الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«أكراد إيران».. يصوبون السلاح في وجه طهران

«أكراد إيران».. يصوبون السلاح في وجه طهران
5 أغسطس 2016 00:08
طهران (وكالات) رغم تقلص مساحات الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي في الوقت الراهن، فإن صعوده السريع كعدو عالمي وتوسعه في عامي 2013 و2014، أصاب دول المنطقة والعالم بأسره بالصدمة، وأطلق شرارة سلسلة عمليات إعادة ترتيب تحالفات القوى العسكرية. ومع سيطرة التنظيم الإرهابي على الموصل وتكريت وسنجار وزومار وكوباني، انتشرت وحدات «البشمرجة» المؤلفة من عراقيين وإيرانيين وأتراك وسوريين لمحاولة إيقافه. وفي الوقت الراهن باتت هذه الجبهة التي تتشابك فيها عدد من الدول، بينما تتاخم الأراضي التي يسيطر عليها «داعش»، أراضي خاضعة للأكراد. بيد أن انخراط الجماعات الكردية في المعركة ضد «داعش» مكنهم مرة أخرى من تعزيز قوتهم العسكرية، وفي إيران، التي تعتبر موطناً لأقلية كردية كبيرة، تبدو الآثار الجانبية لهذه القوة المشكلة واضحة، فقد بدأت المعركة ضد عدو مشترك توحد الجماعات الكردية الانفصالية في إيران، حسب تقرير حديث صادر عن مؤسسة «ستراتفور» للأبحاث. وجذب تفوق الأكراد في المعارك ضد «داعش» اهتمام قوى خارجية بدرجة أكبر، وتساعد هذه العوامل مجتمعة على توضيح أسباب ظهور أنشطة التمرد الكردية في وجه النظام الإيراني من جديد. وعندما أشار القائد العسكري الإيراني الجديد، محمد باقري، في خطاب توليه يوم الخامس من يوليو الماضي، إلى «المعتدين الداخليين» الذين يهددون الجمهورية الإسلامية، كان يقصد بالتأكيد جزءاً كبيراً من الأكراد الإيرانيين. وعلى مدار العقد الماضي، واجهت إيران هجمات متقطعة من الجماعات الكردية التي كان عادة ما يرتكبها «حزب الحياة الحرة الكردستاني»، لكن خلال الأشهر القليلة الماضية، شنّت جماعات كردية مختلفة سلسلة من الضربات المحدودة ضد معاقل «فيالق الحرس الثوري الإيراني»، في المناطق الشمالية الإيرانية. وإلى جانب «حزب الحياة الحرة الكردستاني»، الذي يعتبر أقدم الأحزاب الكردية وأبرزها في إيران، استأنف «الحزب الكردستاني الإيراني الديمقراطي» مقاومته المسلحة ضد طهران، وشنّ أيضاً «حزب الحرية الكردستاني» هجمات ضد قوات «الحرس الثوري». ولطالما كان احتواء التمرد الكردي وثورات الأقليات الأخرى، لاسيما عند الحدود الجبلية مع العراق وتركيا، أولوية بالنسبة للقوات المسلحة الإيرانية. وبينما تحشد الأحزاب الكردية قواها في الوقت الراهن، فإن إيران ستواجه وقتاً عصيباً لضمان أن مطالب الأكراد لن تثير صراعاً مع الأقليات الأخرى، مثل «البلوش» و«الآزريين» و«الأهواز». ومعظم السكان الأكراد في إيران، البالغ عددهم ستة ملايين نسمة، من السنة، ويقودون عدداً من الأحزاب السياسية إلى جانب الجماعات المسلحة المرتبطة بتلك الأحزاب وقوات «البشمرجة» شبه العسكرية. ومثل كثير من الأقليات الأخرى في إيران، تعيش الجماعات الكردية خارج المراكز الاقتصادية الحضرية في الدولة، ورغم تطمينات الرئيس حسن روحاني بأن الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب سيفضي إلى انفراجة ونمو اقتصادي، لكن لا شيء من منافع هذا الاتفاق عاد على الأكراد. وفي رحلته الأخيرة، التي قاطعها معظم أعضاء البرلمان، إلى محافظة «كيرمانشاه» في كردستان الإيرانية، حاول روحاني تهدئة مخاوف قادة المحافظة إزاء غياب المساواة الاقتصادية، متعهداً تقديم «مساعدات» قدرها مليار دولار. لكن لم يتحقق شيء على أرض الواقع حتى الآن، بينما تحاول الحكومة بوضوح تسكين الأقلية مع اقتراب انتخابات العام 2017، في ظل صعود أنشطة التمرد. وهجمات الجماعات المسلحة الكردية على القوات الحكومية الإيرانية ليست غريبة، لكن بفضل دورها في الحرب ضد «داعش»، اكتسبت الجماعات الكردية وحدة وحظوة دولية، وتأمل الآن في تحويل بعض الدعم الخارجي الذي حصلت عليه في مواجهة التنظيم الإرهابي، إلى كفاحهم من أجل الاستقلال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©