحد، وكان يستخدم هكذا كنوع من الحماية، إذ يدخل من يجدر به الدخول ويقفل وراءه الباب الصغير بسرعة، ولا يفتح بهذه الطريقة الباب الضخم كي لا يصبح الداخل عرضة لدخول من هم غير مرغوب بهم. تتحوّل الأبواب هذه مع الزمن إلى تحف فنية وإرث تاريخي ومجسّم يروي كتراث مادي تاريخ التراث المعنوي، لذا سعت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على المحافظة على هذا الإرث، وقد بدأت باستخدام تقنية الميكروويف منذ العام 2008 في مدينة العين وثم في مدينة أبوظبي، وذلك ضمن برامجها لصون التراث وترميم الممتلكات التي تعتبر ممتلكات ثقافية. وتقوم هذه التقنية على عملية معالجة للخشب بوساطة مستويات حرارية قد تصل إلى 80 درجة مئوية تولّد عبر جهاز ميكروويف بغية القضاء على الحشرات واليرقات العالقة في الأبواب من دون المساس بالقيمة التاريخية التي يحملها الباب. وربما تقتصر المعالجة بهذه التقنية على تسخين الخشب بدرجات حرارة تتراوح بين 60 إلى80 درجة مئوية عبر معدات تشتمل على وحدات توليد ميكروويفية وتحكم كهربائي وبث هوائي، وآلة تصوير تعمل بالأشعة تحت الحمراء وجهاز لقياس الموجات وآخر لحساب درجة الرطوبة. وبالإضافة إلى معالجة الأبواب، تتم أيضاً معالجة إطاراته من الجانبين، إذ لا ينفع معالجة الباب وإعادته فيما إطاره يغزوه النمل الأبيض وبيوضه. وتعد هذه التقنية مقياساً علاجياً ضد الحشرات، ولمنع حدوثها يستلزم الأمر إجراء معالجة كيميائية إضافية. وفي طبيعة الحال، يتم نزع الباب من مكانه وأخذه إلى مختبرات المعالجة ومعالجته ومن ثم إعادته إلى مكانه الأصلي، في الوقت الذي تتابع فيه عمليات الترميم الأخرى التي تنظم في المباني التاريخية. ويذكر أن معالجة الأخشاب القديمة، يطال أيضاً عملية تنظيفها ممّا علق فيها من رمال وغبار وطين، وفي بعض الحالات، يكون الأوان قد فات على ترميم جزء من الأبواب، فيصار إلى دمجها بنشارة الخشب بتقنيات الدمج التي يستخدم فيها حلول كيميائية أكريليكية، وتتم تعبئة الفراغات وممرّات الحشرات داخل الهياكل الخشبية للأبواب بمواد ترميمية يتبع فيها المعايير الدولية المعتمدة في ترميم الآثار.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©